28 06 2016
الأزمة المرورية تزداد في قلب العاصمة وبالتحديد في المناطق والمحال التجارية كالمخابز ومطاعم الوجبات السريعة والحلويات العصائر قبل الافطار وفي وقت الذروة، للاستعداد لبدء الافطار، يتزاحم المواطنون بسياراتهم في معظم الشوارع، متجاوزين القوانين والانظمة والأعراف بسلوكيات سلبية تؤدي في كثير من الأحيان الى حوادث مرورية لا مبرر لها، مع أنه ينبغي وفق خبراء، أن الصيام يجب أن لا يؤثر على سلوكيات الانسان، وانما يهذب الاخلاق ويضبط النفس وينمي السلوكيات الايجابية.
وتشير احصاءات مديرية الامن العام الى انه منذ الأول وحتى تاريخ الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك وقع 579 حادثا نتج عنها 34 وفاة، و 776 اصابة بسيطة، و99 اصابة بليغة، بحسب الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي.
وقال ان إدارة السير المركزية في مديرية الامن العام نفذت خطة مرورية شاملة في العاصمة وكافة مناطق المملكة وكان لها أثر كبير في تأمين سلامة الحركة المرورية.
ورغم ان الحوادث تتزايد في شهر رمضان الى ان الارقام تشير الى انخفاضها مقارنة بنفس الفترة من شهر رمضان للعام الماضي، والتي بلغت 898 حادثا، وعدد الاصابات البسيطة 851 إصابة، وعدد الاصابات البليغة 137، وعدد الوفيات 43.
وبين ان الازمة المرورية تزداد في قلب العاصمة وبالتحديد في المناطق والمحال التجارية كالمخابز ومطاعم الوجبات السريعة والحلويات العصائر، مشيرا الى ان رقباء السير متواجدون في مختلف المناطق تنظيما للحركة المرورية ولرفع اعاقات السير.
وأوضح ان ابرز المخالفات المرورية في رمضان تتمثل بالوقوف المزدوج والوقوف العشوائي والخاطئ، في الوقت الذي يقوم به رقباء السير بتوزيع التمر والماء على السائقين في مبادرة توعوية للحد من المخالفات وتقليل الازمة المرورية، مشيرا الى تعاون المواطنين مع الشرطة في ظاهرة تعكس روح المجتمع الواحد، إذ ان رقيب السير يعمل تحت لهيب الشمس الحارقة ويفطر وهو يؤدي عمله وتمتد ساعات دوام البعض منهم من الساعة الثانية عشرة ظهرا الى ما بعد منتصف الليل، ساهرين على خدمة المواطنين وتوفير حركة مرورية تسهّل من انسيابية حركة السير.
وأشار الى ان الأزمة المرورية تشتد في العشر الاواخر من رمضان، مبينا أهمية تعاون مستخدمي الطريق مع رجال السير للتخفيف من حدة الأزمة.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق المهندس نزار العابدي، إن الازمة المرورية تتفاقم نتيجة لزيادة عدد السيارات، وتزداد بشكل أكبر في رمضان في ساعات ما قبل الافطار، حيث نواجه مشكلتين رئيستين، الاولى تتعلق بالازدحامات المرورية والثانية السرعات الكبيرة في بعض الشوارع ما يؤدي الى حوادث مميتة.
ودعا المواطنين والمسؤولين إلى الانتباه لهذه المشكلة ومعالجتها والتصدي لها بالتجنب بالقيام بالنشاطات المرورية قبل موعد الافطار، داعيا شرطة المرور لأن يكونوا حازمين في منع المخالفات والتجاوزات المرورية وأهمها السرعات الزائدة.
وبين أن على المواطنين والمسؤولين الانتباه لهذه المشكلة ومعالجتها والتصدي لها، بالتجنب بالقيام بالنشاطات المرورية قبل موعد الافطار والعمل على القيام بها في أوقات أخرى مناسبة من أجل سلامة المواطنين.
وأشارت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في مديرية الدفاع المدني، الى انها تعمل جاهدة بالتعاون مع الجهات المعنية منذ بداية الشهر الفضيل لتوعية المواطنين بضرورة تخفيف السرعات الزائدة والعمل على الخروج من المنزل لمبررات تستدعي ذلك تجنبا للأزمة المرورية، فيما اوضح رئيس جمعية "سنحيا كراما الخيرية" إبراهيم بدران، ان الجمعية تعمل على إطلاق مبادرات منها مبادرة "تصبيرة" بالتعاون مع الإغاثة الإسلامية العالمية لتوعية المواطنين وحثهم على تجنب الاستعجال والتقليل من السرعة الزائدة قبل ساعة الافطار لتفادي حوادث السير الناجمة عن السرعة الزائدة من خلال توزيع وجبات امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من فطَّر صائمًا فله مثل أجره".
رئيس الجمعية الاردنية لعلم النفس الدكتور سمير أبو مغلي يرى أن الصيام لا يؤثر على سلوك الانسان، الا في حالات فقدانه لشيء معين كالسوائل، ولم يثبت علميا أن للصيام تأثيرا سلبيا على الصائم، اذ ان نبينا الكريم يقول "صوموا تصحوا" في اشارة الى ان الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء وسيلة لضبط النفس والاخلاق وتنمية السلوكيات الايجابية لدى الفرد.
وأضاف ان الامتناع عن الطعام والشراب يولّد قناعات للصائم بأن ذلك سيؤثر على مزاجه ونفسيته وبما يثير لديه العصبية ويعطي لنفسه المبرر لارتكابه تصرفات خاطئة مثل تقصيره في أداء عمله، فالصيام شماعة يعلّق عليها البعض وللأسف تصرفاتهم السلبية وتجاوزات سيرهم المروري في الطرقات واستخدامهم زامور السيارة، فهذه السلوكيات هي نفسها في الايام العادية ولكن تظهر بشكل واضح في رمضان نتيجة لتبرير سلوكياتهم بالصيام.
© Maqar 2016