PHOTO
زاوية عربي
من تميم عليان، الصحفي بموقع زاوية عربي
يدخل ناشرون الكتب العرب عام 2020 بسقف توقعات منخفض بعد ان تأثرت مبيعاتهم العام الماضي بالاضطرابات السياسية والتقلبات الاقتصادية التي تشهدها دول المنطقة والتي بدورها تحد من القوة الشرائية للقراء وتعيد ترتيب أولويات الإنفاق وتتراجع أهمية شراء الكتب لصالح احتياجات أخرى.
وأدت التظاهرات التي تشهدها لبنان إلى إلغاء معرض بيروت الدولي للكتاب الذي كان من المقرر إقامته في نوفمبر الماضي وتأجيله لديسمبر 2020، بحسب بيان للنادي الثقافي العربي، أحد منظمي المعرض، على صفحته على فيسبوك.
خلفية سريعة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة
تشهد لبنان والعراق والجزائر مظاهرات شعبية كبيرة منذ العام الماضي تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، كما شهد السودان العام الماضي أيضا احتجاجات كبيرة أدت لرحيل الرئيس عمر البشير. فيما تشهد اليمن وليبيا وسوريا مواجهات مسلحة منذ سنوات.
للمزيد حول الأوضاع في هذه البلدان:
2019 عام حافل بأحداث اقتصادية عربية
اما بالنسبة لمصر، قامت بتحرير سعر صرف العملة ورفع الدعم عن بعض السلع والخدمات عام 2016 مما أدى لارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمصريين. وكذلك قامت بعض دول مجلس التعاون الخليجي بإصلاحات اقتصادية لمواجهة تقلبات سعر النفط تضمنت تخفيض الدعم على بعض السلع وفرض ضريبة القيمة المضافة.
للمزيد حول أوضاع الاقتصاد في مصر ودول مجلس التعاون الخليجي:
الاقتصاد المصري: تحسنت المؤشرات ولكن .. هل يكمن الشيطان في التفاصيل؟
موازنة السعودية 2020...هل تتبع المملكة نصيحة صندوق النقد بالسيطرة على العجز؟
الحياة ما بعد اكسبو 2020...نصائح من صندوق النقد وخبراء للاقتصاد الإماراتي
رأي الخبراء عن وضع الكتب ومبيعاتها
يقول محمد البعلي، مدير دار صفصافة للنشر المصرية، في حوار مع زاوية عربي في القاهرة: "عام 2019 كان عام صعب جدا نتيجة لتعرض الناشرين، والمصريين منهم بالذات، لصعوبات إدارية وتسويقية في عدد من المعارض أدت إلى خسارة كثير منهم، كما تراجعت المبيعات في المعارض الخليجية مقارنة بالأعوام السابقة".
وأضاف محمد: "هناك قلق عام في المنطقة، تهديد بحرب ومناوشات مستمرة هنا وهناك مما يدفع الناس أن تكون أكثر حرصا في الإنفاق وهو ما يؤثر أولا على سلع الرفاهية ومن ضمنها السلع الثقافية مثل الكتاب. نتمنى أن يتغير الوضع ولكن لا نعلم كيف".
ويقول خالد الناصري، مالك ومدير دار المتوسط للنشر والتي تتخذ من مدينة ميلانو الإيطالية مقر لها في حوار مع زاوية عربي بالقاهرة: "2019 من أسوء الأعوام في سوق الكتاب في العالم العربي بسبب الأحداث قي الجزائر ولبنان والعراق بالإضافة إلى تراجع الاهتمام في دول أخرى بقضايا دعم الناشرين وتوريد الكتب للمكتبات والجامعات ربما يكون السبب هو نوع من التقشف".
وأضاف خالد: "نحن نستمر لأنه ليس لدينا خيار أخر، نستمر في المغامرة وأحيانا ننجح وأحيانا لا ... سنواصل ما دامت الدار قادرة أن تعيش نفسها في هذا الوضع الصعب لكن كلنا عرضة في أي لحظة أن تنهار الدور وتسقط. ليس هناك ربح كافي للتطوير، فقط ما يكفي للبقاء".
خلفية سريعة عن النشر والقراءة في العالم العربي
لا توجد احصائيات موثقة عن حجم صناعة النشر في العالم العربي لكن طبقا لمقال لمحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، منشور على موقع الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع التي يرأسها أيضا، فهناك حوالي 2000 ناشر عربي ينشرون 35 ألف كتاب يطبعون منها 450 مليون نسخة في المتوسط كل عام، أغلبها كتب مدرسية. وبحسب مقال محمد رشاد فتبلغ الاستثمارات في صناعة النشر في الدول العربية 5 مليار دولار ولم يحدد مدة زمنية معينة لتلك الاستثمارات.
وقال تقرير مؤشر القراءة العربي لعام 2016 الذي أصدرته مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم، وهي مؤسسة تنموية تهتم بمجال المعرفة أسسها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي في 2007، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ان معدل عدد ساعات القراءة في العالم العربي يبلغ 35.24 ساعة في العام بمتوسط عدد كتب 16 كتاب كل عام.
رأي الخبراء عن الاستثمار في الكتب والتحديات التي يواجهها السوق
يقول خالد الناصري من دار المتوسط: "سوق النشر في العالم العربي استثمار كبير جدا لم تفهم الحكومات والدول العربية أهميته حتى الآن... لو كان هناك جدية من الدول لمواجهة تزوير الكتب ستسمح للناشر بحماية حقوقه وسيتمكن من بيع كمية أكبر من الكتاب وهو ما يقلل من سعر الكتاب وتكون الاستفادة متبادلة حيث يستطيع قراء أكثر شراء الكتب ويستفيد الناشر ويستفيد الكاتب والدولة ستستفيد من خلال جمع ضرائب أكبر والانتعاش بالسوق".
يقول أحمد عبد الفتاح، أحد مؤسسي دار مدارات للنشر المصرية في حوار مع زاوية عربي بالقاهرة: " نحاول تقليل عدد الإصدارات كي نحافظ على مستوى إصداراتنا ونستثمر جيدا بها ونحاول إيجاد التوازن عن طريق التواجد في المعارض وقد يعوض معرض، معرض أخر وهكذا".
ويقول محمد هادي، مدير دار الرافدين بغداد/ بيروت في حوار مع زاوية عربي بالقاهرة: "الناشر الان يحتاج تكتيكات استثنائية لكي يستمر الآن. المهنة أصبحت لا هي ثقافة خالصة ولا هي تجارة خالصة هي بين بين وتحتاج للكثير من المهارات والذكاء واطلاع على القارئ وما يكتب بالخارج ووسائل الإعلام وعالم الترجمة. هي منظومة متشابكة ومعقدة".
(وقد عمل تميم سابقا كمراسل صحفي لوكالتي بلومبرج و رويترز بالقاهرة)
(تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2020
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا