PHOTO
12 06 2016
تسود حالة من الإستياء الشديد الوسط السياحى المصرى بسبب الموقف الذى وصفوه بالمتعنت للسلطات الروسية خاصة بعد إصرارها على عدم استئناف الحركة السياحية الوافدة لمصر واستمرار قرار حظر الطيران خاصة إلى شرم الشيخ، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام فى ظل عدم وجود أى ضغط سياسى أو تجارى على الجانب الروسى لاستئناف الرحلات مجددا إلى مصر عقب حادث الطائرة الروسية المنكوبة، التى سقطت فى سيناء نهاية أكتوبر الماضى. يأتى ذلك رغم قوة العلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية أيضا.وأكد مستثمرو السياحة أن هناك حالة استياء شديدة بين المستثمرين فى القطاع نظرا لأنهم يشعرون بأن هناك تعمدا واضحا من الجانب الروسى على عدم استئناف الحركة الوافدة لمصر رغم المطالبات الملحة لمنظمى الرحلات والمواطنين الروس لعودة السياحة من موسكو إلى مصر نظرا لعشق الروس للمقصد السياحى المصرى. بالإضافة إلى اتباع «سياسة الكيل بمكيالين، وهو ما ظهر واضحا فى تدعيم الروس لزيادة الحركة الوافدة لدولة تونس الشقيقة.
وكشفت المؤشرات التى ذكرها منظمو الرحلات الروس ووسائل الإعلام الروسية إنه رغم التحذيرات والتهديدات والمخاوف الأمنية باتت تونس تشكل وجهة قوية للسياح الروس إذ تحولت السوق الروسية إلى ثانى سوق عالمية تفد على جزيرة جربة وشبه جزيرة جرسيس بعد السوق الفرنسية، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الرحلات الروسية نحو تونس فى الأسابيع المقبلة إلى 34 رحلة بزيادة 6 رحلات عن العدد الحالى. يأتى ذلك رغم أن روسيا كانت تضع تونس من البلدان الخطرة، ولا تنصح مواطنيها بالسفر إليها.
الغريب فى الأمر أن السياح الروس لم يتوقفوا كثيرا عند التحذيرات الخاصة بالسفر إلى تونس، وكانت نسبة تراجعهم ضئيلة، وبدأت السياحة التونسية تنتعش رويدا رويدا هذا العام، وعادت بعض الفنادق السياحية إلى العمل، كما تم تسجيل تحسن طفيف فى أرقام الوافدين خلال الأشهر الأولى من هذا العام مقارنة بالنصف الأخير من العام الماضى، وتعمل تونس على تشديد المراقبة الأمنية فى المناطق السياحية تحسبا لأى اعتداءات محتملة.
وقال حسام الشاعر، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن موقف السلطات الروسية وإصرارها على عدم استئناف حركة السياحة إلى مصر واستمرار قرار حظر الطيران يثير العديد من علامات الاستفهام. وأكد أن العلاقات المصرية الروسية تتميز بالقوة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية ورغم ذلك لم يكن هناك أى ضغط سياسى أو تجارى على الجانب الروسى، لاستئناف الرحلات لمصر، عقب توقف بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة فى سيناء فى أكتوبر الماضى.
وكشف عضو مجلس إدارة الاتحاد الغرف السياحية، عن قيام السلطات الروسية بإهداء دولة تونس حصة مصر من السياح الروس هذا العام، متوقعا أن تستقطب تونس ما يقرب من مليون سائح، بعد أن كانت تأمل فى استقطاب أكثر من 300 ألف سائح روسى سنويا، وهو عدد السياح الروس الذين زاروا تونس فى عام 2013، خاصة فى ظل استمرار حظر الطيران لمصر بالإضافة للأزمة التى تشهدها العلاقات بين روسيا وتركيا.
وأكد أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أن قرار حظر الطيران الروسى على مصر له تأثير سلبى جدا على مصر لاعتماد حركة السياحة بنسبة كبيرة منها على السائح الروسى، حيث فقدت مصر أكثر 3.5 مليون سائح هذا العام. وشدد على أن الوقت قد حان، لأن يتم رفع القيود عن السياحة واستعادة السياحة الروسية، وهذا لمصلحة البلدين.
