PHOTO
في خلال 4 أعوام قُدم خلالها دورة أون لاين بسبب جائحة كوفيد و3 دورات على الأراضي السعودية، استطاع مهرجان البحر الأحمر تصدر المشهد السينمائي في المنطقة العربية، الآسيوية وحتى الإفريقية وبات تأثيره واضح وبين للجميع.
وأصبحت جوائز "اليسر"، التي تمنح للأفلام المتنافسة على جوائز مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة وتبلغ قيمتها الإجمالية ما يقارب الـ300 ألف دولار من أهم وأشهر الجوائز السينمائية.
واستطاع كذلك المهرجان اجتذاب عدد كبير من النجوم للحضور مثل، عالميا: شارون ستون وشاروخان ونيكولاس كيدج وجاكي شان، ومن النجوم العرب يسرا وليلى علوي ونبيلة عبيد ولبلبة وأمينة خليل.
والبعض يرى أن الفلوس هي السبب في هذا النجاح، فهل هذا حقيقي؟
أرقام وأشخاص
ترأس لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة هذا العام المخرج والمنتج العالمي باز لورمان مخرج فيلمي "ألفيس" و"مولان روج"، بينما ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرج التركي الألماني فاتح أكين الحائز على دب برلين الذهبي عن فيلمه "ضد الجدار" والمخرجة السعودية هناء العمير صاحبة العديد من الأعمال التليفزيونية الشهيرة مثل "وساوس" و"بدون فلتر" و"ممنوع التجول" وتضمنت المنافسة 17 فيلم طويل، و23 فيلم قصير.
وتم عرض أكثر من 125 فيلم من السعودية، الأردن، مصر، المغرب، رواندا، أرمينيا، ماليزيا، باكستان، نيوزيلندا، فرنسا، الهند، وتايلاند وغيرها.
أما برامج سوق البحر الأحمر - للمشاريع السينمائية الجديدة - ضمت 348 فيلم و44 عمل قيد التنفيذ من أكثر من 26 دولة عربية وإفريقية وآسيوية وأجنبية. كما ضم السوق 3 لجان تحكيم، واحدة منها للأفلام في مراحل تصويرها الأولى وأخرى للمشاريع قيد الإنجاز وثالثة لمنصة خاصة للمسلسلات.
واستقبل المهرجان ضمن عروضه هذا العام فيلم "جان دي باري" الذي ساهم المهرجان في إنتاجه ولذلك حرص بطله النجم العالمي جوني ديب على المشاركة في فعاليات الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر.
والفيلم كان هو العرض الإفتتاحي لمهرجان "كان" هذا العام. إلى جانب هذا الفيلم امتد الدعم والإنتاج ليشمل أيضا فيلم المخرج العالمي مايكل مان والذي حمل عنوان "فيراري". و تدور أحداثه حول شخصية مخترع السيارة الشهيرة "فيراري" وعرضه المهرجان يوم حفل توزيع الجوائز في 7 ديسمبر الجاري كعرض عالمي أول وختامي للدورة الحالية من المهرجان.
ودورة هذا العام تعد أضخم دورات المهرجان حتى الآن حيث تجاوز عدد الحضور أكثر من 6,000 ضيف، وحقق شباك التذاكر أكثر من 40,000 تذكرة في جميع العروض والجلسات الحوارية التي تضمنها المهرجان في الفترة من 29 نوفمبر الماضي وحتى 9 ديسمبر الجاري.
أما عن الفلوس أو الأموال، مايقارب المليون دولار هي قيمة ما يمنحه المهرجان سنويا من جوائز موزعة بين جوائز "اليسر المقدمة للأفلام المتنافسة على الجوائز الرسمية للمهرجان الطويلة والقصيرة (300 ألف دولار) وجوائز مشاريع سوق أفلامه ( 695 ألف دولار) للمشاريع الجديدة وهي تمثل ضعف ما يقدمه مهرجاني القاهرة والجونة المصريين مجتمعين تقريبا.
لماذا نجح؟
لا يعمل المهرجان على تقديم الرعاية والدعم المالي فقط، لكنه يقوم أيضا بالحفاظ علي التراث السينمائي العربي والعالمي من خلال المساهمة في ترميم عدد من كلاسيكيات السينما العربية والعالمية.
وقام المهرجان هذا العام بترميم نسختين من روائع الأفلام المصرية هما انتصار الشباب الذي جمع الشقيقان الراحلان فريد الأطرش وأسمهان وعفريت مراتي من بطولة شادية وصلاح ذو الفقار.
لاشك أن ميزانية المهرجان تعد هي الأضخم بين مثيله من المهرجانات في المنطقة، لكنه يمنح أيضا فرص عديدة للمبدعين في شتى مجالات صناعة الأفلام سواء من حيث الجوائز التي يمنحها لها في جميع مراحل تنفيذها وحتى عرضها دون تمييز بين كونها أفلام قصيرة أو طويلة، عربية كانت أم أجنبية.
طموح السعودية
يلعب المهرجان دور رئيسي في خطة المملكة للتحول إلى اقتصاد أشمل ومتنوع بحلول 2030 والتي تتبناها السعودية.
ونجح في إبراز دور المملكة في مجال صناعة الأفلام والترفيه حتى أنها أصبحت واحدة من أهم الوجهات السينمائية العالمية وحرص العديد من صناع السينما على تصوير أعمالهم فيها مؤخرا مثل فيلم "قندهار" الأمريكي والجزء الثالث من الفيلم المصري "ولاد رزق" الذي يصور حاليا.
الموقف من غزة
رغم الانتقادات التي طالت عدد كبير من النجوم الذين حضروا دورة المهرجان هذا العام في ظل الحرب على غزة إلا أن رأى العديد من خبراء السينما والنقاد أن جوائز الدورة الحالية للمهرجان والتي سيطر على معظمها صناع الأفلام الفلسطينية أجابت على هذا الانتقاد.
وقد تصدر قائمة الجوائز هذا العام فيلم "الأستاذ" الفلسطيني بحصوله على جائزتي أفضل ممثل لبطله صالح البكري وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمخرجته فرح النابلسي.
(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )
(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)