PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
البورصات العربية
خلفية سريعة
طغى اللون الأخضر على شاشات أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، والذي شهد تطورات سريعة في سوريا أفضت إلى انتهاء حكم الرئيس السابق بشار الأسد يوم 8 ديسمبر.
وقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع أسبوعي خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر بنسبة 1.4%، بعد أن سجلت 11 بورصة عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات أسبوعية تراوحت بين 0.1% و2.5% في مؤشرات أسعارها، مدعومة بشكل خاص بارتفاع مؤشر تاسي السعودي - صاحب الوزن الأكبر في الأسواق العربية - بنسبة 2.5%.
هذا فيما سجلت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية ارتفاع طفيف بنسبة 1.4% إلى 4,325 مليار دولار، بدعم من القيمة السوقية لسوق تداول السعودية - الأكبر وزنا في المنطقة - التي ارتفعت بنسبة 2.1%.
غير أن قيمة التداول في المنطقة سجلت تراجع أسبوعي بنسبة 13.6% إلى 17.6 مليار دولار، كما سجلت أحجام التداول تراجع أسبوعي بنسبة 55.1% إلى 26.8 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر.
أسبوع 8 ديسمبر
بقيت الأسواق العرببة منيعة في وجه التطورات في سوريا، إذ سجلت مراوحة في الأسعار يوم 8 ديسمبر، وارتفاعات طفيفة بين 9 و10 ديسمبر لم تتعدى 1% في المجمل، ليبقى الترقب سيد الموقف، دون أن ترخي الأزمة السورية بثقلها بشكل غير اعتيادي على أداء الأسواق بشكل عام.
ومن المتوقع أن يبقى هذا الأداء مخيم في أوساط الممتداولين حتى يتبلور الوضع في سوريا.
ماذا عن الوضع العالمي؟
عوائد السندات الأمريكية
خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، أغلقت عوائد سندات الخزانة الأمريكية على بعض التراجع، لاسيما عوائد السندات لأجل عامين، بينما قام المستثمرون بتقييم بيانات اقتصادية متفاوتة، بما في ذلك مؤشر التصنيع الذي تجاوز كل التوقعات + التباطؤ الطفيف في نمو الوظائف.
الدولار
وعليه، شهد الدولار الأمريكي تحسن هام، لينهي الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر على ارتفاع ليصل مؤشر الدولار الأمريكي حدود 106.7 هو الأعلى منذ ما يقارب الأسبوعين. ومن المتوقع أن يستمر هذا الأداء خلال الأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي كان قد بلغ في 22 نوفمبر حدود 107.8، وهو الأعلى منذ ما يقارب العامين.
أسواق الأسهم
شهدت أسواق الأسهم في وول ستريت أسبوع متقلب نسبياً، قبل أن تغلق في 6 ديسمبر على منحى إيجابي، حيث سجل مؤشرا S&P 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة، مع مكاسب أسبوعية بنسب 1.0% و3.3% على التوالي.
وجاء ذلك بدعم من أسهم شركات التكنولوجيا بعد المكاسب القوية التي حققتها في نوفمبر.
هذا فيما سجل مؤشر داو جونز تراجع أسبوعي بنسبة 0.6%.
غير أن أسواق الأسهم الأمريكية عادت ودخلت في الخانة الحمراء بين 9 و10 ديسمبر مع مراوحة نسبية في 11 ديسمبر في ظل ترقب بيانات رئيسية حول التضخم في الولايات المتحدة التي صدرت في 11 ديسمبر وأشارت إلى ارتفاع أسعار المستهلكين في أمريكا على الصعيدين الشهري (+0.3%) والسنوي (+2.7%) خلال نوفمبر، وهي زيادة جاءت متوافقة مع التوقعات، ما يرجح احتمالات خفض الفيدرالي للفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع الأسبوع القادم.
أوروبا وآسيا
شهدت أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية تفاوت في الأداء بين 9 و11 ديسمبر، وإن طغى عليها منحى المراوحة مع نسب ارتفاعات وتراجعات طفيفة بشكل عام.
النفط
شهدت أسعار النفط تقلبات أيضا.
وتراجعت بنهاية الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر بنسبة 1.4% بسبب المخاوف من فائض العرض وفي ضوء قرار مجموعة أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج النفطي، عبر تمديد الخفض الطوعي للإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.
فيما شهدت الأسعار ارتفاعات بين 9 و11 ديسمبر، بدعم من مرونة الاقتصاد الأمريكي وفي ظل التطورات في سوريا، ليبلغ سعر برميل برنت حدود 74 دولار في 11 ديسمبر، وذلك من حوالي 71 دولار للبرميل في 6 ديسمبر.
العملات المشفرة
أما على صعيد العملات المشفرة، فقد تجاوزت البتكوين مستوى 100,000 دولار مساء الأربعاء 4 ديسمبر، موسعةً مسار تصاعدي تسارع عقب انتخاب دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية.
واستمر هذا الارتفاع حتى 11 ديسمبر مع بعض التقلب بين 10 و11 ديسمبر، لتقترب من مستوى 102,000 دولار بعد تراجع إلى حدود 95 ألف دولار مساء 10 ديسمبر.
وبالمثل، ارتفع سعر الإيثريوم إلى أكثر من 4,000 دولار خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، وهو مستوى لم يُسجل منذ مارس الماضي.
وقد شهدت الإيثريوم تقلب من 3,500 دولار في 10 ديسمبر إلى حدود 4,000 دولار في 11 ديسمبر، وهو منحى صاعد من المتوقع أن يستمر في المدى القريب.
وتجدر الإشارة إلى أن بتكوين قد سجلت زيادة بنسبة 140% منذ بداية العام، بينما سجلت الإيثريوم ارتفاع بنسبة 76% منذ بداية 2024.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا