PHOTO
20 06 2016
في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
المستثمرون الخليجيون يترقبون بحذر نتائج الاستفتاء المصيري
130 مليار استرليني حجم الاستثمارات الخليجية في بريطانيا
لم تكد الصناديق السيادية والاستثمارات الخليجية تتجاوز الأزمة المالية العالمية التي ضربت العديد من الدول المتقدمة والغنية خاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا قبل أعوام قليلة، إلا وتواجه أزمة جديدة لم تكن في الحسبان!
فالاستثمارات الخليجية في بريطانيا، والتي تقدر بنحو 130 مليار جنيه استرليني، تواجه مخاطر انخفاض قيمتها في حال خرجت لندن من الاتحاد الأوروبي، إذ أنه بعد أيام معدودات وتحديداً يوم 23 يونيو الحالي، سيجرى استفتاء مصيري يحدد فيه الناخبون البريطانيون مستقبل دولتهم مع الاتحاد الأوروبي سواء باستمرار ارتباطهم به أو بالانفصال عنه.
لقد اختلف كثير من المحللين والمستثمرين الخليجيين ومنهم القطريون حول تأثير انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، فبعضهم رأى أن الخسارة محققة حيث ستنخفض قيمة الاستثمارات الخليجية وخاصة العقارية، في حين ينفي آخرون أي تأثيرات سلبية ستلحق بهذه الاستثمارات، نظراً لأن بريطانيا منذ البداية لا ترتبط بعملة اليورو ولا بتأشيرة الدخول الموحدة للدول الأوروبية "الشنغن" وبالتالي فأي آثار ستكون وقتية ومحدودة لتستعيد الاستثمارات العقارية الخليجية قيمتها بل ربما تزيد.
الشهور القليلة الماضية أحجم فيها المستثمرون الخليجيون والقطريون عن شراء عقارات في بريطانيا، لخوفهم من هبوط أسعار العقارات إذا قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء أو ما بات يعرف بالـ "بريكزيت".
وقال محام في لندن يمثل تجار عقارات خليجيون إن "صناديق الثروة السيادية الخليجية تخشى تبعات سلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد، لاسيما وأن كثيراً من المستثمرين الخليجيين اشتروا عقارات في لندن بمليارات الدولارات خلال العقد الماضي، لاسيما وأن أسعار العقارات السكنية في المناطق اللندنية الضخمة التي يقبل عليها الخليجيون، مثل تشيلسي وساوث كينزينغتون ونايتسبريدج، قد انخفضت خلال العام الماضي بنسبة تراوح بين 3.5% و7.5%.
أكد قوة الاقتصاد البريطاني .. الحمادي :
لاخوف على الاستثمارات العقارية القطرية
هناك فزاعة دون مبرر حول الاستثمارات الخليجية في لندن
يقول الدكتور عبدالعزيز الحمادي الرئيس التنفيذي لمجموعة دلالة القابضة، ونائب رئيس لجنة العقار بغرفة قطر، أنه في حال أقر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتائهم يوم 23 يونيو الحالي، فلن تضار الاستثمارات العقارية الخليجية أو القطرية بأي حال من الأحوال.
وقال إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يضر الاقتصاد البريطاني أو القطاع العقاري الإنجليزي، بقدر ما سيضر الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن بريطانيا تظل هي الدولة القوية المستقرة سياسياً واقتصادياً، التي تستقطب مواطنين من كل دول العالم ومنها دول الخليج، وبالتالي فالاستثمارات العقارية القطرية سواء حكومية أو شركات خاصة أو أفراد ستحافظ على قيمتها السوقية بل ربما ترتفع عن معدلها السائد في السنوات الماضية، والتي ارتفعت فيها العقارات الاستراتيجية وسط لندن بنسبة فاقت 8% في المتوسط.
وأشار الدكتور عبدالعزيز الحمادي إلى أن هناك فزاعة ليس لها ما يبرر من تأثر سلبي سيحيق بالاستثمارات الخليجية في لندن إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى استناد كثير من المستثمرين إلى مسح أخير لشركة تدقيق الحسابات العالمية "كي بي إم جي" التي يوجد مقرها في لندن، والتي ذكرت فيه أن 66% من خبراء الوكالات العقارية في بريطانيا يعتقدون أن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير سلبي على تدفق الاستثمارات البينية بين بريطانيا ودول الاتحاد، وبالتالي ستتأثر العقارات تبعاً لذلك، وهو أمر اختلف معه بشده، ذلك لأن بريطانيا لاتزال تحتفظ بعملتها الجنيه الاسترليني، ولم تنخرط في عملة الاتحاد الأوروبي اليورو، كما أنها غير مرتبطة بتأشيرة "الشنغن"، وهذه عوامل قوية لعدم تأثر الاستثمارات العقارية الخليجية والقطرية بانفصال لندن عن الاتحاد الأوروبي.