وأكد بلبع على ضرورة التحرك على جميع الأصعدة الخارجية والسياحة والإعلام، للضغط على السلطات الروسية لاستئناف حركة السياحية إلى المدن المصرية السياحية، مشيرا إلى أهمية تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج خاصة السوقين البريطانى والروسى.
وأوضح أن السياحة المصرية أصبحت فى موقف لا تحسد عليه وكادت تحتضر لافتا إلى أن الأسباب سياسية فى المقام الأول وليست أمنية فقط. ولفت إلى أن المنتج السياحى حاليا أصبح متدنيا للغاية، إذ بات هناك أزمة فى العمالة المدربة بعد تسريحها واتجاههم لتغيير نشاطهم والعمل بمهن أخرى.
ودعا وزير السياحة يحيى راشد السلطات الروسية إلى رفع حظر الطيران المباشر مع مصر، لاستئناف حركة السياحة بين البلدين، التى تصب فى صالح الاقتصاد المصرى، وكذلك الاقتصاد الروسى.
وقال: إن قرار فرض حظر الطيران له تأثير سلبى جدا على لمصر، لاعتماد حركة السياحة بنسبة كبيرة منها على السائح الروسى. وأكد أنه «ليس هناك ما يستدعى الآن وجود حظر على الطيران، فلم يكن هناك حوادث فى شرم الشيخ أو الغردقة أو الأقصر أو القاهرة وكل المقاصد السياحية مؤمنة تماما. وأعرب راشد أن الوقت قد حان لأن يتم رفع القيود عن السياحة واستعادة السياحة الروسية، وهذا لمصلحة البلدين، لأن السياحة استفادة للجانب الروسى والمصرى، وبالتالى حين تعود السياحة يستفيد الجانبان ونثبت للعالم أهمية العلاقات المصرية الروسية.
وأكد وزير السياحة أن صناعة السياحة فى مصر اعتمدت على أسواق سياحية محددة مثل الروسية والإيطالية والإنجليزية وأهملت الأسواق الأخرى.
ولفت إلى أن القطاع يدفع ثمن هذا الاختيار الآن، بعد تراجع هذه الدول عن تصدير الحركة السياحية. وأكد أن مصر أهملت مبادئ هذه الصناعة، التى تعتمد على التنوع والتعامل مع جميع الأسواق وتنشيط الحركة من مختلف دول العالم.
وتابع: «هذه المبادئ المقصود بها هو ضمان استمرار تدفق السائحين فى حالة قيام دولة أو اثنتين بإصدار قرارات تمنع سفر مواطنيها أو تحد منها مثلما هو حادث الآن».
وقال الوزير: إنه صرح لأكثر من 25 وسيلة إعلامية عالمية، بأن مصر لن تيأس، وأن قيام بعض الأسواق بالحد من تدفق سائحيها لن ينال من عزيمتنا أو يحد من قدرتنا على الدفع بصناعة السياحة إلى الأمام. قائلا: إن هذا الخطأ التاريخى دفعنى منذ توليت مسئولية السياحة إلى أن أركز على خلق أسواق جديدة.
وأضاف وزير السياحة إن «مصر تتعامل مع جميع البدائل لتقليل الخسائر الناتجة عن انعدام السياحة الروسية إلى مصر، ونحن نعتمد الآن على دول كثير فى السياحة.
نطرق الأبواب لاستقطاب السياحة من جميع أنحاء العالم. الألمان والصينيون واليابانيون على سبيل المثال وليس الحصر يأتون إلى مصر بأعداد، وهذا يعنى أن الدول بدأت تستعيد الحركة إلى مصر».
وشدد على أن خصوصية العلاقة المصرية الروسية تجعل السياحة الروسية لا تريد التوجه لأى مكان آخر أو تبعد عن مصر لأهمية وتاريخية العلاقة بين الشعبين، وتجعلنا مهتمين بعودة الحركة من روسى. وأعرب راشد عن استعداده لزيارة روسيا فى أى وقت «لمناقشة سبل استئناف حركة السياحة بين البلدين».
© الشروق 2016