PHOTO
زاوية عربي
من محمد الحايك، الصحفي في موقع زاوية عربي
مقدمة
سجلت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي أدنى مستوياتها منذ 3 أشهر في ظل تزايد المخاوف بشأن الأضرار الاقتصادية المحتملة لتفشي فيروس كورونا الجديد الذي انتشر من الصين إلى أكثر من 20 بلد حول العالم، وأدى إلى وفاة مئات الأشخاص، بحسب تقارير عالمية.
وبحسب تصريح المدير المالي لشركة بي.بي للنفط العالمية، برايان جيلفاري في وقت سابق هذا الأسبوع، قد يتسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين في خفض الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بما بين 300 ألف و500 ألف برميل في اليوم، بحسب تقرير لقناة العربية.
يأتي ذلك في وقت أعلن ألكساندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، الأسبوع الماضي عدم معارضة بلاده لتقديم موعد اجتماع أوبك+، وهو اجتماع يضم دول منظمة أوبك، بالإضافة لمنتجي نفط رئيسين في العالم على رأسهم روسيا، ويهدف إلى خفض الإنتاج لموازنة الأسعار، والمقرر في شهر مارس المقبل، ليعقد خلال شهر فبراير الجاري. وقال الوزير الروسي إن بلاده تناقش مع السعودية انخفاض محتمل في الطلب على النفط بسبب الفيروس، بحسب تقارير لرويترز والعربية.
للمزيد:
أوبك واتفاق جديد لخفض إنتاج النفط... فما هي تفاصيل رحلة خفض الإنتاج وما الجديد؟
ما هو فيروس كورونا الجديد؟
(بحسب موقع منظمة الصحة العالمية)
كورونا هي فصيلة فيروس واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراض تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى أعراض أشد وطأة مثل الالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر، بالاتصال عن قرب مع الشخص المصاب، كما يحدث ضمن الأسرة أو العمل أو في مراكز الرعاية الصحية على سبيل المثال، ولا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببه فيروس كورونا، لكن يمكن معالجة العديد من أعراضه.
وحاورت زاوية عربي مختصين توقعوا أن يؤدي تفشي كورونا في الصين إلى انخفاض الطلب على النفط ونستعرض في التقرير التالي أبرز هذه الآراء.
عبد الصمد العوضي، المدير السابق لمكتب مؤسسة البترول الكويتية في أوروبا - وهي مؤسسة حكومية - قال في اتصال هاتفي مع موقع زاوية عربي من لندن:
إن الصين من أكبر مستهلكي النفط في العالم، وهي أيضا واحدة من أكبر الدول الصناعية في العالم، وفي ظل تفشي فيروس كورونا، وتوقف الحياة في البلاد بشكل شبه تام، من الطبيعي أن تتراجع عجلة الإنتاج الصناعي والاقتصادي، وبالتالي ينخفض الطلب على النفط، مما سيؤدي إلى هبوط الأسعار.
واعتبر عبد الصمد أن "الأمور لا تقتصر على الإنتاج الصناعي فقط، بل تطال حركة الطيران في ظل قرار عشرات الدول تعليق رحلاتها من وإلى المدن الصينية، وهذا الأمر يؤثر كذلك على مستوى الطلب على النفط، ما يعني أن التحديات أمام سوق النفط كبيرة جداً".
نبذة سريعة على أبرز شركات الطيران التي أوقفت رحلاتها من وإلى الصين:
الخطوط الجوية السعودية، طيران الاتحاد الإماراتية، الخطوط المصرية، الخطوط الجوية القطرية، الخطوط الجوية العمانية، الخطوط الملكية المغربية، الخطوط الأميركية، الخطوط البريطانية، الخطوط الكندية، الخطوط الفرنسية، ولوفتهانزا الألمانية، وذلك بحسب تقرير لـ CNBC Arabia.
نايل الجوابرة، مدير اقليمي لبنك Lance Bank البريطاني والذي له فروع في عدة دول من ضمنها الإمارات، في اتصال هاتفي مع موقع زاوية عربي من الإمارات:
"أسعار واستهلاك النفط سيتأثران نتيجة تفشي فيروس كورونا الجديد لا سيما وأن مدينة ووهان تعد منطقة صناعية ضخمة جدا، وهي تقوم بتصدير الحديد الصلب إلى العديد من البلدان حول العالم".
وأضاف نايل، أن توقف التصنيع في هذه المنطقة بشكل كامل بسبب الحجر المفروض عليها من قبل السلطات الصينية يؤثر بشكل كبير على معدلات استهلاك النفط.
خلفية سريعة عن ووهان
هي المدينة التي بدأ منها فيروس كورونا الجديد، وهي تخضع حاليا لحجر صحي من قبل السلطات الصينية في محاولة للحد من انتشار الوباء. وتشير الإحصاءات إلى أن ووهان تأتي في المرتبة 42 عالميا من حيث المساحة وعدد السكان، وهي سابع أكبر المدن الصينية، وفق تقارير عالمية من ضمنها تقرير لبي بي سي عربي.
أحمد الكوح، أستاذ جامعي في قسم البترول بكلية الدراسات التكنولوجية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب - وهي معهد أكاديمي حكومي- في الكويت في اتصال هاتفي مع موقع زاوية عربي من الكويت:
أشار إلى أن هناك رابط قوي جدا بين فيروس كورونا والنفط، وهذا الرابط سيظهر بشكل أكبر خلال الأيام القادمة، لا سيما وأن النفط يتأثر بالأحداث التي تحصل بالدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
وبين أحمد أن "الوضع في الصين في مرحلة الهلع الآن، وقد تستمر هذه المرحلة حوالي 3 أشهر، وهناك توقعات بأن بوادر التأثير الاقتصادي السلبي ستظهر خلال الفترة المقبلة، خصوصا وأن الصين تعد المصنع العالمي لمختلف السلع والمنتجات، وهي من أكبر مستهلكي للنفط، ولكن قد يتغير هذا الوضع إذا استطاعت الصين السيطرة على الفيروس في وقت قريب".
(وقد عمل محمد في السابق في عدة مؤسسات، منها صحيفة الراي الكويتية، وقناة أخبار المستقبل الفضائية اللبنانية)
(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: Yasmine.Saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا