حبيبة المرعشي: تلقينا 122 طلباً بما يمثل 35 قطاعاً من 10 دول عربية

الدورة السابعة عشرة من "الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة" المرموقة تكرم المنظمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 16 فئة لأدائها المتميز في مجال المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة

دبي، الإمارات العربية المتحدة: احتفلت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بالدورة السابعة عشرة من "الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة" تحت رعاية وحضور سمو المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة، بحفل ملهم كرم المؤسسات في مختلف القطاعات لتميزها في مجال الاستدامة. وأصبحت الجائزة، التي تعتبر جائزة  الاستدامة الاكثر دقة في المنطقة، علامة مميزة للمسؤولية البيئية والاجتماعية، وتشجع الشركات على اتخاذ إجراءات جريئة نحو مستقبل أكثر استدامة.

وافتتحت السيدة حبيبة المرعشي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، الحفل بكلمة سلطت خلالها الضوء على تأثير الجائزة على مدى السنوات السبع عشرة الماضية. وأشارت إلى أنه رغم أن التحديات التي تواجه المنطقة والعالم أصحبت أكثر تعقيداً، إلا أن التزام الشركات بالتنمية المستدامة قد تعمق.

وقالت: "لقد تم تأسيس ’الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة‘ في عام 2008 لإنشاء منصة تحتفي بالتميز في الاستدامة، ولكن الأهم من ذلك، إلهام الآخرين ليحذوا حذوها. وعاماً بعد عام، نرى المؤسسات تتخطى حدود المألوف وتبتكر وتُظهر لنا ما يمكن تحقيقه عندما يسير نجاح الأعمال والاستدامة جنباً إلى جنب. والليلة، نكرم ليس فقط الفائزين ولكن جميع المشاركين على تفانيهم في جعل عالمنا مكاناً أفضل".

وأشارت إلى أن الجائزة كانت منذ إطلاقها محركاً حاسماً للتغيير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث عززت ممارسات الاستدامة عبر مجموعة واسعة من القطاعات، موضحة نمو برنامج الجائزة بشكل مطرد، حيث تلقت دورة هذا العام 122 طلباً يندرجون تحت 16 فئة، بما يمثل 35 قطاعاً ويغطي العمليات في 10 دول عربية.

ولفتت إلى أن الجائزة تكرم جهود الاستدامة عبر فئات متعددة، بما في ذلك الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، ومؤسسات القطاع العام ايضا بفئاتها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والشراكات، مشيرة إلى أن هذا التنوع يعكس اتساع نطاق جهود الاستدامة في المنطقة، حيث أظهرت شركات من قطاعات متنوعة مثل الطاقة والبناء والتعليم والرعاية الصحية والضيافة التزامها بالممارسات المستدامة.

وفي هذا العام، قدمت 31 جهة مشاركة تقارير الاستدامة مع طلباتها، بما يعكس الأهمية المتزايدة للشفافية والمساءلة في العمليات التجارية في العالم العربي.

وسلطت السيدة حبيبة المرعشي الضوء في كلمتها على الاتجاهات الرئيسية الناشئة عن دورة جائزة هذا العام. وكان التطور الأكثر بروزاً هو زيادة التركيز على الحد من الانبعاثات والنماذج الاقتصادية الدائرية. ومع سعي الحكومات الإقليمية إلى وضع سياسات مناخية أكثر صرامة، تستجيب الشركات من خلال تنفيذ استراتيجيات شاملة للحد من البصمة الكربونية وتبني نهج الاقتصاد الدائري.

وقالت: "أصبحنا نشهد التزاماً متزايداً بالتصدي للتغير المناخي بشكل مباشر، ولا سيما من خلال مبادرات الاقتصاد الدائري والحد من الانبعاثات الكربونية. وتقود هذه المؤسسات الطريق لإثبات أن الاستدامة ليست قيداً بل في الحقيقة هي محركات للابتكار والنمو".

وأضافت: "برزت الشراكات والتعاون كأحد المواضيع المهمة هذا العام، من خلال 36 طلباً تحت هذه الفئة، ما يعد دليلاً على أهمية العمل الجماعي في حل تحديات الاستدامة المعقدة". وشددت على الحاجة إلى التعاون بين القطاعات، قائلة: "الاستدامة ليست شيئاً يمكن لأي منا تحقيقه بمفرده. فمن خلال التعاون والشراكات الفاعلة والمتداخلة يمكننا إحداث تأثير دائم وقيمة مشتركة".

