خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية 

الوضع العالمي

شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة خلال الأسبوع الممتد من 7 يوليو إلى 12 يوليو، إذ ترقب المستثمرون حدثان بارزان بشأن نفس الشيء. معدلات التضخم.

 الأول تجلى في كلمة رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء 10 يوليو والذي ألمح خلالها بأنه ما زال غير مستعد بعد لإعلان التغلب على التضخم، لكنه يشعر أن الولايات المتحدة على طريق العودة إلى استقرار الأسعار وانخفاض البطالة، في حين أشار إلى أن لديه بعض الثقة بأن العائق أمام خفض سعر الفائدة قد انتهى، ولكنه ليس مستعد لقول ذلك بعد. 

والثاني تمثل في بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم الخميس 11 يوليو والتي سجلت تراجع في مؤشر أسعار المستهلك خلال شهر يونيو بالمقارنة مع شهر مايو، ليرتفع بنسبة 3% على أساس سنوي، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات.

في موازاة ذلك، شهدت أسعار الذهب ارتفاعات نحو مستويات قياسية جديدة تخطت 2,460 دولار للأونصة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجة الصاعدة في أسعار الذهب خلال المرحلة المقبلة بعدما عززت بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة ثقة المستثمرين في خفض وشيك للفوائد من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

ترمب

لا بد من الإشارة إلى أن معظم الأسهم العالمية، لاسيما الأوروبية والآسيوية، قد سجلت بعض التراجعات، في مستهل تعاملات الأسبوع وخصوصاً يوم 15 يوليو، مع تقييم الأسواق العالمية لتأثير محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع في 13 يوليو.

ولكن سرعان ما عاودت الأسواق انتعاشها بشكل نسبي في الأيام اللاحقة حتى يوم 16 يوليو، قبل أن يطغى اللون الأحمر مجدداً يوم 17 يوليو على أداء معظم الأسهم العالمية ومن ضمنها الأسهم الأمريكية.

هذا فيما رزحت معظم أسهم أسواق آسيا والمحيط الهادئ تحت ضغوط أكبر، في ظل بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني التي أظهرت نمو أبطأ بكثير من المتوقع في الربع الثاني من العام، لاسيما مع انكماش القطاع العقاري الذي طال أمده، ما عزز التوقعات بأن بكين قد تحتاج إلى المزيد من المحفزات الاقتصادية.

السندات والأسهم

انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط خلال نفس الأسبوع، مما عزز التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما أرخى بثقله على مؤشر الدولار الأمريكي الذي تراجع بنسبة 0.7% خلال نفس الأسبوع.

في موازاة ذلك، سجلت أسهم وول ستريت ارتفاعات قياسية خلال نفس الأسبوع أيضاً، لاسيما مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز، في حين استمر هذا التحسن بين يومي 14 و17 يوليو.

ماذا عن الأسواق العربية؟

تماشى أداء أسواق الأسهم العربية مع الأسواق العالمية، إذ طغى اللون الأخضر على نشاط البورصات العربية خلال الفترة من 7 إلى 16  يوليو وإن بشكل خافت نسبياً، وذلك للأسبوع الثالث والرابع على التوالي، على الرغم من تراجع أسعار النفط، بين 8 و12 يوليو، بعد سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع بسبب آفاق الطلب الأمريكي الواهنة نسبياً.

وقد استمر هذا التراجع بين يومي 15 و16 يوليو قبل أن تعاود ارتفاعها مجدداً يوم 17 يوليو بحدود دولارين للبرميل، حيث تلقى النفط دعم من بيانات أظهرت انخفاض فاق التوقعات في مخزونات الخام الأمريكية.

وقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع بنسبة 1.2% خلال الأسبوع الممتد من 7 إلى 12 يوليو، وبقي يسجل ارتفاعات يومية خجولة نسبياً بين يومي 14 و17 يوليو بنسب تراوحت بين 0.5% و0.6% ومن المتوقع أن يستمر يوم 18 يوليو، ليغلق على ارتفاع خلال الأسبوع الممتد من 14 إلى 19 يوليو.

السعودية

من هنا، وكما كان متوقع بأن يتجاوز السوق السعودي، ذو الثقل الأكبر في المنطقة، موجة الهبوط التي كان قد شهدها في الأشهر السابقة، فقد سجل المؤشر الرئيسي للسوق السعودية ارتفاع خلال الأسبوع الممتد بين 7 و11 يوليو بنسبة 1.1%.

واستمر السوق في تسجيل ارتفاعات يومية بنسب تراوحت بين 0.5% و1.1% بين 14 و17 يوليو، ليسجل يوم 17 يوليو أعلى إغلاق منذ نحو شهرين.

 ومن المتوقع أن يستمر هذا المنحى في المرحلة المقبلة، لاسيما في ظل تأهب الشركات السعودية المدرجة لإعلان نتائجها المالية عن الربع الثاني من العام 2024، وسط توقعات بأن تسجل نتائج 108 شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية – بما فيها سوق تداول الرئيسي وسوق نمو - نحو 38.8 مليار ريال كمتوسط أرباح في نهاية الربع الثاني من العام المنتهي في 30 يونيو، بارتفاع سنوي نسبته 9.3% بالمقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق والتي كانت بحدود 35.5 مليار ريال.

في المقابل، بلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية 4,219 مليار دولار في نهاية الأسبوع الممتد من 7 يوليو إلى 12 يوليو، أي بارتفاع أسبوعي طفيف نسبته 0.4%، في حين تراجعت قيمة التداول الإجمالية بنسبة 7.0% لتبلغ 14.5 مليار دولار.

أما إجمالي حجم التداول فقد بلغ 12 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 12 يوليو، بتراجع أسبوعي نسبته 52.8%، أما عدد الصفقات، فقد بلغ 2.9 مليون صفقة، بتراجع أسبوعي نسبته 12.2%.

 

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا