PHOTO
22 08 2016
من رودي سعيد
الحسكة(سوريا) (رويترز) - قالت قوات كردية وسكان إن وحدات حماية الشعب الكردية شنت هجوما ضخما يوم الاثنين لانتزاع آخر مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا بعد توجيه نداء للمسلحين الموالين للحكومة بالاستسلام.
وقالوا إن القوات الكردية بدأت الهجوم بعد منتصف ليل الأحد للسيطرة على حي النشوة الشرقية جنوب المدينة قرب مجمع أمني يقع على مقربة من مكتب المحافظ.
ويمثل القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي في الحسكة - المقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للحكومة السورية - أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية ودمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من خمسة أعوام. ويشكل القتال في الحسكة جزءا من معارك أوسع للسيطرة على المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت مجددا في أنحاء المدينة بعد فترة هدوء في الصباح. وسيطرت وحدات حماية الشعب على شرق غويران بالكامل تقريبا وهو الحي العربي الوحيد الذي ما زال تحت سيطرة الحكومة.
وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية ركيزة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة منذ بدء الحرب السورية عام 2011.
وتشعر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي - والتي تواجه أنشطة مسلحين أكراد داخل أراضيها - بالقلق من محاولات الأكراد السوريين توسيع سيطرتهم شرقا على طول حدودها. وتسمح تركيا حاليا لجماعات المعارضة السورية التي تعمل تحت راية الجيش السوري الحر بالاحتشاد على أراضيها استعدادا لهجوم على مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محاولة لانتزاع السيطرة من يد وحدات حماية الشعب الكردية.
وشن الطيران السوري غارات ضد الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة لأول مرة خلال الحرب الأسبوع الماضي مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإرسال طائرات لحماية قوات العمليات الخاصة البرية الأمريكية في الحسكة.
وقال المرصد إن مقاتلات حلقت فوق الحسكة مرة أخرى يوم الاثنين لكنها لم تسقط أي قنابل.
واتهمت وسائل إعلام سورية رسمية قوات الأمن الداخلي الكردي المرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية وتُعرف باسم (الأسايش) بخرق وقف إطلاق النار وقالت إن أفرادها أحرقوا مباني حكومية في الحكسة.
واتهمت وسائل الإعلام الأسايش بإذكاء العنف من خلال تصعيد "الاستفزازات" بما في ذلك قصف مواقع للجيش في الحكسة وقالت إن الأسايش يهدفون إلى السيطرة على المدينة.
*"لن نتراجع"
نفت وحدات حماية الشعب الكردية دخولها في هدنة. ووزعت منشورات ووجهت نداءات عبر مكبرات للصوت في شتى أنحاء المدينة طلبت فيها من أفراد الجيش والمسلحين الموالين للحكومة تسليم أسلحتهم.
وقالت الوحدات في المنشورات التي وزعتها "إلى كافة عناصر وميليشيات النظام المحاصرين في المدينة أنتم مستهدفون من قبل وحداتنا وقناصينا ونيران أسلحتنا."
وأضافت الوحدات في المنشورات "هذه المعركة حسمت ولن نتراجع... ندعوكم إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسكم ... وإلا اعتبروا أنفسكم في عداد الموتى."
وقالت مصادر كردية إن وحدات حماية الشعب تعتزم على ما يبدو ترك وجود اسمي للحكومة السورية مقصورا داخل منطقة أمنية في قلب المدينة حيث توجد عدة مبان حكومية رئيسية.
وستمثل خسارة الحسكة بشكل كامل ضربة قوية لحكومة الرئيس بشار الأسد وستقوض أيضا جهود موسكو التي كانت تسعى إلى مساعدة دمشق على استعادة الأراضي التي خسرتها والحيلولة دون تحقيق قوات المعارضة المسلحة مكاسب جديدة من خلال تدخل عسكري كبير العام الماضي.
ووسعت القوات الكردية سيطرتها على المدينة على الرغم من قصف الطائرات السورية لعدة مواقع.
وقال سكان إن آلاف المدنيين - من بينهم مسيحيون - فروا من مدينة الحسكة التي يقطنها خليط من الأعراق إلى قرى في الريف مع زيادة حدة القتال.
وأنهت المواجهة على ما يبدو تفاهمات ضمنية بين وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري أدت إلى إبقاء المدينة هادئة نسبيا.
وقال محافظ الحسكة لوسائل الإعلام الرسمية إنه بعد تفجر العنف زود الجيش وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة ودبابات لقتال العناصر المتشددة ولكنه لم يكن يتوقع انقلابها عليه.
وسكان الحسكة مقسمون بشكل كبير وفقا لخطوط عرقية حيث يقطن الأكراد بشكل أساسي في الأحياء الشرقية من المدينة والعرب في المناطق الجنوبية وقد زاد عدد سكان المدينة نتيجة نزوح سوريين من مناطق سقطت في يد تنظيم الدولة الإسلامية.
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)
© Reuters 2016