وفي تطور مهم، شهدت دورة الجائزة في 2024 إدراج قطاع التعليم لأول مرة، تقديراً للدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في تشكيل أجندة الاستدامة للأجيال القادمة.

وكرم حفل "الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة" الفائزين عبر 16 فئة، احتفالاً بمساهماتهم الرائعة في الاستدامة. وتعمل الجائزة كمعيار لأفضل الممارسات في المنطقة وتسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته مؤسسات القطاع العام والخاص في دمج الاستدامة في استراتيجيات أعمالها الأساسية.

وفاز في الجائزة عن فئة الأعمال التجارية الكبيرة: شركة المياه المعدنية بأولماس- المغرب، وعن فئة الأعمال التجارية المتوسطة: شركة كانباك الشرق الأوسط، وعن فئة الأعمال التجارية الصغيرة :شركة آي أس أس للنقل، وعن فئة المؤسسات الحكومية الكبيرة: هيئة كهرباء ومياه دبي، وعن فئة المؤسسات الحكومية المتوسطة: مؤسسة محمد بن راشد للإسكان وعن فئة المؤسسات الحكومية الصغيرة: دائرة التنمية السياحية -عجمان.

فيما فاز عن فئة الخدمات المالية: بنك التسليف التعاوني و الزراعي، وعن قطاع الطاقة : مصفاة أرامكو السعودية في ينبع، وعن فئة قطاع الضيافة: هوليداي إن -البرشاء، وعن قطاع الرعاية الصحية: مناصفة بين مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية واستر دي إم للرعاية الصحية، وعن فئة المؤسسات الجديدة: مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وعن فئة المؤسسات الاجتماعية: مؤسسة مجتمع جميل السعودية، وعن فئة قطاع الإنشاءات : مجموعة إينوفو.

وأيضا فاز في قطاع السيارات: مؤسسة محمد ناصر الساير وأولاده، وعن فئة قطاع التعليم: مدرسة الألفية، واخيرا عن فئة الشراكات والتعاون: مؤسسة فلسطين للتنمية.

وأشادت السيدة حبيبة بالفائزين، مشيرة إلى أن إنجازاتهم تجسد ما يمكن تحقيقه عند تبني الاستدامة كقيمة أساسية. وقالت: "هذه المؤسسات لا تلبي معايير اليوم فحسب؛ بل إنها ترسي معايير جديدة. وتبين لنا جميعاً أن الأعمال المستدامة ليست ممكنة فحسب، بل إنها ضرورية من أجل الانتقال لمستقبل مزدهر".

وفي ختام الحفل، دعت المرعشي جميع المؤسسات في المنطقة إلى مواصلة السعي لتحقيق التميز في الاستدامة، سواء حصلت على جائزة هذا العام أم لا. وأشارت إلى أن الطريق نحو الاستدامة يتطلب استمرار الابتكار والتعاون والالتزام من الجميع.

كما قالت: "الاستدامة رحلة وليست وجهة. فالعمل لا ينتهي هنا الليلة - بل يبدأ من جديد. علينا أن نستمر في الابتكار ودفع الحدود ورفع سقف التوقعات وتحدي أنفسنا للقيام بعمل الأفضل، لنكون الأفضل. المستقبل بين أيدينا، ومعاً، يمكننا بناء منطقة مزدهرة ومستدامة".

وأعربت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات عن خالص امتنانها لرعاتها على دعمهم، وشملت الراعي البلاتيني شركة "الخليج لصناعة البتروكيماويات"، والرعاة الفضيين "شركة ماكدونالدز الإمارات"، وشركة "أراد للتطوير العقاري" التي انضمت للحدث هذا العام. يذكر أن دورة الجائزة هذا العام حيادية الكربون، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة لشركة "فارنيك". كما انضمت مجموعة عمل الامارات للبيئة كشريك بيئي وشركة دابر كمؤسسة داعمة وكذلك لفيف من المؤسسات الاعلامية كمجلة كلايمت كونترول وبان أسيان للإعلام وبز توداي ودبي جلوبال نيوز وغيرها من المؤسسات التي تؤمن برسالة الشبكة وتلتزم بدعم منصتها التحفيزية.

وتظل "الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة" حجر الزاوية في تكريم جهود المؤسسات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال المسؤولية الاجتماعية والاستدامة. ومع تزايد دمج الشركات للاستدامة في استراتيجياتها، تظل الجائزة منصة حيوية للإلهام وتشجيع الابتكار والتميز في السعي إلى مستقبل متوازن ومستدام.

 

-انتهى-

#بياناتحكومية