PHOTO
08 06 2016
قال السيد محمد بن طوار الكواري نائب ريس غرفة تجارة وصناعة قطر ورئيس الجانب القطري في مجلس الأعمال القطري الروسي المشترك، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من رجال الأعمال القطريين إلى موسكو حققت نجاحاً باهراً، وتم خلال انعقاد مجلس الأعمال المشترك والذي بحث العديد من الموضوعات التي تصب في تعزيز علاقات التعاون بين القطاع الخاص القطري ونظيره الروسي، إضافة إلى بحث الفرص الاستثمارية المتاحة بين الجانبين.
تأسيس شركات مشتركة قريبا.. ورغبة روسية للانطلاق إلى المنطقة بدءا من قطر.. دعم كبير من الجهات الرسمية سواء في قطر أو روسيا لتفعيل علاقات التعاون
وأشار بن طوار إلى أن زيارة وفد الأعمال القطري إلى موسكو جاءت بعد زيارة سابقة قام بها وفد أعمال روسي إلى الدوحة، لافتا إلى أن الجانب الروسي أكد رغبته الشديدة في تعزيز التعاون معنا وإقامة مشروعات مشتركة.
وأوضح بن طوار في حديث لـ "الشرق" أنه تم خلال الزيارة توقيع إتفاقيات ومذكرات تفاهم لإنشاء شركات مشتركة وتدشين مشروعات إستثمارية بين الجانبين، لافتاً إلى أن الروس لديهم العديد من التجارب في الصناعات الكبيرة والأمن الغذائي ونقل التكنولوجيا ولديهم رغبة في أن تكون قطر منطلق لهم في المنطقة وفي آسيا.
وأشار إلى أنه تم تأسيس المركز الخليجي الروسي للأعمال والذي سيكون مظلة للأعمال للتسهيل دخول الشركات الروسية إلى قطر والمنطقة، لافتا إلى وجود دعم كبير من الجهات الرسمية سواء في قطر أو روسيا لتفعيل علاقات التعاون، حيث توجد رغبة شديدة لتفعيل هذه العلاقات بشكل كبير.
وأضاف: "عقدنا اجتماعا في غرفة تجارة موسكو وناقشنا الفرص، كما عقدنا الملتقى المشترك بحضور حوالي 300 من كبار رجال الأعمال والمصنعين والمستثمرين الروس وبوجود وزيري الطاقة من البلدين، وقد كانت الاجتماعات مثمرة وأظهرت جدية رجال الأعمال الروس ورغبتهم في العمل والانتقال إلى المنطقة بشكل كبير، وأشار إلى أن الروس يملكون خبرات كبيرة في الصناعة والتجارب التي لا بد من الاستفادة منها، ففي الأمن الغذائي مثلا لديهم مصانع مواد غذائية ولديهم ص
مشاريع مشتركة
وقال إنه تم توقيع اتفاقيات سوف تقود إلى مشاريع مشتركة وإنشاء شركات قطرية روسية في القريب العاجل خاصة في التصنيع وتجميع بعض الصناعات، كما تم التوقيع على 7 اتفاقيات، ويوجد دعم كبير من الجهات الرسمية خصوصا بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى موسكو في يناير الماضي، وهنالك رغبة شديدة من البلدين لتطوير التعاون.
في الفترة السابقة كانت روسيا مقفلة عن المنطقة، ولكن الآن بدأت تنفتح بشكل ملحوظ، ولدى روسيا تقنيات ومعاهد متقدمة، وهي سوق استهلاكي كبير، منوهنا إلى أن دولة قطر سوف تكون بوابة للتجارة الروسية والمستثمرين والمصنعين في المنطقة الخليجية وآسيا، مضيفا أن الروس لديهم رغبة في أن ينطلقوا من قطر.
وقال إن روسيا تعتبر الآن سوقا جديدا بالنسبة لقطر، وهنالك رغبة من رجال الأعمال القطريين لاكتشاف هذا السوق.
وتابع يقول: "كقطاع خاص التبادل التجاري بين البلدين ضعيف ولكن هنالك توجهات الآن لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، حيث إن إنشاء المركز الخليجي الروسي للأعمال في قطر، والاتفاقيات التي تم توقيعها لإنشاء مصانع للمواد الغذائية ومصانع أخرى في تقنيات معينة، كلها عوامل سوف تؤدي إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين، كما أنها فرصة كبيرة للقطاع الخاص القطري في أن يتواجد في سوق جديد سواء في قطاعات السياحة والعقار والخدمات وغيرها، فمن الممكن للمستثمر القطري أن يستثمر في هذه القطاعات ويحقق أرباح جيدة".
دولة قطر ستكون بوابة للتجارة الروسية والمستثمرين والمصنعين في الخليج وآسيا.. روسيا سوق جديد بالنسبة لقطر .. ورغبة من رجال الأعمال القطريين لاكتشاف هذا السوق
تسهيلات للقطريين
وأضاف: "الروس وعدونا بأن يكون هنالك اهتمام كبير في المستثمر القطري وأن تكون هنالك تسهيلات للاستثمارات القطرية حيث ترغب روسيا في جلب المستثمرين القطريين وتقديم فرص مميزة وأسعار مميزة للمستثمر القطري، فالمجال مفتوح، وهم لهم رغبة شديدة بأن تكون لهم شراكات مع قطر، وقد قلنا لهم أن قطر وروسيا تتشابهان في أنهما سوف يستضيفان كأس العالم كما أنهما متشابهتان في قطاع الطاقة كأكبر دولتين في العالم في تصدير الغاز الطبيعي، وقمنا بالتنسيق في هذه المواضيع والتي تنتج فرص استثمارية للقطاع الخاص خصوصا في كأس العالم.
