PHOTO
09 07 2016
النوم عملية حيوية وضرورية جداً تسمح للدماغ وللجسم بتجديد النشاط والحيوية بعد يوم حافل، واستعداداً لاستقبال يوم جديد آخر، وبالتالي فالنوم المريح يعني صحة أفضل.. هذا ما يؤكده الأطباء والمتخصصون وما نعرفه من تجاربنا الشخصية أيضاً.الدكتور روبيرت غلاتر، من دائرة الطوارئ الطبية في مستشفى «لينوكس هيل» في نيويورك، يقول إن النتيجة الطبيعية لنوم مريح هادئ هي خفض ضغط الدم وضبط عملية التمثيل الغذائي المرتبطة بمعدلات الكوليسترول والدهون في منطقة البطن، وهذه بدورها تقلل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
يضيف الدكتور روبيرت غلاتر المتخصص فيقول إن نوعية الأصناف الغذائية التي يتناولها المرء تؤثر حتماً في جودة نومه وقد تسبب البدانة أيضاً، إذ إن الغذاء المتوازن يؤدي إلى نوم هادئ ومريح.
ومن الملاحظ أن أولئك الذين يتمتعون بالقدرة على النوم المريح ولساعات كافية يتمتعون أيضاً بأوزان طبيعية.
وحول هذه النقطة بالذات يقول الأطباء إن قلة النوم تشجع الجسم على إفراز هورمون «غريلين» الذي يشجع بدوره على التهام المزيد من الطعام والشراب، وبالتالي فكلما زادت ساعات النوم المريح انخفض عدد السعرات الحرارية التي سوف يستهلكها الجسم في اليوم التالي.
ويضيف أن النوم المريح والهادئ يساعد على خفض معدلات التوتر ويقلل مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وغير ذلك من اضطرابات المزاج، كما أن النوم المريح يعمل على تحسين الذاكرة ويزيد القدرة على التركيز الذهني طوال ساعات اليوم التالي وبالتالي يزيد الإنتاجية ويحسن مستوى الحياة.
وطبقاً للمؤسسة الوطنية لدراسات وأبحاث النوم في الولايات المتحدة، فإن أكثر من ثمانية وأربعين مليون أميركي عانوا في وقت من الأوقات من قلة النوم أو من النوم غير المريح والمتقطع.. الأسباب كثيرة بالطبع فقد تكون درجة حرارة غرفة النوم أو مستوى الضوء في الغرفة أو وجود تلفزيون في غرفة النوم ناهيك عن النقال والكمبيوتر وتوابعهما.
المسألة لا تقف عند هذا الحد فما يتناوله المرء من طعام وشراب أثناء النهار يؤثر بصورة مباشرة ومؤكدة على جودة النوم أثناء الليل.
وعلى هذا الأساس ينصح المتخصصون بعدم تناول وجبة ثقيلة خلال الساعات الثلاث التي تسبق موعد النوم وذلك من أجل السماح للجسم بفترة راحة يتم خلالها الإفراج عن الميلاتونين، وهو هورمون يفرزه الجسم في الدماغ للتشجيع على النوم المريح وتهيئة الجسم للاستغراق في النوم. وفي ما يلي بعض الأصناف التي تطرد النوم من العيون:
◗ الكافايين
بغض النظر عن مصدر الكافايين إن كان القهوة أو الشاي أو الكولا أو أي مشروب آخر، فالنتيجة واحدة دائماً.. إذ إن الكافايين عدو النوم كما تقول خبيرة التغذية الأميركية الدكتورة كيري غانس، فالكافايين منبه عصبي مركزي يسبب الأرق لدى الكثيرين، فبعض الدراسات تنصح بعدم تناول أي مشروب يحتوي الكافايين في الساعات الست الأخيرة قبل موعد النوم.
◗ الكحول
كل الدراسات تؤكد العداوة المتأصلة بين تناول المشروبات الكحولية والنوم، فعلى الرغم من أن الكثيرين غالباً ما يغرقون في النوم عقب تناول مثل هذه المشروبات، إلا أن ما يحدث بعد ذلك هو المهم.
