PHOTO
* لا علامة تذكر على تقدم بشأن نزع الأسلحة النووية
* البيت الأبيض يقول "اتفاق مشترك" سيُوقع الخميس
* بيونجيانج: كيم وترامب يسعيان لتحقيق نتائج فارقة
(لإضافة تعليقات من الزعيمين بعد الجلسة الصباحية)
من جيف ماسون وسويونج كيم
هانوي 28 فبراير شباط (رويترز) - عبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اليوم الخميس عن استعداده للتخلي عن أسلحة بلاده النووية، قائلا إنه ما كان ليعقد قمة ثانية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لو لم يكن مستعدا لذلك.
وبدأ كيم وترامب يوما ثانيا من المباحثات في وقت مبكر اليوم الخميس في العاصمة الفيتنامية هانوي، حيث عبرا عن أملهما في إحراز تقدم بشأن تحسين العلاقات والقضية الرئيسية المتعلقة بنزع الأسلحة النووية.
وفي معرض رده على سؤال إن كان مستعدا للتخلي عن الأسلحة النووية، قال كيم للصحفيين عبر مترجم "إذا لم أكن مستعدا لفعل ذلك لما كنت هنا الآن".
ورد عليه ترامب قائلا "ربما تكون هذه أفضل إجابة سمعتَها (الصحفي) على الإطلاق".
وجلس الزعيمان في مواجهة أحدهما الآخر عبر مائدة مستديرة مع معاونيهما.
ولم يدل كيم بتفاصيل بشأن ما سيستلزمه "نزع السلاح النووي"، لكنه سئل عما إذا كان مستعدا لاتخاذ إجراءات ملموسة، قال إنه تحدث للتو بشأن ذلك مع ترامب.
وأضاف للصحفيين "آمل أن تمنحونا مزيدا من الوقت للحديث. فحتى الدقيقة ثمينة".
وفي حين تطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالتخلي عن جميع برنامجها النووية والصاروخية، تريد بيونجيانج أن ترفع واشنطن مظلتها النووية عن حلفائها في آسيا مثل كوريا الجنوبية واليابان.
* لا عجلة
وخرجت قمة الزعيمين بسنغافورة في يونيو حزيران، وهي أول لقاء بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي، ببيان مبهم تعهد فيه كيم بالعمل صوب إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
لكن لم يتحقق شيء يذكر منذ ذلك الحين.
وفي بداية اليوم الثاني من محادثاتهما في فندق متروبول بهانوي والذي يعود بناؤه لحقبة الاستعمار الفرنسي، شدد ترامب مجددا على أن المحادثات الهادفة للتصدي لتهديد كوريا الشمالية النووي يجب ألا تمضي على عجل.
وقال ترامب للصحفيين قبل جلسة المباحثات "أقول منذ البداية أن السرعة ليست مهمة بالنسبة لي. أقدر بشدة عدم اختبار أسلحة نووية أو صواريخ.. أقدر ذلك للغاية.. الزعيم كيم وأنا نريد إبرام الاتفاق الصحيح".
ولم تجر كوريا الشمالية اختبارات نووية أو على صواريخ باليستية عابرة للقارات منذ أواخر 2017.
وسأل صحفي كيم عما إذا كان واثقا من التوصل إلى اتفاق فقال عبر مترجم "من المبكر للغاية قول ذلك، لكني لن أقول إنني متشائم. ينتابني شعور الآن بأن القمة ستسفر عن نتائج جيدة".
وأضاف فيما يُعتقد بأنه أول رد له على الإطلاق على سؤال لصحفي أجنبي "لا بد وأن هناك أشخاصا ممن يشاهدوننا الآن يستمتعون بوقت رائع، مثل (استمتاعهم بمتابعة) مشهد من فيلم خيالي. بذلنا جهودا كثيرة حتى الآن وحان الوقت لاستعراضها".
وأكد ترامب مجددا على إمكانات كوريا الشمالية، قائلا إن الدولة المعزولة يمكن أن تصبح في حال التوصل لاتفاق "قوة اقتصادية".
وسأل الصحفيون ترامب إن كان بحث مسألة حقوق الإنسان مع كيم، فقال إنهما تطرقا لكل شيء.
وأخذ الزعيمان استراحة وجيزة من محادثاتهما بعد نحو نصف ساعة وقاما بالسير على مهل في فناء الفندق وبجوار حوض السباحة.
وانضم إليهما كيم يونج تشول كبير مبعوثي كيم ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومترجمون. وتابع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون من على مسافة قصيرة لكنه لم ينضم للمجموعة.
وقال البيت الأبيض إن الزعيمين سيعقدان سلسلة من الاجتماعات المقررة في متروبول، ابتداء بجلسة ثنائية تستمر 45 دقيقة.
وبعد "مراسم توقيع اتفاق مشترك"، يعتزم ترامب عقد مؤتمر صحفي في الساعة 3:50 مساء (بتوقيت فيتنام) (850 بتوقيت جرينتش).
* ضغوط
ولم يوضح البيت الأبيض ما قد تتضمنه مراسم التوقيع، غير أن مباحثات الجانبين شملت إمكانية إصدار بيان سياسي لإعلان انتهاء الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953.
وقال مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون إنهما بحثا كذلك إجراءات لنزع الأسلحة النووية جزئيا مثل السماح للمفتشين بمراقبة تفكيك مفاعل يونجبيون النووي في كوريا الشمالية.
وقد تشمل التنازلات الأمريكية فتح مكاتب اتصال أو تمهيد الطريق أمام إقامة مشروعات بين الكوريتين، لكن منتقدين يقولون إن ترامب يجازف بإهدار وسائل ضغط حيوية إذا قدم أكثر مما ينبغي لبيونجيانج وعلى نحو أسرع من اللازم.
وقال كيم إنه سيرحب بفتح مكتب اتصال أمريكي في بينوجيانج في حين قال ترامب إنها "فكرة لا بأس بها".
وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية إنه لا يوجد مؤشر على أن كوريا الشمالية ستتخلى عن كامل ترسانتها من الأسلحة النووية، والتي تعتبرها ضمانا لأمنها القومي. ويقول محللون إن بيونجيانج لن تلتزم بنزع السلاح على نطاق كبير ما لم تُخفف العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة.
وفي ظل ما يواجهه من ضغوط داخلية بشأن التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، يحاول ترامب أن يحقق فوزا كبيرا بإقناع كوريا الشمالية أن تتخلى عن أسلحتها النووية مقابل وعود بالسلام والتنمية، وهو من أهداف السياسة الخارجية التي لم يتمكن عدد من أسلافه من تحقيقها.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أشرف صديق)