PHOTO
18 11 2018
بحضور 2300 مشارك من 180 دولة
اختتمت أمس الدورة العشرون من مؤتمر المندوبين المفوضين 2018 الهيئة العليا للاتحاد الدولي للاتصالات، والذي استضافت فعالياته للمرة الأولى الإمارات ونظمته الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وخرجت بعدد من القرارات المهمة الرامية إلى وضع خارطة طريق ورسم مستقبل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مختلف أنحاء العالم.
وشكّل المؤتمر منصة مهمة استقطبت أكثر من 180 دولة و2300 شخصية قيادية وكبار المفكرين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اجتمعوا في مركز دبي التجاري العالمي على مدى 3 أسابيع، حيث ناقشوا 274 ورقة عمل وانتخبوا مجلس إدارة الاتحاد، علاوة على وضع آلية وخطة عمل لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في تضافر الجهود بهدف سد الفجوة الرقمية العالمية.
وفي ختام الفعاليات رسمياً، جددت جميع الدول الأعضاء الالتزام بتحقيق رؤية الاتحاد الدولي للاتصالات في الوصول إلى عالم متصل، حيث تلعب الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دوراً في دفع عجلة التطوير ونهوض الدول، وهذا ما يسعى الاتحاد إلى رؤيته.
قرارات مهمة
وخلص المؤتمر إلى مجموعة من القرارات المهمة أبرزها:
أهداف التنمية المستدامة: وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات على الخطة الاستراتيجية والمالية للاتحاد والتي تستهدف تحقيق الأهداف في الفترة ما بين 2020-2023، مؤكدة دور الاتحاد في قيادة قاطرة التقدم نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتنقسم هذه الأهداف إلى 5 أهداف استراتيجية وهي: النمو، والشمولية، والاستدامة، والابتكار، والشراكة.
الابتكار: أصدرت الدول الأعضاء قراراً جديداً يقوم على توفير بيئة مواتية للابتكارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتولاها الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الخدمات المتاحة بحرّية على الإنترنت: قرار جديد يسلط الضوء على الدور الإيجابي الذي تقوم به «الخدمات على الإنترنت» في تحقيق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية.
كما ذكر القرار أن التعاون المتبادل بين مشغلي خدمات الإنترنت ومشغلي الاتصالات يمكن أن يوفر نماذج أعمال مبتكرة ومستدامة وفعالة.
إنترنت الأشياء: قررت الدول الأعضاء تشجيع الاستثمار في تطوير «إنترنت الأشياء» والمدن والمجتمعات الذكية المستدامة لدعم أهداف التنمية المستدامة.
شبكات المستقبل للدول النامية: قررت الدول الأعضاء مواصلة العمل لنشر الشبكات المستقبلية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالدول النامية.
ومن المتوقع أن تلعب الشبكات المستقبلية مثل شبكات الجيل الخامس دوراً محورياً في الاقتصاد الرقمي، حيث ستدعم هذه الشبكات التطبيقات المتنوعة مثل المنازل الذكية والمباني الذكية والمدن الذكية والفيديوهات ثلاثية الأبعاد وتطبيقات الأعمال والألعاب السحابية، والجراحة الطبية التي يتحكم بها عن بعد، والواقع الافتراضي والواقعي، والاتصالات الهائلة من آلة إلى أخرى لأتمتة الصناعة والسيارات ذاتية القيادة.
سدّ «فجوة التقييس»: وصلت الدول الأعضاء إلى قرار تعزيز المشاركة المتزايدة للدول النامية في عملية التقييس للاتحاد، حتى تتمكن من تطوير اقتصادها الرقمي بشكل أسرع.
وتعتبر المعايير الدولية، التي تخضع لعملية تطوير متسارعة تتماشى مع مبادئ التوصيلية العالمية، والانفتاح، والقدرة على تحمل التكاليف، والموثوقية، وإمكانية التشغيل البيني والأمن، من الأمور الضرورية لتعزيز الثقة في الاستثمارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
المساواة بين الجنسين: اتخذت الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات قراراً يقوم على تضافر الجهود لإحراز تقدم في مجال المساواة بين الجنسين ضمن الاتحاد وكذلك في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، منها على سبيل المثال: مراجعة سياساتها وممارساتها لضمان تنفيذ التوظيف والتوظيف والتدريب والنهوض بالمرأة والرجل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل عادل ومنصف
سهولة الوصول: مشاركة أفضل الممارسات المطبقة بخصوص تحقيق سهولة حصول الأشخاص من أصحاب الهمم على التطبيقات المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشجيع جمع وتحليل البيانات الإحصائية المتعلقة بالإعاقة التي يمكن للدول الأعضاء وضعها في الاعتبار عند وضع سياساتها العامة، بما يضمن تعزيز الوصول إلى هذه التطبيقات.
حماية
حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت: من أجل تعزيز مبادرة الاتحاد الدولي لحماية الأطفال، قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات أن تتعاون فيما بينها ومع الشركاء على نشر الأطر المنهجية لإصدار البيانات والإحصاءات بهدف زيادة البيانات بين الدول.
الأمن السيبراني: قررت الدول الأعضاء تعزيز دور الاتحاد في بناء أرضية للثقة والأمن في استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر اعتبار الأمن عملية مستمرة ومتكررة وعبر مواصلة الأنشطة الداعمة لوضع معايير للاتحاد في هذا الخصوص.
ويأتي ذلك نتيجة لزيادة عدد وشدة وتنوع التهديدات والظروف السيبرانية التي يمكن أن تؤثر سلباً على مدى توفر وسلامة وسرية المعلومات والبنية التحتية. كما يمكنها أن تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول أجمع.
ثقة غالية
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس الوفد الإماراتي، والمدير العام للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: نجدد الشكر للاتحاد الدولي للاتصالات على الثقة الغالية التي وضعها في الإمارات والتي تجسدت في عقد مؤتمر المندوبين المفوضين في مدينة دبي.
كما شكر المجموعة العربية على ما أبدته من تنسيق نشط وفعال قبل وأثناء المؤتمر. وأضاف: نختتم الدورة العشرين من المؤتمر ونحن نمتلك أجندة واحدة عنوانها «الإنسان».
أجندة تتمحور حول الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، آملين ألا يأتي عام 2030 إلا وقد تحققت معه أماني البشرية في السلام والاستقرار والتنمية والأمن.
كما عبّر عن شكره لجميع العاملين في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات على ما بذلوه من جهود متواصلة لإنجاح المؤتمر.
وقال المهندس ماجد سلطان المسمار، نائب المدير العام للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بصفته رئيساً للمؤتمر: نعلن اختتام الدورة، لتنطلق رحلة مدتها 4 سنوات لتنفيذ وتطبيق جميع القرارات التي اتخذناها هنا في دبي.
وقد عقدنا العزم في هذه الرحلة على تضافر جهودنا للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في خدمة البشرية جمعاء.
وأضاف: سأظل شاكراً لبلدي لمنحي شرف الامتياز في تمثيل الدولة في هذا المنصب الرفيع. وكلي أمل أن أكون قد نجحت في مهمتي والوفاء بهذا الشرف الكبير.
كان المهندس طارق العوضي، المدير التنفيذي لإدارة الطيف الترددي في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ترأس المجموعة العربية، وهي إحدى المجموعات الأعضاء الرئيسية من أصل 5 مجموعات، حيث عرضت مساهماتها التكنولوجية وكيفية تعزيز دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية.
وقال المهندس طارق العوضي إن المنطقة العربية المكونة من 22 دولة، وافقت على ﻋدم إﺟراء أي ﺗﻐيرات ﻓﻲ دﺳﺗور واتفاقية الاﺗﺣﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت خلال المؤتمر، وأشار إلى أن الاتحاد يرتكز على 4 عناصر أساسية وهي: الدستور، والاتفاقية، ولوائح الاتصالات الراديوية، ولوائح الاتصالات الدولية.
إشادة
عبّر مندوبو المؤتمر وضيوفه عن إعجابهم بمدى التطور الذي شهدته الإمارات في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أشادوا بحُسن تنظيم الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات لهذا الحدث الذي يعد من أهم أحداث الاتصالات في العالم والدور الذي قامت به لتكون هذه الدورة من أنجح الدورات في تاريخ المؤتمر.
