01 03 2016

في دراسة ميدانية دشنها مركز إحسان

علاقة عكسية بين مستوى التعليم ومستوى الشعور بالوحدة

62 % من المتقاعدين لم يتأثروا بالتقاعد ويمارسون حياتهم بشكل اعتيادي

34 % من المتقاعدين يمارسون أعمالاً تطوعية.. و95% يعيشون مع أسرهم

  

دشّن مركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان"، عضو المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، أمس الدراسة الميدانية "المحدّدات المؤثرة للشعور بالوحدة والميل للعزلة لدى كبار السن المتقاعدين بدولة قطر" والتي نفذها المركز بالتعاون مع وزارة التخطيط التنموي والإحصاء في الفترة من 14 ديسمبر 2014م وحتى 14 يناير 2015م.

وتضمّن حفل التدشين ندوة نقاشية حول الدراسة بحضور مجموعة من الاختصاصيين والإعلاميين والمهتمين بمجال رعاية كبار السن بالدولة، كما تم تكريم الجهات الداعمة والمشاركة في الدراسة.

وأكد السيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة المدير التنفيذي لمركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" أن الجانب الاجتماعي والنفسي لكبار السن يُعد من أهم الجوانب الأولى بالرعاية والتقدير في كافة خطط وأنشطة المركز.

وأشار إلى أن الدراسة تُعد أولى الدراسات العلمية المتخصّصة في موضوع الشعور بالعزلة والميل نحو الوحدة في قطر وذلك بالتعاون مع وزارة التخطيط التنموي والإحصاء التي كان لها الدور الكبير والمميز في الخروج بهذه الدراسة الممثلة لهذه الفئة المهمة في مجتمعنا القطري.

وقال: الدراسة المهمة تهدف إلى التعرّف على مدى تأثير التقاعد على الشعور بالوحدة والميل للعزلة لدى كبار السن المتقاعدين، وإلقاء الضوء على مسبّبات هذه الظاهرة.

أجريت الدراسة على كبار السن المتقاعدين لإلقاء الضوء على فئة المتقاعدين كبار السن من المجتمع القطري ومعرفة أوضاعهم واحتياجاتهم وفك الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية عنهم وتعزيز الخدمات المقدّمة لكبار السن المتقاعدين، والوقوف على الخدمات والرعاية المقدّمة لهم في الوقت الحالي وكيفية تعزيزها، والتعرّف على آرائهم حول الخدمات المقدّمة لهم، ومدى تلبيتها لحاجياتهم، والتعرّف على الأدوار الاجتماعية والاقتصادية التي يلعبها كبار السن المتقاعدون.

وأظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 13% من كبار السن المتقاعدين يشعرون بالوحدة مقابل 87% منهم لا ينتابهم هذا الشعور، وأن 80% من كبار السن المتقاعدين متزوجون ويمثل المترمّلون حوالي 12% منهم، مقابل حوالي 5% مطلقين.

كما أوضحت النتائج وجود علاقة عكسية بين مستوى التعليم ومستوى الشعور بالوحدة فكلما ارتفع المستوى التعليمي انخفض مستوى الشعور بالوحدة، حيث انخفض مستوى الشعور بالوحدة من 16% لدى كبار السن المتقاعدين الأميين أو الذين يكتبون ويقرؤون فقط إلى حوالي 11% بين الحاصلين على المستويَيْن الإعدادي والثانوي، مشيرة إلى وجود تشابه إلى حد بعيد بين تأثير مستوى التعليم ومستوى الدخل وكان الجانب الاقتصادي أقوى تأثراً من التعليم بشكل بسيط.

وفيما يتعلق بالحالة السكنية (الوضع المعيشي)، فإن الأغلبية الساحقة من كبار السن المتقاعدين قرابة (95%) يسكنون مع الزوجة والأبناء والأسرة الممتدة وتتوزع النسبة الباقية (5%) بين الأقارب ومن يسكن لوحده، وأخرى.

وفيما يتعلق بأثر التقاعد على حياة كبار السن فإن 62% من المتقاعدين لم يتأثروا بالتقاعد ويمارسون حياتهم بشكل اعتيادي ويشعر بالفراغ والملل والعزلة الاجتماعية 20% منهم، بينما تشعر البقية بعدم الأمن الاقتصادي (17%).

وتفيد النتائج أن 81% من المتقاعدين ما زالوا أرباب أسر يديرون شؤون أسرهم، ونسبة 16% منهم يعيشون مع أسرهم وتلبي لهم الأسرة جميع حاجياتهم، وهناك 94% منهم يشعرون بالاندماج التام مع الأبناء والأحفاد.

وفيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي فإن معظم كبار السن المتقاعدين (65%) لا يعانون من الشعور بالفراغ بعد التقاعد، مقابل 35% منهم ينتابهم هذا الشعور، وقد أشارت النتائج إلى أن 60% يستخدمون أجهزة الاتصال ووسائل التكنولوجيا الحديثة مقابل 40% منهم لا يستخدمون هذه الوسائل مع وجود علاقة عكسية بين الشعور بالوحدة واستخدام هذه الوسائل.

