الطاقة الشمسية، كلمتين تصدروا عناوين الصحف في السنوات الأخيرة والسبب كلمات أخرى مثل الاحتباس الحراري واستخدام النفط للتصدير وليس للاستهلاك المحلي.
ولكن إذا كانت الطاقة الشمسية هي الحل لماذا لا يزال الكلام عليها أكثر من انتشارها؟
لنبدأ أولا بخلفية سريعة على الوضع في الدول العربية
أسست الإمارات مشروعات بمليارات الدولارات لتوليد الطاقة الشمسية مثل مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي و مدينة مصدر في أبو ظبي.
وكذلك في السعودية وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مصادر الطاقة المتجددة من أهداف رؤية المملكة 2030، كما يتضح في مشروع محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في محافظة سكاكا السعودية والتي تقع في شمال غرب المملكة.
أما في شمال أفريقيا، فالمغرب يحتل المركز الأول فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وهناك عدة مشروعات جارية في هذا الشأن مدعومة من الحكومة يليه مصر والتي ستتصدر على الأرجح قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا في السنتين أو الثلاثة القادمين.
اما عالميا فقد زادت الصين ودول أوروبية مثل ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة من حجم استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة بشكل عام للتخلص من اعتمادها على النفط.
هذا الإنفوجرافك به تفاصيل أكثر عن قدرات وطموحات المنطقة العربية في قطاع الطاقة الشمسية
لماذا يستثمرون؟
بسبب:
- الاحتباس الحراري، وهو يعتبر السبب الرئيسي الذي يدفع الدول للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وذلك للتقليل من الانبعاثات الكربونية لمواجهة الارتفاع العالمي في درجات الحرارة وخاصة في الدول الخليجية والتي تفتقر لموارد المياه بينما ترتفع فيها درجات الحرارة لمستويات عالية خاصة في فترة الصيف.
- تصدير المزيد من النفط أو استخدامه في مجالات أخرى وتقليل استهلاكه المحلي والذي سيدر بدخل أكبر للدول التي تعتمد على النفط بشكل كبير مثل السعودية.
هذا كله كلام رائع ولكن لماذا لا يشعر الشخص العادي بتغيير في منظومة الطاقة؟ هذا ببساطة بسبب عدم استخدام الطاقة الشمسية بشكل كبير يلفت اليه الأنظار. لماذا؟ بسبب كلمة أيضا. تحديات.
التحديات... الكلمة التي لا يتحدث عنها الكثيرون
يكمن التحدي الرئيسي غير المعلن الذي قد لا يغري الدول ولا سيما العربية منها بالاستثمار في الطاقة المتجددة في الوقت الحالي هي أنها تقلل من إجمالي الاستهلاك المحلي للنفط الخام.
بالنسبة لدول كالسعودية والإمارات، باعتبارهما منتجين أساسيين للنفط، فإن استبدال براميل النفط بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وربما أيضاً الطاقة النووية للاستخدام المحلي سيتيح الفرصة لتصدير المزيد من النفط أو استخدامه في مجالات أخرى.
ويعد ذلك قرار صائب من الناحية الاقتصادية حيث أن هامش الربح لبرميل النفط أعلى منه في توليد الكهرباء. ولكن في ظل انخفاض أسعار النفط في الوقت الحالي وزيادة المعروض قد يكون هذا الأمر غير مربح بالشكل المستهدف منه.
التحدي الثاني يكمن في التكلفة حيث يشير تقرير الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) أن تنفيذ الخطط الموضوعة في المنطقة العربية للطاقة المتجددة يتطلب استثمارات قدرها 209 مليار دولار.
وهي تكلفة فد تثقل ميزانيات الدول العربية التي تمر حاليا بأزمات جيوسياسية واقتصادية.
حيث من المتوقع أن تقلص بعض حكومات الدول في الشرق الأوسط وخاصة الخليجية إنفاقها في الموازنات الحكومية إذا ما ظلت أسعار النفط الخام تتراوح بين 60 و75 دولار للبرميل.
وبرغم من كل الكلمات السابقة سيظل السعي لإيجاد مصادر طاقة بديلة باقياً. فهو لن يؤدي فقط إلى زيادة الطاقة المتاحة للمستهلكين بشكل عام بل سوف يدعم أيضاً خطط التنويع الاقتصادي التي تنتهجها العديد من الدول الخليجية في الوقت الحالي.
لقراءة مقال سابق لCyril تم نشره على موقع زاوية عربي الشهر الماضي:
ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟
*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.
(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز)
(وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)
© Opinion 2019
المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.