وأعرب الحمادي عن اعتقاده أن السوق العقاري البريطاني شأنه شأن أي سوق عقاري في العالم، يخضع لعوامل العرض والطلب، ومزايا المناطق المختلفة وهناك بعض التقارير ترى أن التأثير لن يستمر طويلاً، خاصة إذا حررت لندن قوانينها من كوابح تشريعات الاتحاد الأوروبي، بعد خروجها مباشرة، بل أكدت إحدى شركات تدقيق الحسابات أن تحرير القوانين سيعني زيادة جاذبية لندن للاستثمارات الخارجية، لافتاً إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون تأثيره العقاري مرتبطاً بمناطق الاستثمار، أي تبعاً لمنطقة العقار، حيث سيكون التأثير على أصحاب العقارات والمستثمرين في عقارات وسط لندن، مختلفاً عن التأثير على المستثمرين في المناطق الخارجية.
تأثير نسبي على الاستثمارات الخليجية .. العجي :
لندن لاتزال الوجهة الأمثل للاستثمار
أشار جمال العجي رئيس شركة المستقبل العقارية، أنه في حال أقر الاستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الاستثمارات العقارية العربية والخليجية سوف تتأثر نسبياً في لحظة ظهور نتيجة الاستفتاء، ولكن ستستعيد الاستثمارات قيمتها وربما ترتفع مع مرور الوقت.
وقال إن بريطانيا لا تزال الوجهة المفضلة للمستثمرين الخليجيين والتي تصل استثماراتهم إلى 130 مليار جنيه استرليني تقريباً، ولايزال المواطن الخليجي يرغب في امتلاك مسكن له في لندن والريف الإنجليزي المعروف، مؤكداً أنه ربما تتأثر الاستثمارات الخليجية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي فقط، أما الاستثمارات الموجودة في لندن فتحتفظ بقيمتها ولن تتأثر.
وأضاف العجي أنه صحيح تضاؤل الإقبال على الاستثمار العقاري في بريطانيا هذه الفترة انتظاراً لما تسفر عنه نتائج الاستفتاء، إلا أن ذلك مرهون ببعض الوقت ثم تعود للاستثمارات العقارية قوتها وزخمها من جديد، ربما تكون هناك بعض العقارات التي تنخفض قيمتها بفعل موقعها ومدى قربها من وسط لندن الذي تتجمع فيه معظم الاستثمارات العقارية الخليجية، لكن بشكل عام فإن القطاع العقاري البريطاني لا أعتقد أنه سيخسر كثيراً من قيمته أو تتضاءل أهمية الاستثمار فيه، موضحاً أن معظم الاستثمارات الخليجية تتركز في مجال النشاط العقاري وأسواق المال والمصارف.
استبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .. العروقي :
الاستثمارات الخليجية الخارجية ليس لها ضمانات
استبعد أحمد العروقي المدير العام لشركة "روتس" العقارية، تأثر الاستثمارات الخليجية في بريطانيا، منوهاً إلى صعوبة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومعظم استطلاعات الرأي تشير إلى الخسائر التي سيتحملها البريطانيون نتيجة خروجهم من الاتحاد الأوروبي.
وقال إن تخوف البريطانيين من استقبال لاجئين ودعم موازنات بعض دول الاتحاد الفقيرة مثل اليونان دفع الشعب البريطاني إلى طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي تجنباً لهذه الكلفة، ولكن هناك فوائد تجنيها بالطبع لندن من وجودها داخل الاتحاد.
وأضاف العروقي إن الاستثمارات الخليجية في بريطانيا ليس لها ضمانات من تعرضها لخسائر شأنها شأن أي استثمار آخر، فهي معرضة للربح والخسارة طبعاً للتغيرات السياسية والاقتصادية للبلد المضيف لهذه الاستثمارات.
وأشار إلى أن الاضطرابات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة مع تراجع أسعار النفط، دفع المستثمرين العرب الأفراد إلى التوجه نحو الخارج بحثاً عن مصادر دخل آمنة وعائدات مالية مرتفعة، فكان القطاع العقاري البريطاني الوجهة الأفضل لهم، إذ سجل العام الماضي أرقاماً قياسية بحجم الاستثمارات من المنطقة، رغم الضرائب المرتفعة التي تفرضها بريطانيا على العقارات، وهي أعلى من الضرائب في أي دولة غربية أخرى، ومع ذلك تظل وجهة جاذبة للاستثمارات ولك أن تشاهد وتقرأ الإعلانات العديدة للاستثمار العقاري في لندن والمنتشرة في وسائل الإعلام الخليجية.
© Al Raya 2016