فبعد قليل سوف يستيقظ النائم ولا يعود قادراً على النوم الهانئ، لأن النوم القلق والمتقطع هو المسيطر بعد ذلك كما تقول الدكتورة ديبورا أورليك من مؤسسة كارينغتون للتغذية الصحية.
وتضيف أن حساسية الكحول لدى النساء في ما يتعلق بالنوم أكثر من حساسية الرجال، فالمرأة التي تتناول مشربات كحولية غالباً ما تستيقظ من نومها عدة مرات في الليلة الواحدة وتمضي الساعات الطوال تتقلب في فراشها.
◗ آيس كريم
الغالبية يعشقون الآيس كريم لكن المشكلة مع هذه الغالبية أنهم ينسون أنفسهم ويفقدون السيطرة على الشهية المفتوحة، ولا يعرفون كيف يتوقفون عن التهام الآيس كريم.. وينسون في الوقت نفسه أن الدهون الموجودة في الآيس كريم صعبة الهضم، كما أن هذه الدهون غنية بالسعرات الحرارية أيضاً.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز، فالآيس كريم يمكن أن يسبب لهم تشنجات في منطقة البطن مع انتفاخ وإسهال، فلا يعودون قادرين على النوم المريح.
◗ الحبوب والرقائق المحلاة
تعمل الحلويات بشكل عام على رفع معدلات سكر الدم، وقد ثبت أن ارتفاع هذه المعدلات تسبب النعاس، لكن النوم الذي يتبعه يكون متقطعاً في الغالب.
ويؤكد الأطباء أنه يستحسن قبل النوم تجنب أي صنف غذائي صعب الهضم، أو تلك التي ترفع معدلات سكر الدم، وبالنسبة لمحبي الحبوب أو الرقائق (سيريال) ففي الإمكان تناول الأنواع المصنوعة من الحبوب الكاملة وقليلة السكر.
◗ البصل المقلي
يعتبر البصل المقلي نكسة وخيبة مزدوجة بالنسبة للراغبين في نوم هادئ ومريح، فالأصناف المقلية بشكل عام تسبب حوامض وحرقان المعدة، كما أن البصل وبأي طريقة يعد كفيل بالتسبب في ما يسمى بارتجاع المعدة.. فهل في حال تناول البصل المقلي أي إمكان للنوم المريح؟
◗ الصلصة الحارة
تعطي الصلصة الحارة مذاقاً مميزاً للأصناف الغذائية وتفتح الشهية أيضاً، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تعيث فساداً وتخريباً في القدرة على النوم المريح.
فمن المعروف أن الأصناف الحارة والغنية بالتوابل تسبب ارتجاع المعدة وحرقتها، ولا يعود من يتناولها
قادراً على النوم المريح.
◗ اللحوم الحمراء
تناول اللحوم الحمراء المعروفة بأنها غنية بالبروتينات والدهون يجبر الجهاز الهضمي على العمل بأقصى طاقته لهضمها، فإذا تم ذلك ليلاً لا يعود المرء قادراً على النوم، وبالتالي فالنصيحة التي يقدمها الأطباء والمتخصصون لمن يريد تناول اللحوم الحمراء أن يفعل ذلك قبل موعد النوم بما لا يقل عن خمس ساعات.
◗ شرب الماء
قد يبدو الأمر مناقضاً للحقيقة التي تؤكد أن شرب الماء مفيد جداً من الناحية الصحية، لكن الواقع يشير إلى أن الإكثار من تناول الماء قبل النوم يسبب الاستيقاظ المتكرر من أجل الذهاب إلى الحمام، وتزداد هذه الظاهرة مع التقدم في السن، وبالتالي فالنصيحة التي يقدمها المتخصصون تقضي بالتخفيف من شرب الماء في الساعتين الأخيرتين قبل موعد النوم.
© Al Qabas 2016