وقال روبرت ستراير، نائب مساعد الوزير للسايبر والاتصالات الدولية في الولايات المتحدة: أظهرت الإمارات ممثلة بالهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات كفاءة عالية في تنظيم المؤتمر إضافة إلى كرم الضيافة المعهودة للدولة.
فقد أبدى المسؤولون اهتماماً واضحاً بأدق التفاصيل وخاصة في تصميم موقع الحدث ومراعاة الترتيبات النهائية.
وكان إطلاق القمر»خليفة سات«في اليوم الأول للمؤتمر نقطة تحول مهمة ورسالة مستفيضة، حيث يتطلب إنجاز قمر صناعي بديل في الاتصال الكثير من التنسيق والإعداد والبنية التحتية الملائمة.
إنه إنجاز هائل بحق، ويحق للإماراتيين أن يفخروا به، فقد أثمرت جهودهم في توسيع نطاق الاتصالات لديهم والحصول على مزيد من المرونة في أسلوب التواصل».
من جهته، قال في. راغوناندان، رئيس الوفد الهندي ونائب المدير العام للعلاقات الدولية في الحكومة الهندية: «نعلم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولت تنظيم العديد من الفعاليات على اختلاف المستويات، لذلك فإننا نثق بقدرتها في استضافة مختلف الفعاليات والمؤتمرات المهمة، ومن بينها مؤتمر المندوبين المفوضين الذي يعد أهم فعاليات الاتحاد الدولي للاتصالات.
ونلحظ وبشكل واضح كيف تستخدم الإمارات مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كأداة رئيسية للتنمية، فعلى سبيل المثال شبكة الإنترنت والجوال في الإمارات هي من بين الأفضل على مستوى العالم».
قال أجارين باتانابنتشي، السكرتير الدائم في وزارة المجتمع والاقتصاد الرقمي في تايلندا: زرت الإمارات قبل 10 أعوام، لأتفاجأ اليوم بالتقدم الهائل الذي حصل خلال هذه الفترة.
وفيما يتعلق بشبكة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من حيث السرعة والوصول، أصبحت الإمارات مثالاً يحتذى به لجميع دول العالم، فهي تعتمد في تنميتها على أحدث التقنيات المعتمدة.
وقال محمد خير، مدير العلاقات الدولية في جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في السودان: يرتبط السودان مع الإمارات بعلاقة قوية راسخة عندما يتعلق الأمر بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفيما يتعلق بقضايا اللوائح، فإن الإمارات دولة متقدمة جداً ونحن في السودان أبرمنا اتفاقات متبادلة.
كما أنها متقدمة في مجال الاتصالات بشكل عام والتي يعمل فيها مشغلو الاتصالات بتناغم مع القرارات الحكومية.
لذلك فمن المؤكد أن تعمل الإمارات مع دول إقليمية أخرى كالسودان لتوحيد الجهود بما يضمن التقدم في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
نجاحات للمرأة
شهد المؤتمر تحقيق عدد من الخطوات المتقدمة في مجال المساواة بين الجنسين حيث تم انتخاب أول امرأة لتولي أحد المناصب الإدارية الخمسة في الاتحاد.
وهذه أول مرة تصل فيها امرأة إلى هذا المنصب الرفيع منذ 153 عاماً من تأسيس الاتحاد.
وفي سابقة لم تشهدها المؤتمرات من قبل، انتخبت الدول الأعضاء عددا من النساء يزيد عن الرجال ليتولين رئاسة لجان الاتحاد (4 من أصل 7).
كما جرى انتخاب 3 نساء في لجنة لوائح الاتصالات الراديوية، حيث لم تكن هناك سوى امرأتين في اللجنة خلال السنوات الأربع الماضية والتي تتولى الموافقة على الأحكام الإجرائية المتعلقة بتطبيق اللوائح الراديوية والمعاهدة الدولية حول توزيع الترددات الراديوية واستخدامها فضلاً عن استخدام المدارات الساتلية.
© البيان 2018