وعثرت المركبة أوزيريس ريكس التي حلقت الأسبوع الماضي على بعد 19 كيلومترا من الكويكب بينو الذي يبعد نحو 2.25 مليون كيلومتر عن الأرض على آثار لجزيئات الهيدروجين والأكسجين - وهما جزء من تركيبة المياه وبالتالي إمكانية وجود حياة - وهي جزء من سطح الكويكب الصخري.
وتم إطلاق المسبار في مهمة جلب عينات من الكويكب إلى الأرض لدراستها في عام 2016. ويدور الكويكب بينو، والذي يبلغ عرضه 500 متر تقريبا حول الشمس على مسافة مماثلة تقريبا للمسافة بين الأرض والشمس. وهناك مخاوف لدى العلماء بخصوص احتمال اصطدام الكويكب بينو بالأرض في أواخر القرن 22.
وقال دانتي لوريتا العالم المتخصص في الكواكب في جامعة أريزونا والباحث الرئيسي في مهمة المركبة أوزيريس ريكس في مقابلة عبر الهاتف "وجدنا المعادن الغنية بالمياه من بدء المجموعة الشمسية التي تماثل بالضبط العينة التي ذهبنا إلى هناك للعثور عليها وجلبها إلى الأرض".
والكويكبات من بين بقايا مخلفات تشكل المجموعة الشمسية قبل نحو 4.5 مليار عام. ويعتقد العلماء أن تصادم الكويكبات والمذنبات بالأرض في بداياتها الأولى ربما أدى إلى مركبات عضوية ومياه وهبت كوكب الأرض بذرة الحياة وقد يوفر التحليل الذري للعينات من الكويكب بينو أدلة رئيسية تدعم هذا الافتراض.
وقالت إيمي سايمون، وهي عالمة في مركز جودارد للطيران التابع لناسا في ولاية ماريلاند في بيان "عندما تجلب المركبة عينات هذه المواد إلى الأرض في عام 2023، سيحصل العلماء على كنز من المعلومات الجديدة بخصوص تاريخ مجموعتنا الشمسية وتطورها".
وأضاف لوريتا "نسعى حقيقة لفهم الدور الذي لعبته هذه الكويكبات الغنية بالكربون في نقل المياه إلى الأرض في بداية نشأتها مما جعلها صالحة للسكن".
وستقترب المركبة أوزيريس ريكس من الكويكب بينو على بعد 1.9 كيلومتر في وقت لاحق هذا الشهر، لتدخل إلى منطقة الجاذبية الخاصة بالكويكب وتحلل تضاريسه. ومن هناك، ستبدأ المركبة تدريجيا في تقليص مدارها حول الكويكب لتصبح على بعد مترين فقط من سطحه ومن ثم يمكن لذراعها الآلي انتزاع عينة من الكويكب بحلول يوليو تموز 2020.
ثم تبدأ المركية بعد ذلك في العودة إلى الأرض، وستطلق كبسولة تحمل عينة من الكويكب لتهبط بمظلة في صحراء ولاية يوتا في سبتمبر أيلول 2023.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)