(لاضافة تفاصيل وتعليقات للبنك المركزي وخبير مالي)

من طارق عمارة

تونس 16 يونيو حزيران (رويترز) - هبط الدينار التونسي إلي مستويات قياسية منخفضة مقابل اليورو والدولار الأمريكي هذا الاسبوع بعد إعلان بيانات ضعيفة للتصدير وهبوط حاد في إيرادات السياحة وهو ما قلص احتياطيات البلاد من النقد الاجنبي.

وأظهرت أرقام البنك المركزي تداول الدينار عند 2.47 مقابل اليورو و2.13 مقابل الدولار أمس الأربعاء وعند 2.43 دينار مقابل اليورو و2.16 دينار مقابل الدولار اليوم.

ومن المتوقع أن تعلن الحكومة إجراءات جديدة يوم الاثنين تهدف لاستقرار العملة. وحل الضعف بقطاع السياحة في تونس بعد هجومين كبيرين شنهما متشددون اسلاميون وإستهدفا سائحين أجانب في العام الماضي.

وأبلغ محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري الصحفيين يوم الاربعاء أن الهبوط "القياسي" في قيمة الدينار سببه تراجع الصادرات ونقص الاستثمارات وهو ما خفض احتياطيات النقد الاجنبي.

وقال إن البنك المركزي لن يتدخل لوقف هبوط الدينار لأن "مستوى الاحتياطيات مازال حول المتوسط... ويعكس حقيقة الاقتصاد التونسي."

ووفقا لاحصاءات حكومية إنخفضت الصادرات 2.6 بالمئة في الاشهر الخمسة الاولى من العام بينما هبط الاستثمار الاجنبي المباشر 5 بالمئة إلى 268 مليون دولار في الفترة نفسها مقارنة مع مستوياتهما قبل عام.

ويعاني قطاع السياحة الذي يشكل 8 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وهو مصدر رئيسي لايرادات النقد الاجنبي صعوبات.

وهاجم مسلحون ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية متحف باردو في العاصمة التونسية وفندقا شاطئيا يكتظ بالسياح في سوسة خلال فترة ثلاثة أشهر في العام الماضي مما دفع شركات كثيرة للسياحة والسفر إلى تعليق الزيارات إلى البلد الواقع في شمال أفريقيا.

وتحاول الحكومة التونسية حاليا تمرير إصلاحات وبعض اجراءات التقشف لكبح العجز في الموازنة ضمن الاجراءات التي يطالب بها مقرضون دوليون مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وقال خالد شوكت المتحدث باسم الحكومة إن مسؤولين سيعلنون الاسبوع القادم إجراءات تهدف الى الحد من هبوط الدينار بما في ذلك مبادرات من وزارة التجارة. ويتوقع محللون أن تشمل تلك الاجراءات قيودا على إستيراد السلع الكمالية.

وقال مراد حطاب الخبير التونسي في المخاطر المالية إن ضعف الدينار قد يدعم صغار المصدرين بجعل منتجاتهم أرخص سعرا في الخارج لكنه قد يجعل أيضا مدفوعات خدمة الديون أكثر إرهاقا ويوسع العجز إذا لم تتخذ الحكومة اجراءات.

وأضاف قائلا "الدينار لم يصل قط إلى هذه المستويات أمام الدولار واليورو... لكن يوجد ميل لدي السلطات المالية لعدم التدخل لأنه جزء من الاصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي."

(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)