وأشار إلى أن مطار حمد الدولي يستقبل ما يقارب 200 ألف راكب روسي سنويا في رحلات الترانزيت، كما بدأت الجالية الروسية في قطر تتوسع، فهنالك فنيين يعلون في الخطوط القطرية وفي وظائف أخرى وهم يعززون التجارة والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، كما أن السفير الروسي بالدوحة يقوم بدور جيد في تعزيز التعاون والعلاقات، مضيفا: "استقبالنا في ورسيا كان استقبالا باهرا وبحفاوة كبيرة من كل الجهات".
وتابع يقول: "يوجد حاليا مباحثات لتدشين مشروعات قطرية روسية عديدة، وإقامة استثمارات مشتركة على الصعيدين الرسمي والقطاع الخاص.. كما يوجد توجه من رجال الأعمال القطريين نحو روسيا، ويطلبون معلومات عن مشاريع معينة في قطاعي السياحة والعقارات ويرغبون بالاستثمار فيها، حيث بدأ رجال الأعمال القطريون يجمعون المعلومات عن الاقتصاد الروسي والفرص المتاحة وهذه بداية نحو الانطلاق إلى السوق الروسي، وهنالك مستثمرين قطريين زاروا موسكو ومدن روسية أخرى واطلعوا على الفرص الاستثمارية المتاحة.
إستثمارات عالمية
وأشار إلى أن رجال الأعمال القطريين ينطلقون باستثماراتهم إلى مختلف دول العالم، حيث توجد حاليا فرص كبيرة ومتعددة في العالم، مع خصخصة مشاريع وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء، ويوجد دول كثيرة ترسل كثيرا من المعلومات عن مشاريع الخصخصة ومشاريع استثمارية، لذلك يوجد فرص في العالم وحاليا رجال الأعمال القطريين لديهم رؤوس اموال يريدون استغلالها في الفرص المجدية.
وأشار بن طوار إلى أن مجلس الأعمال القطري الروسي سوف يواصل عقد إجتماعاته بشكل منتظم، وكذلك المركز الروسي الخليجي سوف يكون نقطة جذب، لافتا إلى أن الروس مهتمون بالمنطقة ويعولون على المركز كنقطة جذب بأن يخدمهم ويساعدهم في إيجاد الشركاء الجادين ويقدم خدمات عديدة تسهل استثماراتهم في المنطقة، وهنالك تواجد من الطرف الروسي في المركز ولديهم خبرة كبيرة في القطاع الخاص.
وقال إن الإجتماع المقبل لمجلس الأعمال القطري الروسي المشترك سوف يعقد في الدوحة في شهر سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، مضيفا: "نحن على تواصل وغدا سوف يأتي وفد روسي أيضًا وهنالك تواصل مستمر".
وقال إن من بين المشاريع التي تم طرحها للإستثمار المشترك في قطر، كل من صناعة البطاريات الضخمة وتجميع بعض السيارات والحافلات وتصنيع المواد الغذائية ومشاريع إستراتيجية أخرى، وهم سوف يأتون بتقنياتهم، والدولة تستفيد من الطاقة ووجود المواد الأولية، لذلك فإن هذا هو وقتها لكي يتم استغلالها، كما أن الروس يريدون الانطلاق في المنطقة بدءا من قطر.
ثقة بالإقتصاد القطري
وأضاف أن العديد من الدول ترغب في أن تبدأ إستثماراتها في المنطقة من قطر، وذلك لثقتها الكبيرة بقطر كإقتصاد قوي ووجود الطاقة والمواد الأولية وقربها من الأسواق والاهم أن قطر اسمها محبب عند الدول الأخرى حيث يوجد ثقة عالمية كبيرة بالاقتصاد القطري وهذا يؤثر إيجابيا على التجارة والبضاعة وكل شي، حتى الأوروبين يقولون "نبدا من قطر أفضل لنا فهي دولة مضمونة عالميا من الناحية الاقتصادية"، والكل يرغب أن يبدأ من قطر.
الروس وعدونا بتسهيلات للاستثمارات القطرية وتقديم فرص مميزة للمستثمر القطري.. ثقة عالمية كبيرة بالإقتصاد القطري تؤثر إيجابياً في جلب الإستثمارات
وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية لإنشاء مركز الأعمال الخليجي الروسي، وقعها من الجانب القطري سعادة السيد محمد بن أحمد بن طوار رئيس الوفد القطري، والسيد عمر جبريالوف رئيس الجانب الروسي في مجلس الأعمال القطري الروسي.
وقال بن طوار أن مجلس الأعمال القطري الروسي منذ تأسيسه عام 2007 أسهم في المضى بالعلاقات الاقتصادية القطرية الروسية قدمًا، وأضاف أن غرفة قطر استضافت اجتماع للمجلس في ديسمبر من العام الماضي للتعريف بالفرص المتاحة في مجالات الصناعة والزراعة والعقارات والغاز والبنية التحتية والتكنولوجية.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل إلى 111 مليون دولار عام 2015، وهو مستوى لا يزال دون طموحات الشعبين، منوهًا بأن نجاح مجلس الأعمال القطري الروسي مرتبط بقدرته على تقديم اقتراحات عملية لزيادة حجم التبادل التجاري والشراكة بين أعضائه، ورصد المعوقات والعمل على حلها.
© Al Sharq 2016