الشارقة، الإمارات العربية المتحدة: في خطوة تعكس عمق الشراكة الاقتصادية والثقافية المتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيطالية، استضاف مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار فعالية "مبتكرو المستقبل"، إحدى أبرز محطات برنامج "رحلة عبر صُنع في إيطاليا"، الذي يسلط الضوء على التميز الإيطالي في مجالات الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي.

وجاءت الفعالية التي استضافها المجمع ضمن جولة موسعة تقام في أبوظبي ودبي والشارقة خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل، بتنظيم من شركة  إيطالياكامب Italiacamp مع السفارة الإيطالية لدي دولة الإمارات العربية المتحدة و القنصلية العامة الإيطالية بدبي و المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي بالتعاون مع شركة شالينج نيتورك و ترويومف مينا  وتهدف إلى التعريف بالكفاءات الإيطالية في قطاعات تتجاوز التصنيع والموضة والمأكولات لتشمل ميادين البحث العلمي والفن وريادة الأعمال والابتكار المستدام.

وشهد الحدث مشاركة نخبة من الخبراء ورواد الأعمال من شركات إيطالية متخصصة، ناقشوا خلال جلسات متعددة سُبل تعزيز الابتكار في الصناعات الإبداعية، والتكامل بين التكنولوجيا والاستدامة، والدور المحوري للتعليم في دفع التميز في مجالات الموضة والتصميم والألعاب والوسائط التفاعلية، بالإضافة إلى استعراض تجارب ناجحة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والتسويق الرقمي.

وفي كلمته الترحيبية، أكد سعادة حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، التزام المجمع بدعم ريادة الأعمال واحتضان الشركات المبتكرة من مختلف أنحاء العالم، مشيداً بما تقدمه الشركات الإيطالية من حلول إبداعية ذات قيمة مضافة، ومشيراً إلى أن المجمع يوفر بنية تحتية متكاملة تتيح لتلك الشركات التوسع في أسواق المنطقة وتحويل أفكارها إلى مشاريع مؤثرة ومستدامة.

من جانبه، نوّه سعادة إدواردو نابولي، القنصل العام الإيطالي في دبي، بالنمو المتسارع في العلاقات التجارية بين البلدين، مشيداً بدور المجمع في فتح آفاق التعاون الدولي واستقطاب نخبة من الكفاءات والشركات العالمية للعمل من داخل دولة الإمارات نحو تطوير تقنيات المستقبل.

كما أكد فاليريو سولداني، المفوض التجاري الإيطالي لدى دولة الإمارات في وكالة التجارة الإيطالية – دبي، أهمية المنصة التي توفرها الوكالة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة الإيطالية، مشيراً إلى أن "صُنع في إيطاليا" أصبح علامة عالمية مرادفة للتميز، بفضل التركيز على الحلول المرتكزة على البحث والتطوير، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات في التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا. واستعرض عدداً من التجارب الناجحة لشركات إيطالية في مجالات التصنيع المتقدم، وإدارة المياه والنفايات، وتكنولوجيا المكثفات الفائقة، والذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة، مؤكداً أن معارض مثل North Star وWETEX وBig5 تشكل منصات مثالية لتعزيز التعاون بين الشركاء الإماراتيين والإيطاليين.

كما قدّم نيكولا بيتيو، مدير منظومة الابتكار والبحث في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، كلمة رئيسية بعنوان "عبور الفجوة"، تناول خلالها أهمية التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص والجامعات لخلق بيئة مستدامة للابتكار تُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.

وقدّم البروفيسور أغوستينو لا بيلا، الأستاذ في جامعة روما تور فيرغاتا والمؤسس المشارك لشركة RTBH.ai، كلمة رئيسية بعنوان "من الضجة إلى الأثر: المسارات الاستراتيجية للموجة القادمة من الذكاء الاصطناعي"، حيث استعرض الرؤى المستقبلية لهذا القطاع الحيوي وآفاق استخداماته في مختلف المجالات الإبداعية والصناعية.

وتضمنت الجلسات الحوارية مواضيع متعددة ركزت على العلاقة بين الابتكار والاستدامة، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعات الإبداعية، واتجاهات المستقبل في الموضة والتصميم، والتعليم كعامل تمكين رئيسي للابتكار، بالإضافة إلى مناقشة الإمكانات التي توفرها تقنيات الألعاب والوسائط التفاعلية في تشكيل مستقبل الصناعات الإبداعية.

وتأتي هذه الفعالية في سياق الاحتفال باليوم الوطني لـ"صُنع في إيطاليا"، الذي تنظمه وزارة الشركات و صناعة " صنع في إيطاليا" بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تزامناً مع ذكرى ميلاد العالم والفنان ليوناردو دا فينشي في 15 أبريل، والذي يُعد رمزاً عالمياً للابتكار والعبقرية الإيطالية.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وإيطاليا نمواً متسارعاً، حيث بلغت قيمة الصادرات الإيطالية إلى الدولة نحو 7.8 مليار يورو بنهاية عام 2024، مسجلةً زيادة بنسبة 19.4% مقارنة بعام 2023، وهو ما يمثل ضعف معدل النمو في العام الذي سبقه. وتُعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لإيطاليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسوقاً استراتيجياً للشركات الإيطالية التي تسعى إلى تعزيز وجودها في المنطقة والاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) التي أبرمتها دولة الإمارات.

-انتهى-

#بياناتشركات