الرياض 24 يونيو حزيران (رويترز) - عندما قادت فوزية البكر سيارتها في شوارع الرياض عام 1990 متحدية حظرا يمنع النساء من قيادة السيارات في المملكة المحافظة فقدت وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل واضطرت لتغيير مكان سكنها.
لكن بعد 28 عاما وفي منتصف الليلة الماضية استقلت ابنة شقيقتها سيارة لكزس سوداء وفتحت زجاجها وقادت السيارة بشكل قانوني لأول مرة في السعودية.
وقالت مجدولين العتيق (23 عاما) "المنظر مختلف تماما من المقعد الخلفي. أنا سعيدة جدا عيناي تتطلعان في كل مكان لست معتادة على ذلك".
وكانت مجدولين المتخرجة حديثا في جامعة بالولايات المتحدة في طريقها لحضور فصل دراسي في سبتمبر أيلول الماضي عندما علمت أن الملك سلمان أمر بإنهاء الحظر على قيادة النساء للسيارات والذي كان كثيرون يرون فيه رمزا لقمع النساء.
وقالت "اتصلت بأسرتي في السعودية لأسأل ما إذا كان ذلك حقيقيا" وأضافت "كل ما فكرت فيه هو أن بإمكاني قضاء مصالحي بمفردي ولست مضطرة أن أطلب من أحد توصيلي".
وأجبر الحظر، الذي كان يبرر بذرائع عديدة متعلقة بالدين أو بالتقاليد، النساء على الاعتماد على الأقارب الذكور في انتقالاتهن أو صرف مبالغ ضخمة على السائقين.
وأصبح إلغاء الحظر هدفا رئيسيا للنشطاء الساعين لإنهاء ممارسات التمييز التي تقلص دور المرأة في الحياة العامة وتجعلها تحت وصاية الرجال.
وخرجت أول مظاهرة عامة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني عندما قادت 47 امرأة سياراتهن في شوارع الرياض لمدة نحو ساعة حتى اعتقلتهن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان من بينهن والدة مجدولين وخالتها.
وقالت فوزية البكر خالة مجدولين اليوم الأحد عندما قادت ابنه أختها سيارتها لتزورها "صراحة أحسدها، أصبح من الطبيعي بالنسبة لها أن تقود سيارتها وتحصل على التأمين وكل شيء في حين كان ذلك صعبا للغاية بالنسبة لنا".
وأضافت "أنا متحمسة وسعيدة للغاية أن مجتمعنا وقياداتنا وصلت إلى هذه النقطة التي نقود فيها سياراتنا. أصبحنا طبيعيين مثل أي امرأة في العالم".
وتعتزم فوزية بدء قيادة السيارة يوم السادس من نوفمبر تشرين الثاني لإحياء ذكرى موقفها التاريخي.
لكن ليس كل من شاركنها هذا الموقف ستتاح لهن هذه الفرصة. فقد اعتقلت السلطات أكثر من 12 منهن الشهر الماضي للاشتباه في اتصالهن بجهات أجنبية ووصفتهن وسائل الإعلام المحلية بالخائنات.
ومن بين المعتقلات ثلاث نساء شاركن في احتجاجات عام 1990. وأطلق سراحهن لكن ناشطات بارزات أخريات مثل إيمان النفجان ولجين الهذلول وعزيزة اليوسف ما زلن مسجونات.
ويقول نشطاء ودبلوماسيون إن الاعتقالات تهدف إما إلى توجيه رسالة بعدم رفع سقف المطالب أو إلى استرضاء العناصر المحافظة المعارضة للإصلاحات.
كما أن نساء أخريات قد لا يقدن سيارات في وقت قريب بسبب اعتراض أسرهن المحافظة.
لكن مجدولين كانت مستعدة. فقد شحنت سيارتها من كاليفورنيا في وقت سابق هذا العام وقادتها لزيارة منزل والدها في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقالت "لم يرني أقود سيارة من قبل" وأضافت "علم لتوه أنني كنت أقود سيارة في كاليفورنيا واليوم ستكون أول مرة يرى فيها ابنته تقود سيارة".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)