وبعد انضمامه إلى رويترز قبل 30 عاما، غطى بيراكيس كثيرا من الأحداث المضطربة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الصراعات في أفغانستان والشيشان وزلزال كبير في كشمير والانتفاضة المصرية في 2011.
وخلال فترة عملة حاز بيراكيس على احترام أقرانه ومنافسيه نظرا لمهارته وشجاعته. كما قاد فريقا للفوز بجائزة بوليتزر في 2016 لتغطيته أزمة اللاجئين.
وقال زملاؤه الذين عملوا معه في الميدان إن رويترز فقدت واحدا من أكثر الصحفيين موهبة والتزاما.
وقال مصور رويترز المحنك جوران توماسيفتيش عن بيراكيس "إن الأمر عبارة عن رواية القصة بوضوح بأكثر طريقة فنية ممكنة... لن ترى أي شخص أكثر إخلاصا وتركيزا مثله ضحى بكل شيء للحصول على أفضل صورة".
ووصفه صديقه وزميله كبير المنتجين فاسيليس ترياندافيولو والذي رافقه لمدة 30 عاما بأنه "إعصار" يعمل طوال النهار والليل، وفي بعض الأحيان يعرض نفسه للخطر لالتقاط الصورة التي يريد الحصول عليها.
وقالت رئيس تحرير الأخبار العامة الأمريكية دينا كيرياكيدو كونتيني "إنه واحد من أفضل مصوري الأخبار في جيله، كان يانيس عاطفيا ونشيطا ومتفانيا في عمله وفي حياته... صورة مبدعة، عبارة عن بعض الأعمال الفنية في ذاتها. لكن تعاطفه جعل منه مصورا صحفيا عظيما".
وطوال حياته المهنية اعتمد بيراكيس في كل شيء على إصراره لنقل ما يحدث في مناطق الصراع والأزمات للعالم.
وقال بيراكيس أمام لجنة مناقشة سلسلة الصور الفائزة بجائزة بوليتزر عن أزمة المهاجرين في أوروبا "مهمتي هي أن أروي لكم القصة ثم تقررون ما تريدون... مهمتي هي التأكد من أنه لا يوجد شخص يمكنه أن يقول 'لم أكن أعلم'".
ولد بيراكيس في أثينا عام 1960. وبدأ العمل مع رويترز في أثينا كمصور حر في 1987 وفي يناير كانون الثاني 1989 تم إرساله لأول تكليف خارجي إلى ليبيا إبان حكم معمر القذافي.
وخلال الثلاثة عقود التالية كان بيراكيس يغطي أعمال العنف والاضطرابات في أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
والتقطت صوره رهب المعارك والخوف والموت والحب والترهيب والمجاعة والتشرد والغضب وفقدان الأمل والشجاعة.
تظهر واحدة من صوره خلال الحروب في يوغوسلافيا السابقة، والتي التقطها في عام 1998، رجلا من أصل ألباني يضع جثة طفل عمره عامان لقي حتفه خلال المعارك في نعش صغير.
التقط بيراكيس الصورة من موقع مرتفع واستخدم تقنية السرعة البطيئة مع التكبير لإظهار الإحساس بالحركة.
وقال عن تلك الصورة "كانت الصورة قوية جدا وكان جسد الصبي وكأنه يحلق في الهواء... بدا الأمر وكأن روحه تغادر جسده إلى السماء".
وفي عام 2000 وخلال تغطية الحرب الأهلية في سيراليون كان بيراكيس يسافر في قافلة مع زميليه في رويترز كورت شورك ومارك تشيشولم ومصور وكالة الأسوشيتد برس ميجول جيل مورينو عندما نصب لهم مسلحون كمينا.
وأصيب شورك أحد أقرب أصدقاء بيراكيس وتوفي على الفور كما قتل مورينو واستطاع بيراكيس وتشيشولم الهرب.
ونجا الاثنان من الهجوم بالزحف إلى الأشجار على جانب الطريق والاختباء في الغابة لساعات حتى اختفى المسلحون.
والتقط بيراكيس صورة لنفسه بعد المحنة ويظهر في الصورة وهو يحدق في السماء في ذهول.
وقال تشيشولم عن الهجوم "أعتقد أن هذا غير بيراكيس كثيرا... لقد كان شخصية عظيمة ومصورا رائعا وزميلا عظيما".
وخلال السنوات الأخيرة قضى بيراكيس كثيرا من الوقت في بلده اليونان حيث رصد تأثير الأزمة المالية على البلاد وتدفق مئات الألوف من المهاجرين الذين دخلوا إلى أوروبا.
وفي 2015 عمل بيراكيس وفريقه من المصورين لأشهر لتغطية آلاف الفارين من الحروب في سوريا وأفغانستان ومناطق الصراع الأخرى.
وفي 2017 دشن بيراكيس مشروعا لمساعدة رويترز في تكوين فريق أكثر تنوعا من المصورين الصحفيين.
وألهم حضور بيراكيس المهرجانات والأحداث في جميع أنحاء العالم العديد من الصحفيين الشباب لتقديم طلب للحصول على منحة من رويترز. وكان فخورا جدا بهذا العمل وظل يبحث عن جيل جديد من المواهب حتى وفاته.
(إعداد عبد الفتاح شريف للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)