دبي، الإمارات العربية المتحدة- ستجمع النسخة الثانية من قمة "سوبر بريدج" لهذا العام، والتي ينظمها مركز دبي التجاري بالتعاون مع "سوبر بريدج كاونسل"، نخبة من قادة الأعمال والمستثمرين وصناع السياسات لاستكشاف فرص التعاون المتاحة والإمكانات الاقتصادية الواعدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا اللاتينية. وتأتي هذه القمة لتلعب دوراً محورياً في تطوير شراكات جديدة في مجال التجارة والاستثمار بين هاتين المنطقتين، وذلك في ظلّ الجهود التي تبذلها كلّ منها لمواجهة تحديات القطاع الاقتصادي عالمياً.

وتظهر البيانات الأخيرة نمواً في الاتجاهات التجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا اللاتينية، إذ وفقاً للخريطة التجارية الصادرة عن مركز التجارة الدولية، عمدت دول المجلس إلى تصدير سلع بقيمة 10,84 مليار دولار إلى أمريكا اللاتينية في العام 2022، شملت أنواع الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات التقطير والأسمدة والألمنيوم وغيرها ذات الصلة، إضافة إلى البلاستيك وتوابعه والآلات والأجهزة الكهربائية. أما بالنسبة لحركة التوريد، فقد بلغت الإيرادات من أمريكا اللاتينية 21,25 مليار دولار، شملت سلعاً مثل اللؤلؤ الطبيعي أو المزروع والمعادن الثمينة واللحوم، والمعادن الخام و ركام المعادن والرماد والحبوب والسكر والحلويات. ونجحت البرازيل في تعزيز دورها كشريك تجاري رائد في أمريكا اللاتينية، مسجلة 61,61 في المائة في نسبة الصادرات من دول مجلس التعاون الخليجي و50,01 في المائة في نسبة الواردات.

تعزيز الاستثمارات الثنائية والشراكات

وفي هذا الإطار، تسعى الشركات الكبيرة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط إلى إبرام شراكات مثمرة، نظراً لأهميتها الاستراتيجية الكبيرة، إذ أعلنت شركة "بي آر إف" البرازيلية عن استثمار جديد بقيمة 200 مليون دولار، يهدف إلى توسيع عمليات معالجة الدواجن في المملكة العربية السعودية، بما يرسخ مكانتها كمزود رائد للحوم الحلال في دول المجلس. وتأتي هذه التوسعة في وقت تسعى فيه المملكة إلى زيادة قدرتها الإنتاجية للأطعمة المحلية بنسبة 50 في المائة بحلول العام 2030، مدعومة بأبرز الشركات في أمريكا اللاتينية. كما وقعت الشركة الأرجنتينية العملاقة Adecoagro الزراعية اتفاقية بقيمة 150 مليون دولار مع مجموعة الظاهرة الإماراتية في العام 2022، وذلك لتوريد المنتجات من الحبوب والألبان، ما يبرز الروابط المتينة التي تجمع المنطقتين على الصعيد الزراعي. وفي هذا الصدد، تعمل الشركات في الشرق الأوسط على توسيع حضورها في دول أمريكا اللاتينية، حيث دخلت مجموعة موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد"، المزوّد العالمي الرائد للخدمات اللوجستية الذي يتخذ من الإمارات مقراً له، في شراكة مع شركة «رومو» (Rumo)، مُشغِّل السكك الحديدية في البرازيل، لبناء محطة جديدة في ميناء "سانتوس"، أحد أكبر الموانئ في أمريكا اللاتينية، تقدر قيمتها بـ 500 مليون دولار.

آفاق جديدة للاقتصاد الرقمي والخدمات المالية

يشهد القطاعان المالي والرقمي نشاطاً كبيراً على الصعيد الإقليمي، حيث يسعى بنك أبوظبي الأول لدخول الأسواق المالية في أمريكا اللاتينية والحصول على الموافقات القانونية لتقديم خدمات مصرفية كاملة في البرازيل والمكسيك خلال العام 2024، الأمر الذي يظهر الأهمية الكبيرة التي توليها دول مجلس التعاون الخليجي لقطاع التكنولوجيا المالية في أمريكا اللاتينية، التي شهدت نمواً هائلاً أثمر عن أكثر من 722 شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية في البرازيل وحدها مع قيمة سوق تتجاوز 45 مليار دولار.

علاوة على ذلك، ستوفر قمة "سوبر بريدج" منصة للتعرف على سبل تبادل المعرفة بين المنطقتين، لا سيما في ضوء ما يمتلكه مجلس التعاون الخليجي من خبرة واسعة في تطوير البنية التحتية، مثل مشاريع الطرق والطاقة والاتصالات، قد تساعد دول أمريكا اللاتينية، حيث تشكل البنية التحتية عقبة تقف في وجه النمو. كما تتماشى ابتكارات أمريكا اللاتينية في التمويل الرقمي وتكنولوجيا الزراعة والطاقة المتجددة مع أهداف التنويع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق النمو المستدام.

