PHOTO
* مشروعات جديدة من أجل العودة لنمو الأرباح
* الشركة تدرس زيادة نسبة المنتجات المتخصصة في محفظتها
* خفض التكاليف وبيع أصول سيعززان استراتيجية النمو
* الشركة سجلت انخفاضا في الأرباح الفصلية للربع الثامن على التوالي
من مروة رشاد وريم شمس الدين
الرياض 28 يوليو تموز (رويترز) - قال الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إن الشركة تسعى للعودة إلى تحقيق نمو في الأرباح عبر تبني استراتيجية تستهدف تحقيق نمو مستدام من خلال خفض التكاليف ورفع الكفاءة والتخلص من الأصول غير المجدية ورفع نسبة مساهمة المنتجات المتخصصة في محفظة الشركة.
وأضر هبوط أسعار النفط منذ منتصف 2014 بقطاع البتروكيماويات في السعودية ودفع سابك إحدى كبرى شركات البتروكيماويات في العالم لتسجيل انخفاض سنوي في الأرباح الفصلية على مدى ثمانية أرباع متتالية.
وقال يوسف البنيان خلال مقابلة مع رويترز اليوم الخميس "العودة لتحقيق نمو في الأرباح سيأتي من استراتيجيات النمو."
وأوضح أن سابك تستهدف زيادة نسبة المنتجات المتخصصة - التي تمثل نحو خمسة بالمئة من إجمالي محفظتها حاليا - ربما إلى 15 أو20 بالمئة لتحقيق نمو أكبر في الأرباح مستقبلا لكن قرارا بهذا الشأن لن يصدر قبل الربع الأخير من العام.
والعمليات المتخصصة التي تشمل منتجات الكيماويات والبلاستيكيات المبتكرة لا تتأثر بشكل كبير بالدورات الاقتصادية وليست عرضة لتقلبات أسعار السلع الأساسية. وتستخدم منتجات هذه العمليات في عدة قطاعات أبرزها الرعاية الصحية والنقل الجماعي والإلكترونيات والتخصصات المعمارية.
وكانت سابك أعلنت أمس الأربعاء نزول صافي ربحها 23.2 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام إلى 4.74 مليار ريال (1.3 مليار دولار) لتسجل انخفاضا في الأرباح الفصلية للربع الثامن على التوالي.
وهبط سهم سابك 3.8 بالمئة عند الإغلاق اليوم الخميس بما دفع مؤشر قطاع البتروكيماويات للنزول 2.6 بالمئة وسجل أكبر الخسائر على المؤشر الرئيسي للسوق الذي انخفض بدوره 1.5 بالمئة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الشركة في الرياض اليوم أعلنت سابك انخفاض مبيعاتها 18.1 بالمئة في الربع الثاني مع استمرار تأثر أنشطتها سلبا بانخفاض أسعار المنتجات لتصل إلى 34.5 مليار ريال مقارنة مع 42.1 مليار قبل عام.
غير أن سابك وجدت بعض الدعم في برنامج لإعادة الهيكلة وتراجع أسعار اللقيم في أوروبا والصين واللذين ساهما في انخفاض التكاليف 18 بالمئة في الربع الثاني على أساس فصلي.
وخلال المقابلة التي أجريت على هامش المؤتمر الصحفي قال البنيان لرويترز "المنتجات المتخصصة سجلت أداء إيجابيا للغاية في الفصول الأربعة المنصرمة لكن حجم مساهمتها ضئيل جدا بالنسبة لمحفظة سابك."
وأضاف "في الوقت الراهن تمثل خمسة بالمئة من حجم محفظة الشركة وهي نسبة ليست كبيرة... ربما نستهدف زيادتها إلى 15 أو 20 بالمئة لكن الأمر يتطلب إجراءات مختلفة" مشيرا إلى أن ذلك قد يشمل عمليات استحواذ وتوسعات.
ورجح البنيان أن يتم التوصل لقرار بشأن هذه الخطة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل قائلا إنها تأتي في إطار استراتيجية سابك للتركيز على العمليات الأساسية عبر المشروعات في الصين والولايات المتحدة ومع أرامكو وخفض التكلفة لتحقيق المزيد من التحسن في صافي الدخل.
ويرتبط أداء الشركة ارتباطا وثيقا بأسعار النفط والنمو الاقتصادي العالمي نظرا لأن منتجاتها من البلاستيك والأسمدة والمعادن تستخدم على نطاق واسع في أنشطة البناء والزراعة والصناعة وإنتاج السلع الاستهلاكية.
وأعلنت سابك في الآونة الأخيرة عددا من المبادرات الجديدة شملت اتفاقا مع عملاق النفط السعودي أرامكو لإنشاء مشروع مشترك لتحويل النفط إلى كيماويات في مدينة ينبع على البحر الأحمر ومشروعا لتحويل الفحم إلى كيماويات في الصين. ويستهدف المشروعان إنتاج منتجات مكررة من المواد الخام مباشرة بدلا من إتمام ذلك عبر عمليات التكرير التقليدية المكلفة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي قالت سابك إنها تدرس إقامة مشروع مشترك للصناعات البتروكيماوية مع اكسون موبيل على ساحل الخليج الأمريكي.
وقال البنيان إنه يتوقع أن يتم التوصل لقرار بشأن المشروع المشترك مع اكسون موبيل بحلول الربع الثاني من العام وإنه متفائل بأنه سيمضي قدما.
خفض التكاليف
ركز البنيان خلال المقابلة والمؤتمر الصحفي اليوم على خفض التكاليف كداعم رئيسي لاستراتيجية النمو المستدام التي تتبناها سابك أحد أكبر شركات البتروكيماويات في العالم.
وقال خلال المقابلة إن خفض التكاليف يتم عبر تحقيق المزيد من الكفاءة لبعض العمليات وعبر إعادة هيكلة بعض العمليات التي لا تحقق أداء جيدا وعبر التخلص من بعض الأصول بهدف التركيز على الأنشطة الرئيسية.
كان البنيان قال لرويترز في أبريل نيسان الماضي إن سابك تدرس بيع بعض أصولها في أنشطة البوليمرات والمنتجات المتخصصة ومن المتوقع اتخاذ قرار في هذا الشأن بحلول نهاية العام مشيرا إلى أن تلك الأصول ستكون على الأرجح في آسيا والولايات المتحدة.
وفي رد على سؤال حول الحد المستهدف لخفض التكلفة من أجل تحقيق النمو قال البنيان خلال المقابلة "الجزء الأكبر من خفض التكلفة سيتحقق عبر بيع بعض الأصول خارج المملكة... لذا بنهاية العام سنتمكن من تحديد ذلك."
وقال البنيان إن برنامج خفض التكلفة من شأنه أن يقلل من نسبة تأثر الشركة برفع الأسعار المحلية للطاقة والكهرباء والمياه.
وكانت سابك قالت أواخر العام الماضي إنها تتوقع ارتفاع إجمالي التكاليف السنوية للشركة بنسبة خمسة بالمئة بعد قرار الحكومة رفع أسعار الوقود والمياه والكهرباء والغاز الذي يستخدم كلقيم في قطاع البتروكيماويات.
وذكر البنيان أن سابك تتوقع استيعاب أثر هذه الزيادة خلال عامين وإنه في ظل برنامج الإدارة الفعالة للتكاليف ستقل هذه النسبة عن خمسة بالمئة.
(الدولار = 3.75 ريال سعودي)
(تحرير عبد المنعم درار) ((marwa.rashad@thomsonreuters.com; Reuters Messaging: marwa.rashad.thomsonreuters.com@reuters.net))