الشارقة، أسدل بيت الحكمة الستار على أحدث جولاته من مبادرة "نادي الكتاب" الفصليّة، التي استمرت خلال الفترة من شهر أبريل إلى نهاية شهر يونيو، تم خلالها تناول ثلاثة عناوين من أبرز الكتب وأكثرها تأثيراً في مجال أدب المقاومة والكفاح الإنساني، وهي كتاب «جداريّة»، ورواية «المتعاطف»، وملحمة «ثلاثية غرناطة» الروائية، وذلك بهدف تعزيز الوعي الثقافي المجتمعي والتشجيع على القراءة الواعية والنقد والتحليل الأدبي.

وجسدت هذه الجولة من نادي الكتاب الرؤية والرسالة التي انطلق منها بيت الحكمة ترسيخاً لدور إمارة الشارقة الداعم لصناعة الكتاب ومجتمعات المعرفة، حيث تضمنت ألواناً أدبية وفنية متنوعة مثل الشعر والنثر والموسيقى، ضمن فضاء تفاعلي أتاح لمحبي القراءة المشاركة في جلسات قرائية وتبادل وجهات النظر بخصوص ما تضمنته الكتب من أفكار ورسائل وصور أدبية وجمالية، ومن ثمّ المشاركة في ورش لصقل مهارات الكتابة الإبداعية والفنية لديهم بقيادة الدكتور نزار أنداري.

شعر المقاومة.. بقاءٌ يواجه الفناء

استهل نادي الكتاب جلساته بمناقشة معاني المقاومة والصمود والدفاع عن الحقوق المشروعة في ضوء ملحمة "جداريّة" الشعرية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وتطرّق إلى نفس المعاني من زوايا مختلفة وفريدة في أعمال أخرى لشعراء من جميع أنحاء العالم، وهو ما أتاح الفرصة للمشاركين للتعرف على المعاني المتصلة بالصمود والكفاح والنسيج الإنساني المشترك الذي يجمعنا جميعاً. ومن خلال الورشة الإبداعية، التي شاركت فيها الشاعرة ذات الأصول الفلسطينية فرح شما، تمكن الحضور من استكشاف أساليب مبتكرة لصياغة مزيج يجمع بين الشعر والموسيقى كوسيلة للتعبير الفني والمقاومة.

عقلان في جسد واحد .. يقاوم كل منهما الآخر

وفي الشهر الثاني من هذه الجولة، ناقش نادي الكتاب معاني المقاومة في رواية «المتعاطف» الفائزة بجائزة بوليتزر للرواية عام 2016، من تأليف فاييت ثانه نغويين، والتي جسدت صراعاً داخلياً بين الهوية الأصلية لبطل الرواية كأحد رموز المقاومة الفيتنامية وهويته بعد أن أجبرته الظروف على الانغماس في الثقافة الأمريكية. وركزت الورشة الإبداعية على تعليم المشاركين أساسيات المعالجة السينمائية، وطرق تحويل الروايات والقصص التاريخية وغيرها من الصور الأدبية إلى أعمال سينمائية.

الأدب حامل شعلة الحضارة العربية

واختتمت هذه الجولة باستعراض موضوعات المقاومة والتراث الإسلامي عبر تاريخ مدينة غرناطة الأندلسية في ضوء ملحمة «ثلاثية غرناطة» للكاتبة والأديبة رضوى عاشور، والتي سردت فيها تاريخ الهزائم والانكسارات التي تخللت الحقبة الأندلسية وما ترتب عليها من عواقب ثقافية وحضارية.

وتناولت الورشة الإبداعية أهمية السرد القصصي وقدرته على إعادة تشكيل فهمنا لأحداث التاريخ، وكذلك أساليب إعادة صياغة الروايات التاريخية بمفهوم جديد، حيث أتيحت الفرصة لجميع المشاركين لاختيار حدث تاريخي من الحقبة الأندلسية وإعادة كتابته بأسلوب إبداعي.

ويعتزم بيت الحكمة إطلاق الجولة التالية من نادي الكتاب في الربع الأخير من العام الجاري لتسليط الضوء على مجموعة جديدة من الأعمال الأدبية التي تثري الجانب المعرفي لأفراد المجتمع، بما يسهم في إيجاد مجتمع معرفي يتفاعل بحيوية مع القضايا المعاصرة ويعزز الروابط بينه وبين ما يكتنزه الإنتاج الفكري والمادي الإنساني من رسائل وأفكار وقيم سامية.

#بياناتشركات
-انتهى-