وكان جثمان بوش الذي توفي الأسبوع الماضي في تكساس عن 94 عاما نقل بالطائرة إلى الولاية مساء أمس الأربعاء بعد مراسم الجنازة الرسمية التي ترددت خلالها كلمات الإشادة به باعتباره محاربا ورجل دولة يتصف بحنو شخصي نادر.
وقد شارك الرئيس السابق في الحرب العالمية الثانية قبل أن يسلك دروب السياسة.
وسادت على غير المألوف روح تخلو من النزعة الحزبية في مراسم الجنازة بالكاتدرائية الوطنية في واشنطن حيث تجمع الساسة من الجمهوريين والديمقراطيين لتأبين رئيس دعا إلى دولة "أكثر عطفا ولطفا".
وقال جون ميتشام كاتب سيرة الرئيس الراحل في رثائه "جورج إتش.دبليو بوش كان آخر العظماء من رجال الدولة العسكريين الأمريكيين... لقد وقف في وجه الشمولية إبان الحرب الباردة وناهض النزعة الحزبية في واشنطن".
ورثاه ابنه الرئيس السابق جورج دبليو. بوش بكلمات مشحونة بالانفعالات وبصوت متهدج يقطر أسى وهو يقف بجوار النعش الملفوف بالعلم الأمريكي فقال إن والده كان "يقدر الشخصية أكثر مما يقدر الحسب والنسب ولم يكن عيابا. بل كان يبحث عن الخير في كل واحد وكان يجده في العادة".
ووصفه في مرثيته بأنه "أفضل أب على الإطلاق".
وقد رافق جثمان بوش أفراد من أسرته ونقل في موكب إلى كنيسة سانت مارتن الأسقفية.
وظلت الكنيسة مفتوحة طوال الليل للمعزين الذين بدأوا يتوافدون في طوابير منذ صباح الأربعاء لإلقاء نظرة الوداع على رئيسهم السابق.
وكان الرئيس الراحل وزوجته الراحلة من المترددين لفترة طويلة على الكنيسة.
وبعد المراسم الجنائزية سينقل قطار جثمانه مسافة 160 كيلومترا في اتجاه الشمال الغربي إلى كوليدج ستيشن بولاية تكساس حيث يوارى الثرى في مكتبته الرئاسية.
وقد تولى الرئيس الراحل وهو الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة الرئاسة من 1989 إلى 1993 وشهدت ولايته انهيار الاتحاد السوفيتي كما قاد عملية تحرير الكويت من القوات العراقية الغازية.
وخرج بوش الذي ينتمي لإحدى العائلات العريقة من البيت الابيض لإخفاقه في التواصل مع الأمريكيين خلال ركود اقتصادي.
غير أن كثيرين يذكرونه باعتباره رمزا لعصر سابق اتسمت فيه الحياة السياسية في الولايات المتحدة بالدماثة والتهذيب وهي صورة لمع بريقها في السنوات الأخيرة بسبب الانقسامات والسخط الذي شهدته البلاد مع صعود نجم الرئيس دونالد ترامب.
ولم يؤيد بوش، الذي كان نائبا للرئيس رونالد ريجان، ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016. وبعث له برسالة في يناير كانون الثاني 2017 يبلغه فيها أنه لن يستطيع حضور مراسم تنصيبه لأسباب صحية لكنه تمنى له أطيب التمنيات.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)