* مصادر: خطة كوشنر لم تتناول المطالب العربية على ما يبدو
* كوشنر التقى بالملك سلمان وولي عهده قبل أن يتوجه لتركيا
(لإضافة اقتباسات وتفاصيل)
من ستيفن كالين وغيداء غنطوس
بيروت/دبي 27 فبراير شباط (رويترز) - زار مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر هذا الأسبوع عددا من دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة لحشد الدعم لخطته التي لم يعلن عنها بعد بشأن السلام في الشرق الأوسط والتي تشير بعض تفاصيلها المسربة إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر فيما يتعلق بالوفاء بالمطالب العربية.
وقال مصدران في الخليج لرويترز اليوم الأربعاء إن منهج كوشنر لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يحقق تقدما على ما يبدو منذ جولته السابقة في المنطقة في شهر يونيو حزيران، إذ أنه ركز إلى حد بعيد على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام الذي يعد محوريا بالنسبة للموقف العربي الرسمي.
ويرفض الفلسطينيون مناقشة أي مخطط للسلام مع الولايات المتحدة منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن عدد من الزعماء العرب رفضهم لأي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة.
والتقى كوشنر، وهو صهر الرئيس ترامب، بزعماء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان هذا الأسبوع، ووصل إلى تركيا اليوم الأربعاء.
وقال البيت الأبيض إن كوشنر أجرى محادثات مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أمس الثلاثاء تناولت "زيادة التعاون" بين الولايات المتحدة والسعودية وجهود السلام في الشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر، طالبا عدم نشر اسمه، إن الخطة التي عرضها كوشنر هذا الأسبوع لم تأخذ في الاعتبار على ما يبدو المطالب العربية التي جرى إقرارها سابقا بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وبموجب مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، عرضت البلدان العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق مع الفلسطينيين على إقامة دولة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وقال المصدر إن كوشنر، وهو مطور عقاري قليل الخبرة بالدبلوماسية الدولية والمفاوضات السياسية، أراد إبرام اتفاق أولا ومن ثم الاتفاق على التفاصيل.
وأضاف المصدر أن الخطة تتضمن مساهمة مالية "كبيرة" من دول الخليج لكنه لم يوضح أي تفاصيل.
* مخاوف العرب
بدد الملك سلمان مخاوف العرب من احتمال دعم السعودية لاتفاق أمريكي ينحاز لإسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية، وذلك بعدما أشارت تقارير إلى أن ولي عهده المقرب من كوشنر ضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل دعم جهود الإدارة الأمريكية.
كان اجتماع كوشنر مع الأمير محمد أمس الثلاثاء هو الأول منذ مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية في شهر أكتوبر تشرين الأول. وأثار مقتل خاشقجي غضبا عارما وأضر بصورة ولي العهد.
ويصر الأردن، وهو حليف للولايات المتحدة معظم سكانه من نسل الفلسطينيين الذي فروا أثناء أو بعد قيام إسرائيل عام 1948، على عدم إمكانية تحقيق السلام دون التعامل مع قضية القدس التي يشرف فيها على المقدسات الإسلامية.
وقال مصدر ثان في منطقة الخليج "لا يزال الأمريكيون في مرحلة عرض أفكار وسيناريوهات متعددة، لكن لا يبدو أنهم توصلوا حتى الآن إلى عناصر نهائية للخطة".
وأضاف "هم يعلمون أن هناك أمورا تتعلق بالوضع النهائي غير مقبولة سواء بالنسبة للحلفاء في المنطقة أو الفلسطينيين"، في إشارة إلى السعودية ومصر والأردن.
وكوشنر مسؤول عن السياسة الإسرائيلية الفلسطينية منذ نحو عامين، لكنه لم يعلن حتى الآن تفاصيل محددة بشأن الجهود الأمريكية التي أطلق عليها ترامب "صفقة القرن".
وقال كوشنر في مقابلة يوم الاثنين إن واشنطن ستطرح خطتها للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل نيسان. ومرت مواعيد محددة سابقا دون أي إعلان.
وأضاف أن الخطة ستبني على جهود سابقة، منها اتفاقات أوسلو في التسعينات التي شكلت حجر أساس لدولة فلسطينية، وأنها ستحل مسائل الحدود وقضايا الوضع النهائي. لكنه لم يذكر تحديدا دولة فلسطينية.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)