PHOTO
من مروة رشاد وكاتي بول
الرياض 17 أغسطس آب (رويترز) - قال وزير العمل السعودي مفرج الحقباني إن الوزارة ستقدم يد العون لآلاف العمال من الفلبين المسرحين من وظائفهم بشركة سعودي أوجيه للمقاولات وإن مشاكل الشركة يجب ألا تعكس الصورة العامة لسوق العمل الذي يضم نحو عشرة ملايين وافد.
جاءت تصريحات الوزير خلال مقابلة مع رويترز على هامش اجتماع اليوم الأربعاء مع نظيره الفلبيني سيلفستر بيلو الذي قال إن الحكومة السعودية تعهدت باستخراج تأشيرات الخروج النهائي للعاملين الفلبينيين الراغبين في مغادرة المملكة وترحيلهم على نفقتها وإنه سيجري إعادة نحو ألف عامل إلى الفلبين قبل بدء موسم الحج.
وقال الحقباني "إذا كان لديك عشرة ملايين عامل أجنبي لا يشتكون وهناك نحو 30 ألف عامل في شركة واحدة يعانون من مشاكل فإنه لا ينبغي تعميم الأمر.
"هذه شريحة صغيرة من السوق... عندما تخل شركة مثل سعودي أوجيه بالقوانين فإن هذا لا ينبغي أن يؤثر سلبا على الصورة الجيدة لسوق العمل."
وأضاف "المشكلة تتعلق بشركة سعودي أوجيه فقط ولا تتوسع. معظم الشركات بدأت في دفع الرواتب المتأخرة للعمالة ولا نلحظ أي مشاكل مع تلك الشركات."
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بمعالجة أوضاع العمالة المتضررة من تجاوزات بعض المنشآت بما في ذلك شركة سعودي أوجيه العملاقة للمقاولات وباتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم تكرار ذلك من أي منشأة أخرى.
وأدى الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى تخفيض الإنفاق في السعودية كما دفع عددا من شركات الإنشاءات إلى خفض نفقاتها والاستغناء عن خدمات عشرات الآلاف من العمال من جنوب آسيا وغيرهم من العمال الأجانب.
وخلال الأشهر القليلة الماضية برزت معاناة عشرات الآلاف من العمال المسرحين من وظائفهم لدى شركات المقاولات السعودية لاسيما سعودي أوجيه التي تملكها عائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والتي باتت غير قادرة منذ أشهر على دفع رواتب موظفيها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال وزير هندي إن السعودية تعهدت بمساعدة أكثر من 6200 من العمال المسرحين من وظائفهم في المملكة والعالقين دون مال أو طعام وجميعهم كانوا موظفين لدى سعودي أوجيه.
وتضغط حكومات أجنبية أخرى من بينها حكومات فرنسا والفلبين وبنجلادش على السلطات السعودية والمسؤولين التنفيذيين في الشركات لضمان أن تدفع شركات الإنشاء رواتب العاملين.
وقبل التباطؤ الاقتصادي كان يعمل في السعودية عشرة ملايين أجنبي أغلبهم من جنوب وجنوب شرق آسيا ودول شرق أوسطية أخرى وكان كثير من هؤلاء يعملون في وظائف بأجور ضعيفة في قطاعات يأبى السعوديون العمل فيها مثل البناء والخدمة المنزلية ومتاجر التجزئة.
وأكد الحقباني خلال المقابلة أن سوق العمل السعودي لا يزال جاذبا وأن عددا كبير من العمال العالقين قرروا أنه "من مصلحتهم البقاء في المملكة وعدم المغادرة".
وأشار الحقباني إلى أن الوزارة تتابع عن كثب مشكلة تأخر الرواتب بقطاع المقاولات وقال إن هناك شركات كثيرة بدأت في سداد الأجور المتأخرة لعمالتها.
وبسؤاله عما إذا كان ذلك يشمل مجموعة بن لادن السعودية للمقاولات التي تعاني هي الأخرى من مشاكل مالية قال "بحسب بن لادن فإنهم تعهدوا بسداد رواتب العمالة المتأخرة خلال سبتمبر."
وحول الإطار الزمني المتوقع للانتهاء من مشاكل عمالة سعودي أوجيه قال الوزير إنه لا يوجد إطار زمني محدد في الوقت الراهن لأن المحامين الذين عينتهم الوزارة سيقومون بمتابعة حقوق العاملين لدى الشركة وإن الأمر سيجري إحالته للقضاء لكنه شدد على أن رواتب العاملين مضمونة وأنهم سيحصلون على كافة حقوقهم في نهاية المطاف.
(تحرير مصطفى صالح) ((marwa.rashad@thomsonreuters.com; Reuters Messaging: marwa.rashad.thomsonreuters.com@reuters.net))