PHOTO
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة: خفضت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) نفاياتها في مكب النفايات بنسبة 37% في تسعة أشهر فقط من هذا العام، من خلال شراكة جديدة مع "إمداد"، وهي شركة مقرها دبي متخصصة في إدارة المرافق المستدامة، ما يمثل خطوة رئيسية في مسيرة الإمارات نحو اقتصاد دائري.
يعود الفضل في هذا الانخفاض الكبير في النفايات إلى منشأة جديدة ومبتكرة للوقود المشتق من النفايات، حيث تعمل على تحويل النفايات العامة المتبقية من منشأة استعادة المواد إلى وقود يستخدم في تشغيل الأفران الصناعية بدلاً من الوقود الأحفوري.
تم بناء منشأة الوقود المشتق من النفايات بواسطة جافزا و "إمداد" في إطار مشروع مشترك يسمى "فرز" والذي تم تأسيسه في عام 2020 في مجمع الصناعات الوطنية في جبل علي. عملت "فرز" في البداية على معالجة ما يصل إلى 1200 طن من النفايات يوميًا، واستردت 12 – 15 % كمواد قابلة لإعادة التدوير وإرسال الباقي إلى مدافن النفايات. مع منشأة الوقود المشتق من النفايات الجديدة، تعمل "فرز" الآن على معالجة وتحويل 150 طنًا إضافيًا من النفايات يوميًا إلى طاقة نظيفة للاستخدامات الصناعية والتصنيع.
منذ يناير، حققت المبادرة:
- تم تحقيق متوسط معدل تحويل 37%
- توليد 312 مليون كيلوواط / ساعة من الطاقة المتجددة، وهو ما يكفي لتشغيل آلاف المنازل.
- إنقاذ أكثر من 201,137 شجرة، عن طريق تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- الحفاظ على 2.2 مليون متر مكعب من مساحة مكب النفايات، ما خفف من الأثر البيئي.
تهدف "إمداد" وجافزا إلى تحويل أكثر من 80% من النفايات بعيدًا عن مدافن النفايات بحلول عام 2026، من خلال دمج "فرز" بالكامل في نظام إدارة النفايات في المنطقة الحرة لجبل علي. ويأتي ذلك في إطار عقد متعدد السنوات مع مجموعة موانئ دبي العالمية بهدف تعزيز الاستدامة البيئية في قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات.
قال عبدالله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة في "دي دبي ورلد، دول مجلس التعاون الخليجي": "تعد الاستدامة جزء أساسي لعملياتنا في "دي بي ورلد". الانتقال إلى الاقتصاد الدائري يساعدنا على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويضمن أن تصبح النفايات مورداً. تعكس هذه الشراكة مع "إمداد" التزامنا المشترك بالابتكار والاستثمار وتضع معايير جديدة للمسؤولية البيئية، بما يتماشى مع أهداف ورؤية دولة الإمارات الرائدة عالميًا في التنمية المستدامة، تجسد مشاريع مثل "فرز" قدرة التعاون بين القطاع الخاص على تقديم حلول قابلة للتطوير لمواجهة التحديات المعقدة."
وأضاف محمود رشيد، الرئيس التنفيذي للعمليات في "إمداد": "تُجسّد هذه المبادرة التزامنا بأهداف الاستدامة في دولة الإمارات، من خلال تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة لمجموعة واسعة من الصناعات، والمساهمة في خفض الأثر البيئي بشكل كبير. نحن فخورون بالتعاون مع 'دي بي ورلد' وجافزا لابتكار حلول مستدامة تُعزّز الرفاهية البيئية والاقتصادية للمجتمع."
يُمثّل هذا التكامل خطوة حاسمة نحو نموذج الاقتصاد الدائري، حيث تعمل "إمداد" على جمع النفايات الناتجة في المنطقة الحرة ومواقع "دي بي ورلد" ونقلها إلى "فرز" لإعادة تدويرها. تُساهم الطاقة التي تنتجها منشأة الوقود المشتق من النفايات التابعة لـ"فرز" في تشغيل المنشأة نفسها، كما يُمكن نقلها للاستخدام الصناعي أو تخزينها لاستخدامات أخرى. من خلال تقليل نفايات مدافن النفايات وتوليد بدائل للطاقة، حيث تعزّز منشأة الوقود المشتق من النفايات الاستدامة البيئية وتدعم المرونة الاقتصادية.
تُشرف مجموعة موانئ دبي العالمية على مبادرات مماثلة لإدارة النفايات في مختلف أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، في ميناء سانتوس بالبرازيل، طبقت المؤسسة استراتيجية "صفر نفايات"، التي تضمن إعادة تدوير جميع النفايات أو تحويلها إلى سماد أو استخدامها في إنتاج الطاقة. وفي المكسيك، طورت مجموعة موانئ دبي العالمية، بالشراكة مع شركة "ريجينيرا"، نظامًا دائريًا لإدارة النفايات، يحوّل الإطارات المستعملة إلى وقود بديل للصناعات.
لمحة عن المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا):
تعتبر "جافزا" إحدى أكبر مناطق التجارة الحرة على مستوى العالم، ومقرًّا لأكثر من 10,000 شركة، بما في ذلك كبرى الشركات متعدّدة الجنسيات. تساهم "جافزا" بنسبة ملحوظة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، فيما توفر أكثر من 135 ألف وظيفة.
وبفضل الموقع الاستراتيجي المميز على مفترق طرق التجارة العالمية، يوفّر ميناء جبل علي و"جافزا" منظومة متكاملة متعدّدة الوسائط، تشمل النقل البحري والجوي والبري، وتشمل مرافق لوجستية واسعة النطاق، مع إمكانية الوصول المباشر إلى أسواق تضمّ أكثر من 3.5 مليار مستهلك.
تعتبر "جافزا" مركزاً رائداً للتجارة والأعمال يتوسط قارّات آسيا وأوروبا وأفريقيا، ويربط بين أسواق التصنيع والاستهلاك الأسرع نموّاً في العالم. وعلى مدى 30 عاماً، تبنّت "جافزا" ثقافة العلاقة طويلة الأمد مع المتعاملين، وبناء تحالفات مع المستثمرين العالميين، فضلاً عن توفير أفضل بنية تحتية، والتزويد بأرقى مستويات الدعم.