محطة رئيسية لتعزيز الروابط الاقتصادية

وستشكل قمة "سوبر بريدج" 2024 حدثاً رائداً وأساسياً لتسهيل الاتفاقيات والشراكات الجديدة، في ظل مساعي المنطقتين لتنويع اقتصادهما، حيث تبيّن الوقائع الحالية أن الوقت قد حان لدفع التعاون الاستراتيجي، خاصة وأنه من المتوقع أن تجذب دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 150 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول العام 2025، فضلاً عما تشهده أمريكا اللاتينية من ازدهار بعد مرحلة الوباء. ويشير التقرير الصادر عن "إيكونوميست إمباكت" الى أن 64 في المائة من المدراء التنفيذيين في أمريكا اللاتينية يتطلعون اليوم إلى تحفيز مزيد من التعاون مع دول المجلس، مدفوعين بالفرص المتاحة في قطاعات مثل الزراعة والطاقة المتجددة والخدمات الرقمية.

وقالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة المعارض والفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي: "تتمتع منطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية اليوم بعلاقات ثنائية متينة، وتأتي قمة "سوبر بريدج" 2024 لتتيح فرصة غير مسبوقة أمام الشركات لوضع استراتيجيات جديدة والتواصل مع شركاء جدد والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي توفرها هاتين المنطقتين".

وأضاف فرناندو إكس دوناير، الرئيس التنفيذي لشركة Inca Investments: "نشهد نقلة نوعية على مستوى التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار، حيث تبرز مناطق مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية كمحركات جديدة تدفع النمو. وتجسّد القمة مساحة مثالية للتواصل ووضع الاستراتيجيات الملائمة وتطوير الشراكات التي من شأنها أن تدعم التنمية المستدامة في المستقبل".

الشراكات البارزة والفرص المستقبلية

تؤكد أحدث الصفقات الرفيعة المستوى، منها استثمارات مجموعة موانئ دبي العالمية، على الإمكانات الاستراتيجية لهذه الشراكات، إذ عملت الخطوط الجوية القطرية على إضافة مسارات جديدة إلى وجهات رئيسية في أمريكا اللاتينية، منها ساو باولو وبوينس آيرس وليما، ما ساهم في تعزيز الاتصال وتسهيل تدفقات الأعمال والسياحة.

وتجدر الإشارة الى أن قمة "سوبر بريدج" 2024 ستعقد يومي 15 و16 أكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي، بالتزامن مع "جيتكس جلوبال"، أحد أكبر معارض التكنولوجيا في العالم، حيث يُتوقّع أن يجمع الحدثان أكثر من 10,000 مشارك من القادة ورواد الأعمال والمبتكرين العالميين لمناقشة الاتجاهات الناشئة وتبادل الأفكار وتطوير شراكات تَعِدُ بتعزيز النمو المتبادل.

نبذة عن قمة "سوبر بريدج"

تعدّ القمة منصة رائدة تهدف إلى تعزيز التعاون والابتكار لدى الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، حيث تجمع تحت مظلتها مختلف القادة ورواد الأعمال لتسليط الضوء على الأسواق والفرص الواسعة التي يقدمها الشرق العالمي والجنوب العالمي، وتحرص على دعم المبادرات والأنشطة الهادفة وتعزيز دورها عالمياً. كما يوفرّ الحدث منصة مميزة تتيح لقادة الأعمال والسياسة والمستثمرين تبادل الرؤى والمعلومات وبحث فرص التعاون الجديدة في قطاعات التكنولوجيا والتصنيع والطاقة وعلوم الحياة والنقل والتجارة والزراعة وغيرها، وتجمع أبرز القادة العالميين من الصين وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل والمكسيك والأرجنتين ونيجيريا ومصر وإندونيسيا وماليزيا والإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

نبذة عن مركز دبي التجاري العالمي

يُعتبر مركز دبي التجاري العالمي صرحاً عالمياً للأعمال منذ عام 1979، ويضم مركز المؤتمرات والمعارض الرائد في المنطقة. ويوفر مركز دبي التجاري العالمي منصة تجمع تحت مظلتها الأفراد والأفكار والمنتجات والابتكارات من جميع أنحاء العالم عبر أجندة حافلة بالمعارض التجارية الدولية والفعاليات الضخمة الرائدة. ويعد المركز منطقة حرة واعدة مدعومة بعقارات تجارية حائزة على جوائز مرموقة. ويضطلع المركز بدور هام في مسيرة نمو دبي والمنطقة حيث استضاف منذ تأسيسه أكثر من 6,000 فعالية ونحو 38 مليون زائر وحقق ناتج اقتصادي يقدر بـ 248 مليار درهم إماراتي.

نبذة عن "سوبر بريدج كاونسل"

يعدّ "سوبر بريدج كاونسل" مؤسسة عالمية غير سياسية ومفتوحة ومتعددة الثقافات، تتألف من مجموعة من أبرز رواد الأعمال وقادة المجتمع والثقافة من جميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تحفيز وربط القادة الفاعلين وذوي الأفكار والمبادرات الطموحة من الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم ومن مختلف الصناعات والثقافات بهدف بحث الفرص المهمشة والتي لم يتم استغلالها بعد. ويعمل "سوبر بريدج كاونسل"، بالتعاون مع رواد الأعمال والشركات والهيئات التنظيمية والمؤسسات، لتعزيز الشراكات المنتجة والهادفة وتحفيز تبادل المعرفة والتفكير الإبداعي ودعم التعاون في كافة التخصصات والمشاريع ودفع النمو والازدهار من خلال تطوير إمكانات الكوادر المتخصصة.

وتأسس "سوبر بريدج كاونسل" بالتعاون بين فانيسا شو وشين تيجاراتي، إلى جانب مجموعة من أبرز القادة من خلفيات وثقافات متنوعة. وتمثّل السيدة فانيسا شو المجلس في قمة "سوبر بريدج".

-انتهى-

#بياناتشركات