توقع هاني أبوعاقلة، و هو كبير محللي الأسواق في شركة (XTB MENA) للاستثمارات والتداول ومقرها دبي، أن يحقق صندوق الاستثمارات العامة السعودي إيرادات مرتفعة في العام الحالي، بناء على الأداء المالي القوي في عام 2023 والانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه المملكة.

"النمو في الاقتصاد السعودي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى التوزيعات النقدية من الشركات المستثمرة، كلها عوامل ستساهم في تعزيز إيرادات الصندوق في 2024،" بحسب أبو عاقلة.

خلفية سريعة على أداء 2023

خلال العام الماضي، تضاعفت إيرادات الصندوق إلى 331.36 مليار ريال (88.4 مليار دولار) من نحو 165 مليار ريال في عام 2022، بحسب قوائم مالية نشرها الصندوق أواخر يونيو وفق متطلبات الإدراج في بورصة لندن.

وقال أبو عاقلة، إن تضاعف إيرادات الصندوق السيادي السعودي في 2023 يشير إلى "نجاح استثنائي في استراتيجيته الاستثمارية،" وأنه يمكن تفسير هذا التضاعف بعدة عوامل مترابطة، كالنمو الكبير في قيمة الأصول بنسبة 28% مدعومة بعدد من الاستحواذات وتحويل نسبة من أسهم شركة أرامكو للصندوق، مما وسع قاعدة الاستثمارات المدرة للدخل.

وخلال 2023 حولت الحكومة حصة 4% من أرامكو إلى شركة تابعة للصندوق أضيفت إلى حصة 4% كان تم تحويلها للصندوق في 2022، ما أدى لزيادة أصول الصندوق إلى 3.7 تريليون ريال بنهاية 2023.

وفي 2024، تم تحويل 8% أخرى، مما رفع إجمالي حصة الصندوق في أرامكو إلى 16%، ما رفع أصول الصندوق بالقرب من مستهدفات 2025 عند 4 تريليون ريال.

ونمت إيرادات الصندوق من الأنشطة الاستثمارية خلال العام الماضي إلى 93.8 مليار ريال بعد أن كانت قد سجلت خسائر في 2022 بنحو 41.6 مليار ريال، وكذلك نمت إيرادات التمويل بنحو 39% على أساس سنوي إلى 11.14 مليار ريال في 2023.

وتحول الصندوق للربح العام الماضي، وسجل صافي الربح في 2023 نحو 64.4 مليار ريال من خسائر في العام 2022 بنحو 14.7 مليار ريال.

والتحول من الخسارة إلى تحقيق ربح صافي "يدل على تحسن كبير في كفاءة الاستثمارات،" حسب المحلل مشيرا إلى مساهمة تحول "سوفت بنك" إلى مصدر للأرباح بعدما تعرض العام السابق لخسائر في القيمة السوقية.

ويستثمر الصندوق السيادي السعودي في صندوق سوفت بنك (SoftBank Vision Fund (SVF الذي يركز على استثمارات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

الاتصالات

وأشار المحلل إلى أن تنويع مصادر التمويل لدى الصندوق أتاح المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة، كما أن الأداء القوي للاستثمارات المحلية والدولية عزز العوائد من مختلف القطاعات والأسواق.  

مثل قطاع الاتصالات ثلث الإيرادات السنوية للأنشطة والخدمات لصندوق الاستثمارات العامة في 2023 والبالغة 237.6 مليار ريال، وأكثر من 20% من إجمالي الإيرادات، وفق التقرير.

وأرجع أبو عاقلة هذا لعدة أسباب بينها "نمو إيرادات القطاع في السنوات الأخيرة حيث استحوذت المملكة العربية السعودية، على 41% من إجمالي الإيرادات المحلية لقطاع الاتصالات بدول الخليج في 2023، مما أدى إلى زيادة إيرادات الشركات العاملة فيه".

وأشار إلى أن الصندوق ضخ استثمارات كبيرة في شركات الاتصالات الرائدة مثل شركة الاتصالات السعودية (stc) ما عزز حصته من الأرباح.

كما دعم ذلك تسارع وتيرة التحول الرقمي وزيادة الطلب على خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يرى المحلل أنه انعكس على أعمال شركات مثل الشركة السعودية لتقنية المعلومات والشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني التابعتين للصندوق.

توسعات وتحديات

يرى المحلل، أنه رغم الأداء القوي للصندوق السيادي السعودي العام الماضي وقدرته على توسعة محفظته، لكنه معرض للتأثر بتقلبات الأسواق العالمية، والتحول التكنولوجي السريع ما قد يمثل تحدي للنمو خلال العام الجاري.

وخلال العام الماضي، أضاف صندوق الاستثمارات العامة السعودي قطاعات جديدة إلى محفظته الاستثمارية فيما كان صناعة الألعاب أبرز القطاعات التي توسع فيها حيث زاد حصصه في شركات كبرى مثل Activision Blizzard, Electronic Arts, and Take-Two Interactive، كما دخل الصندوق بشكل أكبر في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفق المحلل.

وكثف الصندوق تركيزه على الطاقة الخضراء، خاصة في مبادرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وفي مجال التعليم، قام الصندوق باستثمارات جديدة في شركات التكنولوجيا التعليمية لدعم هدف المملكة في تعزيز قطاع التعليم.

"قد يتأثر الصندوق بعوامل مثل تقلبات الأسواق العالمية.. ومع ذلك، فإن استراتيجية الصندوق في تنويع الاستثمارات، وتركيزه على القطاعات المستقبلية مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، قد تساعده في مواجهة هذه التحديات والحفاظ على نمو مستدام على المدى الطويل،" وفق أبو عاقلة.

 

(إعداد: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا