خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية 

شهدت أسواق الأسهم العربية أداء متباين نسبياً خلال الأسبوع الممتد من 23 يونيو حتى 28 يونيو، وسط ارتفاع أسعار النفط ومع عودة المستثمرين بعد عطلة عيد الأضحى التي استمرت لأسبوع في معظم الدول العربية وترقبهم لمؤشر التضخم الأمريكي الذي صدر يوم الجمعة 28 يونيو والذي أشار إلى تباطؤ نمو مؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال مايو الماضي على النحو الذي توقعته الأسواق.

وسجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي داخل الولايات المتحدة نمو بنسبة 2.6% على أساس سنوي، بالمقارنة مع نمو بنسبة 2.8% خلال أبريل.

وسجلت أسعار النفط مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، مدعومة بتوقعات ارتفاع الطلب القوي على النفط خلال موسم الصيف، لترتفع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي وخام برنت خلال نفس الأسبوع بنسبة 1.1% و0.8% على التوالي، عند 81.5 دولار و84.8 دولار للبرميل على التوالي، والتي استمرت في الارتفاع حتى يوم الثلاثاء 2 يوليو، ليصل سعر خام برنت إلى حدود 87 دولار للبرميل.

من هنا، فقد سجلت 8 بورصات عربية أداء إيجابي، وتحديداً أسواق الأسهم السعودية والقطرية والاماراتية والمصرية، مدعومة بمكاسب واسعة النطاق، ليطغى أداؤها نوعاً ما على أداء 7 بورصات عربية سجلت تراجعات أسبوعية في مؤشراتها السعرية من أصل 15 بورصة.

عليه، سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز" العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع بنسبة 2.8% على أساس أسبوعي، في حين سجل مؤشر فوتسي واتحاد أسواق المال العربية* للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية ارتفاع بنسبة 2% خلال نفس الأسبوع.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الأسواق العربية قد عادت لتشهد تراجعات طفيفة نسبياً مطلع هذا الأسبوع، لاسيما يومي الأحد 30 يونيو والاثنين 1 يوليو.

التفاصيل

السعودية

انتعش المؤشر الرئيسي للسوق السعودية خلال الأسبوع المنتهي في 28 يونيو وأغلق مرتفعاً بنسبة 2% مع تحقيق معظم الشركات المدرجة فيه مكاسب بعد أن لامس المؤشر الرئيسي للسوق أدنى مستوى له في ستة أشهر في الجلسة التي سبقت عطلة عيد الأضحى.

وقد قفز سهم شركة راسان لتكنولوجيا المعلومات بنسبة 10.6% يوم الأحد 23 يونيو، ليصل إلى 53.2 ريال للسهم في أول يوم تداول له بعد الاكتتاب العام الأولي الذي تم في 13 يونيو. وبذلك يكون سهم راسان قد ارتفع بنسبة 43.8% عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 37 ريال للسهم.

في حين ارتفع سهم شركة كيمائيات الميثانول بنسبة 5.2% يوم الثلاثاء 25 يونيو بعدما وقعت الشركة اتفاقية لمدة 20 عام لتوريد الميثانول إلى مشروع الأميرال التابع لشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن المؤشر الرئيسي للسوق السعودية عاد ليسجل تراجعات بنسبة 0.4% و0.2% مطلع هذا الأسبوع، أي يومي الأحد 30 يونيو والاثنين 1 يوليو على التوالي.

قطر

أما بالنسبة لبورصة قطر، فقد ارتفع المؤشر العام في نفس الأسبوع بنسبة 2.7% على أساس أسبوعي، مواصلاً مكاسبه للجلسة الثامنة عشرة على التوالي ومدعوماً بارتفاع أسهم قطاعي الطاقة والمال، وذلك في أطول موجة صعود في حوالي 18 عام.

ويأتي هذا الارتفاع الذي تقوده عمليات شراء قوية محلية بعد فترة من التراجع شهدت انخفاض أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها لعدة سنوات، في وقت أبرمت قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأجل لتوريد ما يصل إلى 9 ملايين طن من النفتا على مدى 10 سنوات إلى شركة “ENEOS Corporation”.

وقد استمر أداء بورصة قطر مطلع هذا الأسبوع مع ارتفاعات طفيفة في المؤشر الرئيسي.

أبوظبي

في موازاة ذلك، شهدت سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاع في مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.9%، بعدما ارتفعت أسهم شركة أدنوك للتوزيع وشركة أدنوك للمناطق اللوجستية خلال الأسبوع المنتهي في  28يونيو، على إثر دخول شركة بترول أبوظبي الوطنية وشركة “Covestro” الألمانية للكيماويات في مفاوضات ملموسة بشأن صفقة استحواذ محتملة بقيمة 11.7 مليار يورو.

في المقابل، حقق سهم شركة رأس الخيمة للأسمنت الأبيض ارتفاع بنسبة 3.6% يوم الثلاثاء 25 يونيو، بعد أن استحوذت شركة UltraTech على حصة 25% في صانع الأسمنت ورفعت ملكيتها إلى 54.4%. واستكملت سوق أبوظبي أداءها الإيجابي هذا الأسبوع مع ارتفاعات في مؤشر الأسعار الرئيسي بنسبة 0.6% و0.4% يومي الأحد 30 يونيو والاثنين 1 يوليو.

مصر

ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية ايجي إكس 30 (EGX30) بنسبة 0.25% إلى مستوى 28,056 نقطة، في الدقائق الأولى من تعاملات الأربعاء، مع إعلان تغيرات كبيرة في الوزارات الاقتصادية بالحكومة الجديدة التي يرأسها مصطفى مدبولي.

اما خلال الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، سجل المؤشر ارتفاع بنسبة 5.1%، في ظل ارتفاع أسبوعي كبير بنسبة 30% في سهم شركة “GB Corp”.

وقد ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية في تعاملات يوم الإثنين 1 يوليو، أولى جلسات هذا الأسبوع، بدعم من مشتريات المستثمرين على الأسهم القيادية  والمتوسطة، ليتجاوز مؤشر البورصة الرئيسي مستوى 28 ألف نقطة للمرة الأولى منذ أبريل.

ويجدر الإشارة هنا إلى أن البنك الدولي قد أعلن في نفس الأسبوع الذي نتحدث عنه والمنتهي في 28  يونيو عن تقديم 700 مليون دولار كدعم للموازنة المصرية، وهو جزء من برنامج بقيمة 6 مليار دولار لمدة 3 سنوات تعهد البنك بتقديمها في وقت سابق من هذا العام.

قيم وأحجام التداول

وفي تفاصيل البيانات الأسبوعية لأسواق الأسهم العربية، بلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية 4,172 مليار دولار في نهاية الأسبوع المنتهي في 28  يونيو، أي بارتفاع أسبوعي نسبته 0.8%، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى ارتفاع القيمة السوقية لكل من السوق السعودية وسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.7% و1.2% على التوالي.

في موازاة ذلك، بلغ إجمالي حجم التداول 16.0 مليار سهم خلال نفس الأسبوع، في حين بلغت قيمة التداول الإجمالية 16.5 مليار دولار من خلال 3.4 مليون صفقة.

*في أكتوبر 2020، أطلق اتحاد أسواق المال العربية بالتعاون مع مجموعة بورصة لندن مؤشر للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية. ويتكون المؤشر من 40 سهم متداول في الأسواق العربية لشركات تلبي معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وتستثمر في تخفيض استهلاك الكربون.

 

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا