PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
خلفية سريعة
خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعات بمقدار 16 نقطة أساس، حيث قيّم المستثمرون المزيد من التصريحات من جانب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والتي عززت التوقعات بتخفيضات أكثر اعتدالاً في أسعار الفائدة المرتقبة في ظل زخم الاقتصاد الأمريكي ومناعته.
الدولار
عزز ما سبق ذكره بدوره مؤشر الدولار الأمريكي الذي سجل أعلى مستوى له خلال شهرين ونصف، لتتراجع أبرز العملات الرئيسية مقابل الدولار الأمريكي خلال نفس الأسبوع، لاسيما الجنيه الاسترليني واليورو بنسبة 0.7% لكل منهما.
هذا بينما انخفض الين الياباني بنسبة 1.8%، مع الإشارة إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي قد حافظ على مستوياته المرتفعة حتى منتصف الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر، وهو مسار مستمر منذ نهاية سبتمبر، ليرتفع بنسبة 3.3% خلال أكتوبر.
النفط
بالتوازي، عادت أسعار النفط لتشهد بعض الارتفاعات خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر على الرغم من الزيادة التي كانت قد سُجلت في مخزونات النفط الخام الأمريكية وذلك وسط استمرار التوترات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وما رافقها من مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في إمدادات النفط.
هذا بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في 5 نوفمبر.
وقد ارتفع خام برنت إلى حدود 75 دولار للبرميل، أي بنسبة 3.1% خلال نفس الأسبوع.
غير أن الأسعار عادت وشهدت تراجع إلى 71 دولار للبرميل بين 28 و29 أكتوبر، بعد أن تجنبت الضربة الإسرائيلية المنشآت النفطية والنووية في طهران ولم تتسبب في تعطيل إمدادات الطاقة.
وعاودت أسعار النفط ارتفاعاتها لتعود وتزيد بأكثر من 2% في 30 أكتوبر بعد أن ذكرت وكالة رويترز أن مجموعة أوبك+ قد تؤخر زيادة إنتاج النفط المزمعة في ديسمبر شهر أو أكثر بسبب القلق بخصوص الطلب الضعيف على النفط وزيادة المعروض وهو ما من شأنه أن يبقي أسعار النفط ضمن هامش 71-75 دولار للبرميل خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر.
الذهب
قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر واستمرت خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر، لتقترب من حاجز الـ2,800 دولار للأونصة في 30 أكتوبر.
وجاء هذا الارتفاع متأثر بالتوترات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات الأمريكية، ناهيك عن عمليات الشراء المستمرة من جانب البنوك المركزية حول العالم.
ولعبت البيانات الاقتصادية الأمريكية دور هام في تعزيز الطلب على الذهب، بعد أن أظهرت وزارة التجارة الأمريكية تباطؤ في نمو الاقتصاد الأمريكي إلى 2.8% في الربع الثالث من العام، مقارنة بنسبة 3% في الربع الثاني.
كما تجدر الإشارة إلى أن أسعار البلاديوم قد شهدت ارتفاع ملحوظ بلغ 11% خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر واستمرت خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر لتصل إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر، وذلك عقب تقارير صحفية أفادت بأن الولايات المتحدة قد دعت دول مجموعة السبع لفرض عقوبات على الصادرات الروسية من البلاديوم.
الأسواق العربية
للأسبوع الثالث على التوالي، لا يزال الترقب سيد الموقف مع هيمنة الأداء الخافت نسبياً على معظم أسواق الأسهم العربية. إذ شهدت البورصات العربية أداء واهن خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر.
وقد سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز" العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، تراجع طفيف بنسبة 0.5%، بعد أن سجلت 8 بورصات عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات تراوحت بين 0.2% و1.8% في مؤشرات أسعارها.
كما استمرت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية في تسجيل تراجعات طفيفة بنسبة 0.3% إلى 4,224 مليار دولار.
غير أن كل من قيمة التداول وأحجام التداول الإجمالية في المنطقة قد سجلت ارتفاعات بنسبة 16% و57% على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر، بخلاف الأسبوع السابق عليه، وذلك في ضوء الارتفاعات الملحوظة في قيمة التداول وأحجام التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وقد شهدت أسهم شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، في 24 أكتوبر، تنفيذ صفقة خاصة، حيث تم تداول 7.6 مليار سهم من أسهمها على سعر 2.95 درهم لكل سهم وبقيمة إجمالية 22.4 مليار درهم.
ووفقاً للبيانات، فإن الصفقة مثلت 6.7% من رأسمال شركة "طاقة" الذي يصل إلى أكثر من 112 مليار درهم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه تم إدراج شركة "ايه دي ان اتش للتموين" خلال نفس الأسبوع، بعد طرح عام أولي ناجح اجتذب طلب قوي من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، مع تجاوز الاكتتاب فيه أكثر من 15 مرة، واجتذب طلب يزيد عن 13 مليار درهم.
كما أعلنت لولو للتجزئة القابضة وهي من أكبر متاجر التجزئة في منطقة مجلس التعاون الخليجي، والمسجلة في سوق أبوظبي العالمي، عن نيتها إجراء طرح عام أولي وإدراج أسهمها العادية للتداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية، على أن تبدأ فترة الاكتتاب في 28 أكتوبر 2024 وتنتهي في 5 نوفمبر 2024 بالنسبة للمستثمرين الأفراد وللمستثمرين المحترفين وللمسؤولين التنفيذيين المؤهلين.
هذا الأسبوع
استمرت هذه المراوحة في أداء الأسواق العربية خلال الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر، لاسيما بين 27 و30 أكتوبر، حيث طغى اللون الأخضر على مؤشرات أسعار البورصات العربية وإن بنسب معتدلة نسبياً، مع توقعات بأن تستمر خلال الفترة المقبلة في ظل حالة الترقب التي تخيّم نسبياً على أسواق الأسهم العربية والتي أدخلتها في دائرة المراوحة منذ أكثر من ثلاث أسابيع.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا