PHOTO
*تم إعادة نشر القصة لتصحيح أسواق في العنوان
علقت هيئة قناة السويس حركة الملاحة مؤقتا، وقالت في بيان اليوم الخميس، إن عمليات تعويم السفينة البنمية الجانحة لا تزال مستمرة، بحسب عدة تقارير إعلامية.
ويظهر موقع تتبع حركة السفن (https://www.vesselfinder.com) أن السفينة لا تزال متوقفة بكامل عرض قناة السويس، ما يحول دون عبور السفن في المجرى الملاحي الأبرز حول العالم.
وتترقب الأسواق العالمية عودة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس حيث تعتبر شريان مهم لنقل السلع والوقود بين أوروبا وآسيا.
وارتفعت أسعار النفط بسبب ما يحدث في قناة السويس ليصل خام برنت إلى 64.48 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط ل61.25 دولار في تعاملات سابقة اليوم.
خلفية عن الحادث
كانت هيئة قناة السويس أعلنت في بيان أمس أن سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيفر جيفن" جنحت في الممر الملاحي أثناء رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام في هولندا.
وأوضحت الهيئة أن الحادث وقع صباح الثلاثاء، بسبب "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
وأضافت الهيئة أن 8 قاطرات تعمل على الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة.
وذكرت قناة السويس أن السفينة البنمية تتبع الخط الملاحي "EVER GREEN"، ويبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 متر، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن.
ولا تزال أعمال تعويم السفينة جارية في الوقت الحالي. وكانت الشركة المشغلة للسفينة أكدت في بيان أمس أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار في الحمولة أو تلوث.
الوضع الحالي
قال خبير النقل البحري، حمدي البرغوت، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، إن تأخير تعويم السفينة وفتح المجرى الملاحي ليس في مصلحة الهيئة ويؤثر بالسلب على إيراداتها.
"عملية تعويم السفينة يبدو أنها ليست سهلة، حيث أن قاطرات الهيئة تعمل على حل الأزمة منذ يوم الثلاثاء، وربما يرجع هذا إلى حجم السفينة الضخم وحمولتها الكبيرة"، بحسب ما قاله خبير النقل البحري.
وهو ما اتفق معه خبير النقل البحري أحمد الشامي، الذي قال لزاوية عربي، إن السفينة الجانحة تعتبر من الجيل الضخم، وأن تعويمها وتحرير مقدمتها من المنطقة الضحلة والصخور، ربما يستغرق بعض الوقت.
وقال: "قرار الهيئة بوقف الملاحة سليم، وأعتقد أنه تأخر، حيث لا يمكن مواصلة حركة الملاحة إلا بعد إزالة العائق الذي يتمثل في السفينة الجانحة".
وتوقع الشامي أن تنتهي الهيئة من تعويم السفينة، اليوم، مع إمكانية الاستعانة بقاطرات إضافية، أو كراكات من أجل تعميق المياه أسفل السفينة.
وقال الشامي: "لابد أن نشير هنا إلى أن حادث السفينة الجانحة، ليس مستغرب في قطاع النقل البحري، ووارد حدوثه، كما أن قناة السويس تعتبر من أقل الممرات الملاحية في العالم التي تتعرض لمثل هذه الحوادث، فعلى مدار سنوات طويلة للغاية، لم نسمع أن حركة الملاحة تعطلت في قناة السويس".
وأشار إلى أن "هناك عوامل ربما اجتمعت وأدت إلى هذا الحادث، في مقدمتها الخطأ البشري، لطاقم السفينة، وأيضاً الأحوال الجوية السيئة وسرعة الرياح".
وقال الشامي: "من المؤكد أنه سيتم فتح تحقيقات موسعة في سبب الحادث، خاصة أن كل التعليمات التي تصدر في كابينة القيادة تكون مسجلة، حتى نعرف السبب وراء هذه الأزمة".
وأضاف أن هيئة قناة السويس من الممكن في المستقبل أن تتخذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذا الحادث، من خلال تعليق أو تأجيل حركة الملاحة أثناء الأحوال الجوية السيئة.
وقد قالت مصادر بقطاع التأمين لرويترز إن مالك السفينة الجانحة يواجه هو وشركات التأمين مطالبات بملايين الدولارات حتى إذا أعيد تعويم السفينة سريعا.
تاريخ قناة السويس
(بحسب موقع هيئة قناة السويس، ورويترز)
هي أسرع ممر ملاحي يربط بين آسيا وأوروبا، ويمر منها نحو 12% من التجارة العالمية، كما أنها تمثل مصدر رئيسي للعملة الصعبة في مصر، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وخلال العام الماضي عبر حوالي 19 ألف سفينة بحمولة صافية تبلغ 1.17 مليار طن قناة السويس بمتوسط 51 سفينة في اليوم، وفقا لهيئة قناة السويس.
وبلغت إيرادات قناة السويس في عام 2020 حوالي 5.6 مليار دولار، بحسب تصريحات سابقة لرئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع.
وتربط قناة السويس بين البحرين الأبيض والمتوسط بطول حوالي 193 كيلو متر، وترجع فكرة إنشاء القناة إلى عهد الفراعنة، لكن تاريخها الفعلي بدأ مع فرديناند ديليسبس المطور الفرنسي، الذي حصل على امتياز حفر قناة السويس عام 1854، وجرى افتتاحها في حفل أسطوري في 17 نوفمبر 1869 خلال عهد الخديوي إسماعيل.
أممت مصر قناة السويس في خطاب تاريخي شهير للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956.
وكانت قناة السويس توقفت عن الملاحة لمدة 8 سنوات تقريباً بعد العدوان الإسرائيلي على مصر في 5 يونيو 1967 فيما يعرف بـ "النكسة"، وعادت للعمل في 29 مارس 1975 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
وعلى مدار عمر قناة السويس قامت مصر بعدة مشروعات لتحسين وتعميق القناة من أجل استيعاب الأجيال الجديدة من السفن الكبيرة.
وفي 2014 نفذ مشروع قناة السويس الجديدة وهو عبارة عن تفريعة موازية للقناة الأصلية بطول 35 كيلو متر، وكذلك تم تعميق مناطق أخرى بالممر الملاحي، وتم تمويلها من خلال شهادات أصدرتها قناة السويس للمواطنين، وجرى تنفيذ المشروع خلال عام واحد.
(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)
(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)
بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام