أمريكا

عوائد السندات

أدت الحرب التجارية الجارية بين أمريكا وعدة دول غربية إلى تقلبات ملحوظة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الأسبوع الأول من مارس في ظل المخاوف المرتقبة جراء تداعيات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كندا، المكسيك والصين والتي قد تأتي بتضخم و/ أو ركود.

الدولار

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي على خلفية تجنب من المستثمرين، في ظل موجة بيع بعد تأكيد الولايات المتحدة فرض تعريفات جمركية، لينهي المؤشر الأسبوع الأول من الشهر وتحديدا يوم 7 مارس عند أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2024 عند 103.8، بتراجع أسبوعي نسبته 3.5%.

هذا بالإضافة للبيانات التي أظهرت أن سوق العمل الأمريكي قد تباطأ بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر فبراير والذي كان مخيب للآمال، بحيث أظهر زيادة أضعف من المتوقع في عدد الوظائف غير الزراعية التي ارتفعت بمقدار 151,000 وظيفة، وهي أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 170,000 وظيفة.

هذا فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1% في فبراير.

وقد استمر هذا التراجع على صعيد مؤشر الدولار خلال الأسبوع الثاني من الشهر والمنتهي في 14 مارس، ليصل إلى نحو 103.5 في 12 مارس، وهو أدنى مستوى منذ خمسة أشهر.

البورصة

باختصار، شهدت انخفاضات كبيرة.

شهد مؤشر S&P 500 أكبر انخفاض أسبوعي في ستة أشهر وذلك بنسبة 3.1%.

هذا فيما سجل مؤشرا داو جونز وناسداك انخفاضات أسبوعية بنسبة 2.4% و3.5% على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس.

وقد استمر هذا المنحى خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس، وإن بوتيرة أقل حدة بعد تصريحات ترامب بأنه لا يرى ركود اقتصادي في الأفق، مما منح وول ستريت بعض الارتياح وإن لم يكن ذلك كافي لإخراج المؤشرات من المنطقة الحمراء.

وطغى اللون الأحمر على شاشات معظم البورصات العالمية: الأمريكية، الأوروبية والآسيوية، بين يومي 10 و12 مارس، لينخفض مؤشر Dow Jones الصناعي بأكثر من 1.1% خلال تعاملات الثلاثاء 11 مارس، مع تقييم القرارات الجديدة لترامب بشأن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا.

وجاء هذا بعد تراجع بنسبة 2.1% يوم 10 مارس.

هذا مع الإشارة إلى أن مؤشريS&P 500  وNasdaq  كانا قد انخفضا بنسبة 2.7% و4% على التوالي يوم 10 مارس، لتستمر هذه التراجعات بوتيرة أقل حدة نسبياً في 12 مارس، وهو مسار من المتوقع أن يستمر في المدى المنظور لاسيما في ظل تلبد الآفاق الاقتصادية العالمية.

النفط

تعرضت أسعار النفط لضغوط، بسبب الترقب لتنفيذ قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج والذي سيبدأ في أبريل بالإضافة إلى المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية سلباً على الطلب العالمي.

شهدت أسعار النفط تراجع بنسبة 4% خلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس، ليصل سعر برميل خام برنت إلى حدود 70 دولار، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر.

وجاء هذا مدفوع بالمخاوف بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية التي قد تقوض النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط + قرار زيادة الإنتاج، وإن قد تتراجع أوبك + عن القرار بعد ذلك إذا حدث عدم توازن في السوق.

وعليه، فقد أغلقت أسعار النفط الأسبوع الأول من مارس في المنطقة الحمراء، حيث استقر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط عند 70 دولار و67 دولار للبرميل على التوالي، بتراجع نسبته 3.6% و4.1% على التوالي.

الجدير بالذكر أن هذا التراجع الأسبوعي كان الأكبر لخام برنت منذ أسبوع 11 نوفمبر، في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أسبوع 21 يناير.

بالتوازي، حافظت أسعار النفط نسبياً على مستوياتها خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس دون تغييرات تذكر، وإن شهدت بعض الارتفاعات الخجولة في 12 مارس.

