مؤشر مدراء المشتريات: القطاع الخاص السعودي ينتعش في نوفمبر

أشار تقرير مؤشر مدراء المشتريات PMI للسعودية التابع لمجموعة IHS Markit، في تقريره الأسبوع الماضي إلى تسارع نمو القطاع الخاص غير النفطي في السعودية، ليسجل  نمو في الإنتاج، المبيعات، والتشغيل. 

ما هو مؤشر مدراء المشتريات؟ 

هو مؤشر يتم إعداده لعدد من الدول من خلال استبيانات مرسلة إلى 400 شركة من شركات القطاع الخاص العاملة في غير قطاع النفط، وهي عينة يتم فيها مراعاة الحجم التفصيلي للقطاعات وحجم القوى العاملة بالشركات، والمساهمات في الناتج المحلي. ويحاول المؤشر تتبع أوضاع القطاع الخاص غير النفطي من حيث حجم الأعمال والمبيعات والصادرات وحالة التشغيل والتوظيف، ويشير المؤشر ككل إلى التوسع والنمو مقارنة بالشهر السابق إذا تجاوز 50، الانكماش إذا قل عن 50، والثبات عند 50 نقطة. 

ماذا تقول قراءة نوفمبر عن أحوال القطاع الخاص؟ 

استمرار تعافي القطاع الخاص غير النفطي: ارتفعت قراءة نوفمبر لمؤشر مدراء المشتريات السعودي بشكل كبير لتسجل 54.7 من 51 في أكتوبر، وهي أعلى قراءة للمؤِشر منذ يناير من العام الحالي. وهو الشهر الثالث على التوالي الذي يسجل فيه المؤشر قراءة تتجاوز نقطة الـ50، أي أن القطاع الخاص يستمر في التعافي بعد الفترة العصيبة التي مر بها، شأنه كشأن العالم كله، منذ مارس من العام الحالي. 

فقد شهد شهر نوفمبر توسع في إنتاج القطاع الخاص غير النفطي بأسرع معدل له منذ عشرة شهور، مع تحسن أوضاع السوق وزيادة الطلبيات الجديدة. وقد تحسنت المبيعات محلياً، وكذلك خارجياً، والتي تحسنت فقط للمرة الثانية منذ فبراير من العام الحالي. 

كل ذلك دفع مستويات التشغيل إلى الأعلى: ارتفع نشاط التشغيل لأول مرة منذ يناير، وإن كان بوتيرة بطيئة نوعاً ما. وقد استند ذلك إلى الارتفاع الذي سجلته الشركات في الطلب. 

إلا أنه على الناحية الأخرى، أخرت بعض الشركات عمليات السداد لمورديها، نظراً لعدم تعافي التدفقات النقدية لديها بشكل كامل، مما أدى لزيادة في مدد التسليم، مع ارتفاع نسبي في تكلفة المدخلات بشكل ملحوظ. 

آمال اللقاح عززت الثقة والنظر للمستقبل: أظهر الاستطلاع تحسن مستوى الثقة وتوقعات النمو والتوسع خلال العام القادم، لأفضل مستوى لها منذ عشرة أشهر، مدفوعة بتقليص إجراءات الإغلاق وكذلك أخبار اللقاح المأمول. 

لا زال الأداء – رغم التعافي النسبي – أقل من طبيعته ما قبل الجائحة: حيث تظل المكونات الفرعية للمؤشر، وهي الإنتاج، والطلبيات الجديدة، والتوظيف، أقل من متوسط المدى الطويل لها، مما يعني أن زخم النمو لم يعد لما كان عليه قبل جائحة كورونا. 

 

 

(إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© ZAWYA 2020