قررت عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تعليق تمويلاتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا" بشكل مؤقت، بسبب مزاعم باشتراك 12 من موظفيها في الحرب التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

 الوكالة قالت في بيان يوم الجمعة، إنها قررت فصل موظفين لديها بعد أن قدمت السلطات الإسرائيلية معلومات حول "المشاركة المزعومة" لعدد من موظفي الأونروا في غزة في هجمات 7 أكتوبر، وأن من يثبت تورطه في المشاركة في "أعمال إرهابية" سيكون عرضة للمساءلة "بما في ذلك المحاكمة الجنائية".

وقالت بريطانيا، يوم السبت، إنها تنضم لواشنطن في وقف تمويل أونروا "مؤقتا" وإنها تراجع "الاتهامات المقلقة" بشأن موظفي الوكالة.

واعتبرت إسرائيل، تلك الخطوة "مهمة" نحو محاسبة الأونروا، وفق ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "حتى لا تؤدي الجهود الدولية والأموال والمبادرات الإنسانية إلى تأجيج إرهاب حماس وقتل الإسرائيليين".

وترى الأونروا، أن الحرب الإسرائيلية على غزة، تسببت في "أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948" مشيرة إلى أن عدد النازحين حتى منتصف يناير الجاري وصل إلى 1.7 مليون شخص أي أكثر من 75% من السكان.

وقالت في تقرير حديث إنه "يتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثا عن الأمان. وفي أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف والقتال في خان يونس والمناطق الوسطى في الأيام الأخيرة، انتقل عدد كبير من النازحين مرة أخرى إلى الجنوب".

ووصفت الوضع الإنساني والأزمة في غزة بأنها "كارثة من صنع الإنسان وقد تفاقمت بسبب اللغة اللاإنسانية وكذلك استخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب".

وكثيرا ما تم انتقاد إسرائيل بسبب منع دخول الوقود وقطع الكهرباء والماء والتعنت في إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح من مصر.

ما هي الأونروا؟

(وفق موقعها الرسمي)

-تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1949 أي عقب حرب  1948 التي عرفت بـ "النكبة".

-بدأت أعمالها مطلع 1950، لتقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين وتم تمديد عملها بشكل متكرر بسبب عدم التوصل لحل لقضية فلسطين، وتعطل حل الدولتين.

-وفي 2022، صوتت غالبية الأعضاء في الأمم المتحدة لتمديد ولاية وكالة الأونروا حتى 30 يونيو 2026.

-وتعرف الوكالة المستفيدين منها  "لاجئي فلسطين" بأنهم الأشخاص الذين كانت فلسطين "مكان إقامتهم الطبيعي" خلال الفترة بين يونيو 1946 ومايو 1948، ومن فقدوا منازلهم وعملهم نتيجة حرب 48.

-ارتفع عدد مستحقي الدعم الذي تقدمه أونروا من 750 ألف لاجئ في بداية عملها، إلى نحو 5.9 مليون لاجئ حاليا.

-تقدم الوكالة خدمات التعليم، الرعاية الصحية، الإغاثة والبنية التحتية، تحسين المخيمات والدعم المجتمعي، والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك أوقات النزاع المسلح.

-لدى الوكالة 58 مخيم للاجئين الفلسطينيين، موزعون 8 في قطاع غزة، 19 في الضفة الغربية، 10 في الأردن، 12 في لبنان، و 9 في سوريا. 

من يمول الأونروا؟

-يتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، والتي مثلت 94,9% من إجمالي التبرعات في عام 2022.

-تتلقى أيضا تبرعات من الأفراد والقطاع الخاص، وتعقد شراكات مع شركاء تجاريين، فيما يقتصر إنفاق الأمم المتحدة على الأعمال الإدارية.

-تعد 10 جهات من المانحين الرئيسيين للوكالة، بينهم الاتحاد الأوروبي، أمريكا، ألمانيا، السعودية، فرنسا، سويسرا، وتركيا.

-جمعت الوكالة في العام 2022، تعهدات بنحو 1.17 مليار دولار، جاء أكثر من 44% منها من دول الاتحاد الأوروبي التي تبرعت بنحو 520 مليون دولار.

-وكانت الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والسويد أكبر المانحين الأفراد، حيث تبرعوا بنسبة تراكمية بلغت 61.4% من إجمالي تمويل الوكالة.

عام الحرب 

-كانت الوكالة تقدر احتياجاتها التمويلية للعام 2023 بنحو 1.63 مليار دولار، بعد أن أنهت 2022 بنقص حاد في التمويل والتزامات تزيد عن 70 مليون دولار.

-في نوفمبر 2023 - أي بعد اندلاع الحرب - قالت الوكالة إنها تواجه عجز بقيمة 80 مليون دولار لعام 2023.

-وخلال 2023، تُعد ألمانيا ثاني أكبر مانح للوكالة عالميا، وقدمت هذا العام ما يصل إلى 157 مليون يورو للوكالة.

(إعداد: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا