PHOTO
المنطقة الغربية في 29 يوليو / وام / يروي السوق الشعبي المصاحب لمهرجان ليوا للرطب بدورته الـ 12 حكايات التراث ويرسم أبهى الصور ليبهر بها القادم إلى المهرجان حيث تفوح في أروقته روح التاريخ الإماراتي الأصيل وتنتشر ثقافته المتوارثة عن الآباء والأجداد لينهل منها الجميع.
وقال عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان إن عدد محال السوق يبلغ 136 محلا تستفيد منها مئات الأسر الإماراتية التي تعرض المنتجات المصنوعة من النخيل مثل (الجفير والمخرافة والحصير والصرود واليراب والمشب) وغيرها الكثير وجميعها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل فضلا عن الحلويات المعدة من التمر ودبس التمر إضافة إلى الرطب بكل أنواعه.
وأضاف المزروعي أن السوق الشعبي يجسد التراث المحلي الغني بالحرف اليدوية المحلية المرتبطة بالنخيل والتمور أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان والذين سيجدون أمامهم نموذجا للواحة الغناء التي تتزين بسعف النخيل الذي تمت حياكته بحرفية عالية وكل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة.
ولفت إلى أن السوق يحتوي على عدد من المجالس يتم توزيعها على الحرفيات ليعرضن فيها حرفهن اليدوية أمام الزائرين حيث روعة المنتجات التراثية المصنوعة من قبل مجموعة من الأمهات أمام الزوار مباشرة.
وأشار إلى أن وجود المجالس داخل السوق يفسح المجال أمامهن لتعليم المهارات اليدوية للجيل الجديد حيث تستقبل هذه المبادرات العشرات لتعلم هذه الصناعات المحلية التراثية التي تنقلها الوالدة للأبناء كما يزيد من خبرة أصحاب الصناعات التقليدية والقائمين عليها أنفسهم من خلال التعرف إلى أذواق الجمهور والزوار من المواطنين والمقيمين والسياح.
ويعد السوق الشعبي نقطة جاذبة لأبناء الإمارات والمقيمين فيه إلى جانب عدد كبير من السياح فالسائح الذي يزور ليوا ومهرجانها لابد وأنه يرسم صورة الواحة الغناء في مخيلته قبل الوصول ولا شك أنه سيزين تلك الصورة بما ينتظر أن يراه من حياكة لسعف النخل ومنتجات مشتقة من سعفها ومن حلوى التمر ومعها كل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة.
ويلاحظ الزائر لحظة دخوله السوق أن كل ما هو معروض في السوق مختص بالصناعات المستوحاة من التراث والبيئة القديمة إلى جانب سلال الرطب اليدوية والرسم على الشيل والحناء وغيرهما من المشغولات اليدوية والمأكولات الإماراتية وكل هذا يأتي ضمن استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية وجهودها في حفظ التراث المعنوي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات وتطويره من خلال دمجه في الحياة اليومية للمجتمع وضمان أن التراث الثقافي الغني للمنطقة سيظل حيا متواصلا في المستقبل ولن يتعرض للنسيان لإيمانهم بأنه من السهل جدا أن تضيع ثقافة ما في ظل رياح التغيير السريع إذا لم يتم الاهتمام بها، وإذا لم يكونوا واعين بقيمها، لذا أخذت اللجنة على عاتقها الحفاظ على هذا التراث.
كما يرى زائر السوق الشعبي في المهرجان الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في الاقتصاد البدوي الفلكلوري العريق وكيف أنها تعد محورا مهما لتجميع ما تقدمه الواحة من خيراتها وكيف ترث المرأة من أمها وجدتها أساليب الاستغلال الأمثل لهذه الخيرات وكيف يمكن حفظها للاستفادة منها بعد موسم جني الرطب .. كما سيجد تلاحم الأسرة البدوية ورعايتها ضمن نطاق القبيلة وكيف أن السوق هو مهرجان محلي دائم تلتقي فيه الخبرات و يعاد في دكاكينه إنتاج التراث عبر الأجيال.
ويقدم الإعلامي سعيد المعمري الفعاليات التراثية التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي على مسرح الطفل في المهرجان وبالتعاون مع عدد من الجهات الراعية والداعمة حيث ينقل الأطفال وذويهم إلى عالم من الفرح والمرح الممزوجين بالتراث والعادات والتقاليد.
وأكد المعمري أن لقاءه مع الأطفال والشباب وأهاليهم وسط أجواء تراثية يجعلني أبدع في الطرح الذي أقدمه على منصة قرية الطفل مشيرا إلى حجم التفاعل الذي تشهده القرية من الساعة الرابعة وحتى العاشرة وبشكل يومي منذ انطلاقة المهرجان حيث تستقطب الفعاليات والأنشطة التي تقيمها القرية كافة الفئات والعمار من نساء ورجال وأطفال وشباب.
من جانبها قالت ليلى القبيسي مديرة فعاليات خيمة الطفل في المهرجان إن أهمية هذه الفعاليات تكمن في أنها رسالة توعوية بأهمية الارتقاء بذائقة الطفل وترسيخ أسس المسرح لديه وغرس قيمة العمل الجماعي في نفسه وعلى العديد من الجوانب الأخرى أهمها كيفية الاستفادة من الوقت.
//يتبع// وام/عمم/رحب/مصط© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2016.