وتكشف النتائج عن 34% من كبار السن المتقاعدين يمارسون أعمالاً تطوعية، مقابل 66% لا يزاولون أعمالاً تطوعية، مع وجود علاقة عكسية بين ممارسة هذه الأعمال والشعور بالوحدة.

وتفيد النتائج أن هناك 4 عقبات أكثر أهمية، تحول دون دمج كبار السن المتقاعدين من وجهة نظرهم وهي: "أسباب صحيّة"، وتليها "عدم الرغبة في المساهمة"، ثم "عدم الاستفادة من خبرات كبار السن بعد التقاعد"، و"قلة التسهيلات والبرامج المقدمة" .

مريم الأنصاري: إنشاء أندية للرعاية النهارية بالأحياء السكنية

 

كشفت السيدة مريم إبراهيم الأنصاري مدير مكتب التخطيط والتطوير بمركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" عن أن المركز بصدد إنشاء مقار أندية "إحسان" للرعاية النهارية في الأحياء السكنية في بلديات الدوحة المختلفة، ويجري حالياً مسح على كبيرات السن.

وقالت: سيبدأ تنفيذ المشروع في البلديات الأكثر كثافة بالتعاون مع العديد من الجهات بالدولة، مشيرة إلى أن المركز افتتح مؤخراً قسم الوحدات النهارية الذي سيقوم بالإشراف على هذه الأندية.

وأكدت أن أهمية الدراسة تنبع من واقع كبار السن المتقاعدين (60 سنة فأكثر)، وذلك لأهمية هذه الفئة الاجتماعية التي يقع الاهتمام بها في صميم برامج التنمية الاجتماعية الشاملة للدولة.

وأشارت إلى أن بعض البحوث والدراسات قد أشارت إلى أن التقاعد كمرحلة من مراحل الحياة تصاحب بضمور التفاعل الاجتماعي بين المتقاعدين خاصة كبار السن ومجتمعهم، ومن ثم تظهر الانسحابية والعزلة الاجتماعية كأعراض واضحة لدى نسبة مرتفعة من المتقاعدين، والتي قد تؤثر في الحالة الصحيّة للمتقاعد ويزيد من حدة مشاعر الكآبة والشعور بالضياع والوحدة وفقدان الأهمية لدى المتقاعدين والميل للعزلة، الأمر الذي أصبحت معه الحاجة ماسّة وكبيرة للقيام بهذه الدارسة لكشف تلك الجوانب والسعي لوضع معالجات لها.

وأضافت: أجريت الدراسة في الفترة من "14 ديسمبر 2014م وحتى 14 يناير 2015م"، وانتهت في ديسمبر 2015، وتعتبر من أولى الدراسات العلمية في هذا المجال مشيرة إلى وجود ندرة في الدراسات المتعلقة بكبار السن على المستوى الخليجي والعربي، لافتة إلى أن مركز "إحسان" سيقوم بناء على نتائج الدراسة باقتراح آليات لدمج كبار السن المتقاعدين في المجتمع للحد من مشكلة الوحدة والعزلة التي تنتشر بين كبار السن بعد مرحلة التقاعد.

محمد المهندي: 2 % من سكان قطر متقاعدون

أكد السيد محمد المهندي مدير إدارة الإحصاءات السكانية والاجتماعية بوزارة التخطيط التنموي والإحصاء في مداخلته في الحلقة النقاشية، أن أهمية هذه الدراسة تأتي من أهمية هذه الشريحة في المجتمع، لافتاً إلى أن الدراسة وجدت تجاوباً كبيراً من كبار السن.

وأشار إلى ارتفاع نسبة أعداد كبار السن والمتقاعدين في قطر وقال إن نسبة المتقاعدين في قطر 2% من نسبة السكان، مبيناً أن الزيادة في أعداد المتقاعدين تأتي نسبة للتقدّم في العناية الصحية المقدمة من الدولة وأن قطر أصبحت من الدول المتقدمة، ولذلك كلما تتقدم الدول كلما تزداد أعداد المتقاعدين.

ناصر المهدي: تنفيذ الدراسة في وقت قياسي

قال السيد ناصر المهدي مدير إدارة التعداد والمسوح الأسرية بوزارة التخطيط التنموي والإحصاء: إن أي دراسة متخصّصة تضيف بعض التجارب سواء كانت في مجال كبار السن أو الشباب أو مجالات أخرى، مشيداً بحرص واهتمام مركز إحسان بتنفيذ هذه الدراسة، الأمر الذي سينعكس من خلال توصياتهم والخدمات التي يقدمها لكبار السن.

وأضاف: سخّرنا كل الإمكانيات الفنية والعلمية حتى تخرج هذه الدراسة، خاصة فيما يتعلق بالجانب المتخصّص بالعينات أو المنهجية المتبعة لإجراء هذا المسح، ونحن كفريق فني مشترك استطعنا تنفيذ المشروع على حسب ما خطط له وفي وقت قياسي جداً ثم بدأنا عملية تحليل الدراسة واستخراج البيانات والمؤشرات.

   

© Al Raya 2016