وجاءت هذه الارتفاعات مدعومة بوهن الدولار الأمريكي وخفض توقعات فائض المعروض العالمي، لاسيما بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لفائض المعروض للعام 2025 + توقعاتها لوفرة المعروض للعام المقبل إلى النصف، لاسيما في ضوء تراجع إمدادات النفط من إيران وفنزويلا.

الذهب

ظل الملك! 

استفادت أسعار الذهب من زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، حيث ارتفعت طوال الأسبوع الأول من مارس وسط مخاوف من حرب التعريفات الجمركية وتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة.

ارتفع الذهب بنسبة 1.8% خلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس، وذلك عند 2,918 دولار للأونصة، مدفوع بوهن الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على الملاذ الآمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي جراء المخاوف بشأن سياسات التعريفات الجمركية.

وجاء هذا بعد أن بلغت أسعار الذهب ذروتها عند 2,960 دولار للأونصة في 24 فبراير. غير أن أسعار الذهب تراجعت إلى ما دون 2,900 دولار للأونصة في 10 مارس في ظل عمليات جني أرباح، قبل أن تعاود ارتفاعها مجدداً بين 11 و12 مارس إلى حدود 2,950 دولار للأونصة.

وجاء هذا قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية التي سجلت مستوى معتدل بحدود 2.8% في فبراير، من 3% في يناير، ما من شأنه أن يساعد في تحديد مسار أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي وبالتالي تحديد مسار أسعار الذهب في المرحلة المقبلة.

وينصب اهتمام المتداولين في المدى المتوسط على اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد أن أعربت أوكرانيا مبدئياً عن استعدادها للموافقة على مقترح أمريكي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوم، ما من شأنه أن يكون له تأثير على مسار أسعار الذهب في المرحلة المقبلة إذا ما انحسرت المخاوف الجيوسياسية في المنطقة والتي كانت أحد العوامل الأساسية في ارتفاع أسعار الذهب خلال الأشهر الماضية.

 

منطقتنا

ما زالت أسواق الأسهم العربية تدور في دوامة الوهن، تماشياً مع أداء الأسواق الأمريكية.

سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، تراجع أسبوعي خلال أول أسبوع في مارس بنسبة 1.5%. وجاء هذا بعد أن سجلت 6 بورصات عربية من أصل 14 بورصة تراجعات أسبوعية، على رأسها سوق تداول السعودية وسوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية، بتراجعات في مؤشرات أسعارها بنسبة 2.5% و1.8% و1.0% على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس.

في المقابل، طغى اللون الأحمر على أبرز أنشطة التداول والتفاصيل كالآتي:

  • سجلت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية تراجع بنسبة 2.2% أو 97 مليار دولار لتصل إلى 4,258 مليار دولار، بعدما سجلت كل من سوق تداول السعودية وسوق أبوظبي للأوراق المالية تراجع في القيمة السوقية بـ 82 مليار دولار و13 مليار دولار على التوالي.

 

  • تراجعت قيمة التداول في المنطقة العربية على أساس أسبوعي بنسبة 6.3% إلى 18.9 مليار دولار.

 

  • سجلت أحجام التداول تراجع أسبوعي بنسبة 22.6% إلى 16.4 مليار سهم.

 

الوضع الحالي

استمر هذا المسار الهبوطي خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس، إذ طغى اللون الأحمر على معظم مؤشرات الأسعار والتداول بين 9 و12 مارس.

وهذا يعني أن النصف الأول من مارس قد تأثر سلباً بتداعيات الأحداث العالمية التي أججت المخاوف وأدخلت المستثمرين في دائرة الترقب الحذر والتي قد تتغير قليلاً بعد اجتماع الفيدرالي بشأن الفائدة والمؤشرات الاقتصادية الثلاثاء والأربعاء المقبل، والذي من المتوقع أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون أي تغيير، على أن يستأنف تخفيضاته من جديد بين يونيو وسبتمبر.

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا