10 12 2018
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي هم الثروة الأساسية، وبهم تتحقق الرؤى والآمال.وأكد خادم الحرمين الشريفين، خلال ترؤسه اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، أمس في قصر الدرعية بمدينة الرياض، حرص قادة المجلس على تعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.
واستهل خادم الحرمين الشريفين كلمته بقوله: يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني السعودية، واستجابة لرغبة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تستضيف المملكة الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويسعدني أن أبعث بأطيب تمنياتنا إلى السلطان قابوس سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد لسلطنة عمان في رئاسة أعمال مجلس التعاون في دورته الحالية.
وأضاف: كما أعرب عن بالغ الشكر والتقدير للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت على جهوده المباركة في رئاسة أعمال الدورة الماضية، والشكر موصول للأمين العام ومنسوبي الأمانة على جهودهم في متابعة وتحضير أعمال المجلس.
وأردف: لقد قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال. وأثق بأننا جميعا حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.
وتابع الملك سلمان بن عبدالعزيز: لقد حبا الله عز وجل دولنا بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعا تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.
واستطرد: إن منطقتنا تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا يتطلب منا جميعا الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
وقال خادم الحرمين الشريفين: تواصل المملكة الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.
وتابع: حرصت دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقا لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وأردف: وتدعو المملكة لحل سياسي يخرج سورية من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.
كما تحرص المملكة على بناء علاقات متينة واستراتيجية مع الشقيقة العراق التي تشكل ركنا أساسيا في منظومة الأمن العربي.
واختتم الملك سلمان بن عبدالعزيز كلمته بقوله: أجدد ترحيبي بكم جميعا في بلدكم الثاني، راجيا المولى عز وجل أن يكلل أعمال هذه القمة بالنجاح ويوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
وقال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، في كلمته: إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق، الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تهديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجهها فلا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها.
وأردف: انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي وسعيا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده في وحدة هذا الموقف وتجنبا لمصير مجهول لمستقبل عملنا الخليجي فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه.
وقال أمير الكويت: "إننا على ثقة أيها الإخوة أنكم تشاركونني الرأي بأهمية الاستجابة لهذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد ما نعانيه اليوم من خلاف.
وعقد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة عملهم المغلقة.
وضم وفد المملكة في أعمال اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير وزير الخارجية، ومحمد الجدعان وزير المالية.
وأقام خادم الحرمين الشريفين، أمس في قصر الدرعية، مأدبة غداء تكريما لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقبيل مأدبة الغداء التقطت الصور التذكارية.
© الاقتصادية 2018