PHOTO
المصدر: رويترز
قالت شركة كلارينت اليوم الخميس إنها قررت مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر مساهم فيها، إيقاف المحادثات بشأن مشروع مشترك، الأمر الذي أدى لانخفاض أسهم الشركة السويسرية لصناعة الكيماويات عشرة بالمئة.
وأعلنت الشركة، التي استقال رئيسها التنفيذي فجأة من منصبه هذا الأسبوع، كذلك تكبدها خسارة في النصف الأول متضررة من تجنيب مخصصات فيما يتعلق بتحقيق أوروبي بشأن ممارسات تنافسية.
وكانت سابك، التي تملك حصة 25 بالمئة في كلارينت، والشركة السويسرية تعملان على دمج أنشطة كلارينت للإضافات والأصباغ المتخصصة مع أجزاء من أنشطة الكيماويات المتخصصة لسابك.
وتتضمن الأصباغ الألوان والإضافات ومركزات المؤثرات الخاصة للبلاستيك المستخدم في بعض المنتجات، مثل التعبئة.
وقالت كلارينت "بالنظر إلى الأوضاع الحالية في السوق، قرر الطرفان أن تعليق المفاوضات مؤقتا يصب في مصلحة حاملي الأسهم لكلتا الشركتين".
وكان الرئيس التنفيذي للشركة إرنستو أوشيلو قد استقال على نحو مفاجئ هذا الأسبوع بعد 10 أشهر من انضمامه للشركة قادما من سابك.
وقالت الشركة السويسرية إنها تتطلع حاليا إلى بيع أنشطتها للأصباغ المتخصصة بجانب أصول أخرى مطروحة للبيع حاليا.
وكانت كلارينت تخطط لاستخدام حصيلة التخارج من الاستثمارات في دفع أموال لسابك مقابل الأصول التي ستضعها الشركة السعودية في المشروع المشترك. لكنها تقول الآن إن الأموال القادمة من عمليات التخارج الموسعة ستذهب إلى الاستثمارات التكنولوجية والميزانية وحاملي الأسهم.
ووصف ماركوس ماير المحلل في قطاع الكيماويات لدى بادر هيلفيا هذه التطورات في مذكرة بالقول "يا لها من فوضى!"
وأضاف "سابك مهتمة بالاستحواذ على كلارينت بشكل كامل. ومع استقالة الرئيس التنفيذي أوشيلو القادم من سابك وإلغاء مفاوضات المشروع المشترك، نعتقد أن الأمر أصبح مسألة وقت قبل أن تقدم سابك عرض استحواذ".
قال ماير إن المشروع المشترك كان يُنظر إليه باعتباره أحد محركات النمو بالنسبة للشركة السويسرية.
ويبلغ رأس المال السوقي لسابك 88 مليار دولار، مما يجعلها أكبر 13 مرة من كلارينت التي تصل قيمتها السوقية إلى 6.66 مليار دولار.
أوضاع السوق
أكدت سابك تعليق المحادثات لكنها قالت في بيان إنها "تتطلع إلى معاودة المفاوضات مع كلارينت بمجرد تحسن الأوضاع".
وكانت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أبرمت اتفاقا في وقت سابق من العام مع صندوق الاستثمارات العامة الذي تديره الدولة لشراء حصة مسيطرة في سابك مقابل 69.1 مليار دولار.
وقال مازن السديري مدير إدارة الأبحاث لدى الراجحي المالية إن ظروف السوق قد تكون أحد عوامل تعليق المشروع المشترك، وذلك في ظل انخفاض أسعار البتروكيماويات عالميا، مما أضر بنتائج القطاع.
وقال السديري "كلما وجدت مخاوف أو تغييرات تتعلق بالدورة الاقتصادية، ينبغي تعليق عمليات الاندماج والاستحواذ". وأضاف أن سابك تعلمت هذا الدرس عندما تبعت استحواذها على وحدة من جنرال إلكتريك في 2007 مقابل ثمانية مليارات دولار أزمة كبيرة للرهن العقاري.
وكانت سابك قد اشترت حصتها في كلارينت عام 2018 لتدخل المشهد باعتبارها المنقذ الذي أنهى معركة الشركة السويسرية مع مستثمرين نشطين كانوا قد عرقلوا اندماجا محتملا للشركة بقيمة 20 مليار دولار مع هانتسمان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا.
وأعلنت كلارينت اليوم الخميس عن تكبدها صافي خسارة للنصف الأول بقيمة 101 مليون فرنك سويسري (102.56 مليون دولار)، انخفاضا من 211 مليون فرنك في نفس الفترة قبل عام. واستقرت المبيعات عند 2.2 مليار فرنك.
وتأثرت النتائج بتجنيب كلارينت لمخصصات بقيمة 231 مليون فرنك في مواجهة تحقيق جار تجريه المفوضية الأوروبية يتعلق قانون المنافسة.
وقال رئيس مجلس إدارة كلارينت هاريلوف كوتمان "لا بد من الاعتراف أن النصف الأول من عام 2019 كان حافلا بالتحديات، على الأخص في الربع الثاني الذي تأثر علاوة على ذلك بانعكاسات سلبية موقتة وأحداث غير متكررة".