يدعم النمو المتوقع لقطاع الطيران والسفر، الطلب على الطرح العام الأولي المرتقب لشركة طيران ناس السعودية في تداول والتي قد تكون أول شركة طيران تدرج في السوق السعودي والثالثة في منطقة الخليج، وسط توقعات بمزيد من طروحات بنفس القطاع في الخليج، وفق محللين لزاوية عربي.

عادت حركة السفر للانتعاش بعد أن تأزمت منذ كوفيد، ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن يحقق قطاع الطيران عالميا أرقام غير مسبوقة هذا العام بإيرادات متوقعة تتخطى تريليون دولار بنمو 4.4% على أساس سنوي، و5.2 مليار راكب بزيادة 6.7%.

"ترتبط رغبة شركات الطيران في الطرح العام بارتفاع الطلب على خدماتها في المستقبل. مع تعافي السوق واستمرار النمو في الطلب على السفر الجوي، حيث تزداد الحاجة إلى رأس المال لتوسيع العمليات، تحديث الأسطول، وزيادة القدرة التنافسية،" وفق رانيا جول محللة أولى لأسواق المال في XS.com للتداول العالمية والتي لها مكاتب وتراخيص في عدة دول لزاوية عربي.

وترى جول، أن الطرح العام يتيح لشركات الطيران الاستفادة من هذا الطلب المتزايد، وفي نفس الوقت، يساعدها في تأمين التمويل اللازم لتوسيع نطاق خدماتها وتحسين وضعها المالي.

خلفية سريعة

في مارس الماضي، حصلت طيران ناس على موافقة هيئة السوق المالية السعودية، لطرح 51.25 مليون سهم تمثل 30% من أسهمها للاكتتاب العام.

"من المتوقع أن يصبح طرح أسهم طيران ناس للاكتتاب العام في سوق تداول خلال عام 2025، خطوة تجعلها أول شركة طيران تُدرج في السوق المالية السعودية،" حسب جورج بافل، مدير عام شركة Naga.com للوساطة المالية الألمانية لمنطقة الشرق الأوسط لزاوية عربي.

تأسست طيران ناس عام 2007، وهي شركة طيران اقتصادي مدعومة من شركة الممكلة القابضة التابعة للملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال والذي قدر الشركة بنحو 3 مليار دولار في تغريدات عبر منصة إكس، ولديها أسطول يضم نحو 61 طائرة.

وحسب المحللين تلجأ شركات الطيران إلى الاكتتاب العام من أجل زيادة رأس المال بهدف توسيع الأسطول وشبكة الوجهات، وتحسين الخدمات، ما يُعزز من نمو القطاع ككل وخصوصا في منطقة الخليج حيث تستثمر الحكومات في الأسطول الجوي ووجهات السفر بشكل دائم.

أما بالنسبة للسوق، فيُعزز الطرح المرتقب، من تنوع الشركات المدرجة، ما يساهم في تقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل البنوك والطاقة. وهذا التنوع حسب ما وصفته جول "يُحسن من جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين، ويُعزز من عمق السوق وسيولته".

تضع السعودية قطاع الطيران والسياحة في قلب خطتها لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.

ومن المتوقع أن ترتفع المساهمة الاقتصادية لقطاع الطيران في السعودية بشكل كبير إلى 74.6 مليار دولار بحلول عام 2030، مدعومة باستثمارات حكومية مستهدفة تتجاوز 100 مليار دولار موجهة نحو البنية التحتية للمطارات، شراء الطائرات، وإنشاء المراكز اللوجيستية، حسب بافل.

شهية إقليمية

يتوقع المحللون أن يلقى الاكتتاب العام لطيران ناس طلب من المستثمرين ما يوحي بإمكانية تحقيق عوائد قوية للمساهمين، ويسهم في مزيد من طروحات مقبلة لشركات طيران في تداول.

"نجاح هذا الطرح يُمكن أن يُحفز شركات طيران أخرى في المنطقة للنظر في خيارات الإدراج، مما يُعزز من تنافسية القطاع ويُوفر فرصا استثمارية جديدة للمستثمرين،" حسب جول.

يدعم كذلك اكتتاب طيران ناس، إلى جانب الطرح المرتقب لشركة طيران الاتحاد الإماراتية المملوكة لـ القابضة ADQ وهي بمثابة صندوق سيادي في أبوظبي، والمتوقع أن يتم هذا العام في سوق أبوظبي للأوراق المالية، مزيد من الطروحات العامة لشركات طيران أخرى في الأسواق الخليجية.

يتداول حاليا أسهم شركتين في قطاع الطيران في أسواق الخليج وهما: شركة العربية للطيران الإماراتية في سوق دبي، وطيران الجزيرة الكويتية في بورصة الكويت. بينما يتم تداول أسهم عدة شركات عاملة في مجال خدمات الطيران في أسواق الخليج.

وترى جول، أن وجود طرحين عامين أوليين جديدين لشركات طيران كبرى في سوقين رئيسيتين في المنطقة: تداول وأبوظبي، يعكس التوجه الإقليمي نحو تعزيز أسواق المال المحلية وجذب الاستثمارات. وهذا التنافس قد يزيد من جاذبية الطرحين.

"نعم، يُتوقع المزيد من الطروحات العامة الأولية لشركات الطيران في الشرق الأوسط.. (يمكن لطرحي) طيران ناس وطيران الاتحاد أن تحفز المزيد من النشاط في هذا المجال، مما قد يشجع شركات طيران أخرى على الإدراج في السوق،" حسب بافل.

 

(إعداد: شيماء حفظي، تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا