PHOTO
رياض النجار، رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي الشرق الأوسط والمدير المسؤول في مكتب المملكة العربية السعودية - صورة مقدمة من بي دبليو سي
- دمج الاستدامة في العمليات الأساسية يساعد المؤسسات على الحفاظ على قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية، والامتثال للمتطلبات التنظيمية، وخلق قيمة مستدامة وطويلة الأجل.
في ظل سعي الحكومات والشركات في منطقة الشرق الأوسط إلى مواصلة تنفيذ برامج التحول الاقتصادي التي يتبنونها، أصدرت بي دبليو سي الشرق الأوسط تقريراً جديداً يتناول الدور الرئيسي الذي تلعبه الاستدامة في تطوير استراتيجيات أعمال مهيّأة للمستقبل.
وفي أحدث تقاريرها تحت عنوان "تبني التحول المستدام: الطريق إلى التميز في قطاع الأعمال"، تقدم بي دبليو سي الشرق الأوسط معطيات قيِمة عن كيف تسعى المؤسسات إلى تضمين مفهوم الاستدامة في رحلة تحولها، فتُتيح تحقيق مستوى أعلى من الكفاءة والمرونة وقيمة أعلى لأصحاب المصلحة على المدى الطويل.
ويأتي هذا التقرير في وقت حاسم، إذ تعمل الرؤى الوطنية مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية “نحن الإمارات 2031” على تحفيز تضمين اعتبارات التأثير البيئي والاجتماعي في ممارسات الأعمال الأساسية، وهي خطوة ضرورية نحو تحقيق النمو المستدام في المنطقة.
وفي هذا السياق، صرح رياض النجار، رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي الشرق الأوسط والمدير المسؤول في مكتب المملكة العربية السعودية، قائلاً: "تُجسد رحلة التحول في المملكة العربية السعودية كيف يمكن للتنويع الاقتصادي، ونمو الأعمال، والتنمية المستدامة أن تتكامل معًا. وبينما تواصل المملكة إنشاء صناعات جديدة، وتعزيز الابتكار، وتمكين مستقبل أكثر شمولًا واستدامة للأجيال القادمة، فإن أمام قطاع الأعمال فرصة فريدة لمواءمة استراتيجياته من خلال دمج الاستدامة في استراتيجياته وعملياته وثقافته المؤسسية".
وتسعى مختلف المؤسسات في المنطقة حالياً إلى مواءمة أهدافها في مجال الاستدامة مع العمليات التشغيلية المواكبة لتطورات المستقبل وتحقيق الأثر في مختلف القطاعات بدءاً من قطاعات الطيران وصولاً إلى التنمية الحضرية والصناعات التحويلية. ويعرض التقرير مجموعة من الأمثلة الواقعية على هذا التحول في إطار الممارسة العملية:
- تعمل شركة أرامكو السعودية على تعزيز التحول في القطاع الصناعي من خلال ضخ استثمارات في تقنيات احتجاز الكربون وتوسيع محفظتها بالدخول إلى عالم الطاقة المتجددة.
- تعمل شركة الاتحاد للطيران على تعزيز كفاءة استخدام الوقود وتستثمر في أنواع الوقود المستدامة للطائرات بما يتماشى مع أهداف دولة الإمارات الوطنية لخفض الانبعاثات الكربونية.
- تعمل شركة الدار العقارية على دمج الاستدامة في استراتيجيتها لتطوير المشاريع، محققة بذلك تصنيفات عالية في نظام تقييم الاستدامة للتنمية الحضرية الموفرة للطاقة.
- تبرز مدينة مصدر باعتبارها نموذجاً للتنمية الحضرية المستدامة حيث تقدم المدينة منطقة حرة بحوافز ضريبية جذابة وإمكانية الوصول إلى الشركات التي تركز على حلول الطاقة النظيفة.
ومن جانبه، صرح تامر اللیسي، شريك استشاري في إدارة التحول في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: "إن دمج الاستدامة في صميم مسيرة التحول يساعد على تمكين الشركات من تحقيق القيمة على المدى الطويل وتعزيز ميزتها التنافسية. ومن الواضح أن الاستدامة في منطقتنا تُحقق أفضل النتائج عند تضمينها في منظومة أكبر ودمجها بالطريقة التي تتبناها الشركات والمؤسسات في تحقيق النمو وإطلاق العنان للابتكار وتولي دفة القيادة".
وتعمل هذه المبادرات على دعم التطورات المستمرة على الساحة المالية. فمقارنة بعام 2023، زادت الشركات التي تخطط حالياً للحصول على قروض وسندات بيئية بواقع مرتين ونصف في المنطقة، ما يعكس تحولاً أوسع نحو تبني نماذج تمويل مستدامة تتوافق مع الأولويات البيئية الوطنية والعالمية.
وعلى الرغم من هذا الزخم، لا تزال الشركات تواجه تحديات معقدة في دمج الاستدامة في مشاريع التحول. وقد أظهرت النتائج المستنبطة من تقرير الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط المنشور في العام الماضي أن واحداً من بين كل ثلاثة رؤساء تنفيذيين يشكو من تدني المهارات والخبرات الداخلية في مجال الاستدامة ويعدها أكبر عقبة في مواجهة التقدم في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك، أشار 22% من المشاركين في الاستطلاع إلى عدم وجود سياسات حكومية داعمة بينما أشار 19% إلى وجود تضارب في الأنظمة بين الولايات القضائية مؤكدين على ضرورة توحيد الأطر السياسية بما يسمح بتحقيق تقدّم عابر للحدود.
هذا بالإضافة إلى معاناة الكثير من الشركات في دمج أهداف الاستدامة في الاستراتيجيات المؤسسية الأخرى وإدارة البيانات المتعلقة بالاستدامة بطريقة فعالة وتأمين التمويل اللازم للمبادرات طويلة المدى. ولتخطي تلك العقبات، يركز النهج الذي تتبعه بي دبليو سي على ثلاثة مناظير محورية: المنظور الاستراتيجي، والمنظور التشغيلي، والمنظور الثقافي، وهي مصممة لدمج الاستدامة في كل منحى من مناحي التحول بالقدر المطلوب.
ويعمل المنظور الاستراتيجي على التوفيق بين الاستدامة وأهداف عملية التحول لحصد عوائد مالية وخلق قيمة طويلة الأمد. أما المنظور التشغيلي فيعمل على دمج الممارسات المستدامة في العمليات اليومية من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات ومبادئ الاقتصاد الدائري لتعزيز المرونة وخفض الأثر البيئي، بينما يعزز المنظور الثقافي نشر الفكر الذي يعطي الأولوية للاستدامة مدفوعاً بالتزام القيادة بها وصقل مهارات الموظفين وتحقيق التغيير المؤسسي.
وتُمكن هذه المناظير الثلاثة مجتمعةً المؤسسات من تكوين رؤية هادفة تضمن عدم النظر إلى الاستدامة كمسار موازٍ وإنما اعتبارها عاملاً من عوامل النجاح الأساسية لمشاريع التحول التي تنفذ لمواكبة تطورات المستقبل. ويقدم التقرير إطاراً واضحاً للشركات يسمح لها بإحداث الأثر ويبدأ بتبني مؤشرات أداء رئيسية تتوافق مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وينتهي بتكوين سلاسل قيمة مستدامة.
وفي إطار سعي المنطقة إلى التحول إلى اقتصاد شامل منخفض الكربون، يؤكد التقرير على ضرورة انتقال المؤسسات العامة والخاصة من خانة الطموح والحلم إلى خانة الفعل والتنفيذ وتكوين رؤية هادفة تقوم على المرونة وإحداث الأثر.
نبذة عن بي دبليو سي
هدفنا في بي دبليو سي هو بناء الثقة في المجتمع وحل المشاكل الهامة. بي دبليو سي هي شبكة شركات متواجدة في 149 بلداً ويعمل لديها أكثر من 370,000 موظف ملتزمين بتوفير أعلى معايير الجودة في خدمات التدقيق والضرائب والخدمات الاستشارية.
تأسست بي دبليو سي في الشرق الأوسط منذ أكثر من 40 عاماً ولديها 30 مكتباً في 12 دولة في المنطقة، حيث يعمل بها حوالي 12000 موظف (www.pwc.com/me).
بي دبليو سي تشير إلى شبكة بي دبليو سي و/ أو واحدة أو أكثر من الشركات الأعضاء فيها، كل واحدة منها هي كيان قانوني مستقل.
-انتهى-
#بياناتشركات