PHOTO
يرجح أن تسهم الصفقة المحتملة بشأن استحواذ "أرامكو السعودية" على حصة استراتيجية في "سابك"، في فوائد على شركتي أرامكو وسابك، وصندوق الاستثمارات العامة، والسعودية بشكل عام، حال تمت بشكل نهائي.
وبداية من سابك، إذ تصنف الشركة ثالث أو رابع أكبر شركة في مجال البتروكيميائيات في العالم، كما أنها تتمتع بشهرة عالمية بصفتها شركة رائدة في مجال تصنيع الكيميائيات المتنوعة، مثل المنتجات ذات الاستخدامات واسعة النطاق، كالمواد الكيميائية والسلع الأساسية وأنواع البلاستيك عالية الأداء، إلى جانب الأسمدة.
وتنتشر المجمعات التصنيعية العائدة لـ"سابك" في مختلف أنحاء المملكة، والشرق الأوسط والأمريكتين وأوروبا وآسيا باسيفيك، وتعمل الشركة في أكثر من 50 دولة، ولديها مراكز ابتكارات في خمس مناطق جغرافية رئيسة "الولايات المتحدة، وأوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب شرقي آسيا، وشمال شرقي آسيا".
لذلك، تمتلك "سابك" نقاط قوة بارزة في قطاع الكيميائيات، وفي الوقت الراهن، توفر "أرامكو السعودية" لمصانع "سابك" داخل المملكة الوقود واللقيم، سواء أنواع اللقيم المشتقة من الغاز أو المنتجات المكررة أو ما تحصل عليه من خلال إقامة مجمعات لتصنيع البتروكيميائيات بالقرب من مصافي "أرامكو السعودية".
وأكبر الفوائد التي ستحققها "سابك" من هذه الصفقة المحتملة هي تعزيز الارتباط بين نقاط القوة التي تمتلكها "سابك" في مجال الكيميائيات و"أرامكو السعودية" في أعمال التنقيب والإنتاج وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق.
وستستفيد "سابك" من القدرة على دخول أسواق جديدة مستفيدة من تواجد شركة أرامكو السعودية فيها، إضافة إلى التناغم بين أعمال التسويق والبحوث والتطوير والتقنية والخدمات المشتركة التي يوفرها مالك استراتيجي لـ"سابك"، عوضا عن مستثمر يبحث عن العائد المالي.
أما "أرامكو"، فتتمتع الشركة بشهرة عالمية في مجال النفط والغاز، نظرا للمراكز العالمية التي تحتلها فيما يتعلق بالاحتياطيات والإنتاج والريادة في التكاليف والأرباح.
وفي مجال الكيميائيات، شرعت "أرامكو السعودية" في إقامة مشاريع عالمية، ومن بين الأمثلة على ذلك، أخيرا، مشروعا بترورابغ وصدارة "بوصفه أكبر مشروع للبتروكيميائيات في العالم".
وستسهم هذه الصفقة المحتملة في التناغم بين أعمال الشركتين والإسراع في تحقيق خطط "أرامكو السعودية" الطموحة بزيادة طاقتها التكريرية والبتروكيميائية العالمية المتكاملة.
وسيعزز هذا الارتباط مع "سابك" استراتيجية "أرامكو السعودية" الخاصة بتحويل النفط الخام إلى كيميائيات والارتقاء بتقنياتها في هذا المجال.
وسيسهم توسع "أرامكو السعودية" في قطاع التكرير والكيميائيات في تخفيف أثر تقلبات أسعار النفط على عوائد الشركة من إنتاج النفط الخام. ويمكنها من التوسع في مصدر دخل غير قطاع المواصلات، ألا وهو قطاع البلاستيك والمنتجات المتقدمة.
وفيما يتعلق بصندوق الاستثمارات العامة، فإنه يهدف إلى إيجاد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بالاستثمار في كيانات ناشئة تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة، كما كانت "سابك" في بداياتها، التي أصبحت الآن كيانا عالميا.
وسيمكن نقل ملكية "سابك" من صندوق الاستثمارات العامة إلى "أرامكو السعودية" من تعزيز الاستراتيجيات والحوكمة، إضافة إلى تعزيز المحفظة الاستثمارية للصندوق.
أما التأثير العام في السعودية، فإن الخطوة المحتملة ستؤدي إلى زيادة تنويع الاقتصاد السعودي، كما سيكون لها فائدة اقتصادية ناتجة عن زيادة التكامل بين عمليات شركتين بحجم "سابك" و"أرامكو السعودية".
وستساعد هذه الصفقة على نمو صناعات تحويلية جديدة تسهم في زيادة الناتج المحلي إلى جانب توفير الآلاف من الوظائف للشباب السعودي.
تقييم "أرامكو"
في حال إتمام هذه الصفقة المحتملة، فإنها ستؤثر إيجابا على تقييم "أرامكو السعودية"، حيث إنها ستؤدي إلى تعزيز التكامل في الموارد المالية والبشرية المتنوعة التي ستمكن الشركتين من تحقيق استراتيجيات النمو المستقبلية، مستفيدتان من الانسجام بين قطاعات الأعمال التي تشمل التسويق، والتقنية، والبحوث والتطوير، والخدمات المساندة.
مواءمة استراتيجية البتروكيميائيات
يمثل قطاع الكيميائيات العالمي، حاليا، سوقا يزيد حجمها على أربعة تريليونات دولار، ومن المتوقع أن تشهد هذه السوق نموا كبيرا في العقود القادمة، حيث تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يصل معدل النمو في سوق الكيميائيات العالمية إلى 3 في المائة سنويا حتى عام 2050، وأن يزيد معدل نمو المبيعات في الدول النامية عنه في الدول المتقدمة بأكثر من الضعف.
و"أرامكو السعودية" مهيأة بشكل مثالي للاستفادة من جزء كبير من هذه القيمة المتنامية من خلال ما تمتلكه من اللقيم المشتق من النفط الخام، وكما هو معلوم بأن سوق الكيميائيات هي سوق عالمية ضخمة، فإن العمل بشكل متكامل يؤدي إلى الحصول على قوة سوقية أكبر.
والمواد الكيميائية تمتاز عن الوقود، فقطاع الكيميائيات ينمو بمعدل أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو قطاع الوقود، ولذلك، فإن الاستثمار في الكيميائيات هو أحد السبل لدعم أعمال الشركة في مجالي التكرير والتسويق التي تشهد هي الأخرى نموا، كما يمكنها تحقيق زيادة كبيرة في قيمة كل طن إذا ركزت على الكيميائيات إلى جانب أنواع الوقود المكرر.
الهدف من الصفقة
استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعظيم الفائدة على محفظتها الاستثمارية، ونقل ملكية "سابك" التي يستحوذ عليها الصندوق حاليا، إلى "أرامكو السعودية" سيتيح للصندوق التركيز على الاستثمار في القطاعات الجديدة والناشئة في المملكة، وتنويع محفظته داخل وخارج المملكة.
الرد على قول: "أرامكو" ليست مستقلة
بدأت "أرامكو" خلال العقد الماضي بتنفيذ برنامج طموح يمكنها من أن تكون الشركة الأولى للطاقة والكيميائيات على مستوى العالم.
وركزت استثمارات الشركة في هذا المجال على إنشاء قطاع متكامل لأعمال التكرير والمعالجة والتسويق يغطي جميع مراحل سلسلة القيمة، بدءا من توريد النفط وتسويقه وتكريره، ووصولا إلى البتروكيميائيات وزيوت التشحيم.
وتأتي هذه الصفقة المحتملة استكمالا لهذه الجهود وتحقيقا لاستراتيجية الشركة في هذا المجال.
موظفو الشركتين
بشكل عام، سيستفيد الكيان الجديد من أوجه التعاون والكفاءات اللازمة للتوسعات الضخمة المستقبلية المتوقعة للشركة المشتركة، وسيولد فرصا لموظفي الشركتين مستفيدين من الأعمال الجديدة التي ستوفرها هذه الصفقة المحتملة.
مساهمو "سابك"
من المهم أن ندرك أن هذه الترتيبات تنطبق فقط على أسهم الأغلبية في "سابك" التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، وأنها صفقة "خاصة". ولا تشمل أي أسهم مطروحة للتداول العام.
أنظمة المنافسة
في حال الاتفاق على إتمام الصفقة، سيتم البدء في الحصول على كافة الموافقات الخاصة بمكافحة الاحتكار بموجب الإجراءات المتبعة لتعزيز المنافسة، كما أن حصة الشركتين في مجال البتروكيميائيات في العالم لا تزال محدودة.