من ديفيد فرينش

دبي 12 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - كانوا مستاءين من تعليقات حملته الانتخابية بشأن المسلمين، لكن بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبنى المسؤولون التنفيذيون بمنطقة الخليج نبرة تصالحية وقالوا إنهم منفتحون على العمل التجاري مع الولايات المتحدة.

في دبي يستطيع المار بطريق على حافة الإمارة أن يرى اللافتات التي تبرز اسم الرئيس المنتخب ودعمه لمشروع داماك الخاص ببناء مجتمع عمراني مغلق يضم ناديا صحيا وملعب جولف يحمل العلامة التجارية لترامب.

والروابط التجارية الخليجية مع ترامب وشركات أمريكية أخرى قوية. فقد استوردت الولايات المتحدة بضائع وسلعا من بينها النفط بقيمة 32.4 مليار دولار من الدول الخليجية الست في 2015 كما أن المنطقة تعد أهم قاعدة عملاء لشركة بوينج وعدد من شركات الدفاع الأمريكية.

كما أن لدى صناديق الثروة السيادية الخليجية استثمارات بمئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة.

غير أن شخصيات عربية بارزة في عالم الأعمال كانت غاضبة من دعوات الحملة الانتخابية لترامب المطالبة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة عقب مقتل 14 شخصا في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا على يد زوجين مسلمين في ديسمبر كانون الأول 2015.

ووصف الأمير السعودي الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة التي تمتلك حصصا في شركات أمريكية من بينها سيتي جروب وتويتر ترامب بأنه "عار على أمريكا."

غير أن الملياردير السعودي كان من بين من تمنوا له التوفيق يوم الأربعاء وقال في تغريدة على تويتر "الرئيس المنتخب ... دونالد ترامب أيا كانت خلافات الماضي فقد قالت أمريكا كلمتها. تهانينا وأطيب التمنيات لرئاستكم."

وهناك أيضا رجل الأعمال والملياردير خلف الحبتور -الذي عمل مع ترامب في مشروع إنشاء توقف في 2008 - والذي كتب في افتتاحية صحيفة محلية في أغسطس آب العام الماضي يؤيد ترشح ترامب للرئاسة.

لكن الحبتور تراجع عن ذلك التأييد بعد تعليقات ترامب بشأن المسلمين وقال إن أموال الخليج ستخرج من الولايات المتحدة إذا فاز ترامب بالرئاسة.

وفي حديث لمجلة ارابيان بيزنس يوم الأربعاءأصر الحبتور على أن تصريحات ترامب بشأن المسلمين كانت لأغراض انتخابية فقط وأنه سيخفف من حدة نبرته من الآن فصاعدا وهو أمر سيفتح الباب أمام إعادة بناء علاقات طيبة مع الخليج.

وتوترت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والخليج وبخاصة المملكة العربية السعودية بسبب سعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإبرام اتفاق نووي مع طهران وهو ما قاد إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تخلت عمن ظلوا حلفاء لها ردحا طويلا من الزمن وفضلت عليهم منافستهم الإقليمية إيران.

كما تضررت العلاقات من موافقة الكونجرس الأمريكي في سبتمبر أيلول على تشريع يمهد الطريق أمام عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر أيلول لمقاضاة الحكومة السعودية التي كان 15 من مواطنيها بين خاطفي الطائرات التسعة عشر.

* "منافس شريف"

أعادت بعض شركات الخليج تقييم علاقاتها بترامب في نهاية العام الماضي. وحذفت شركة داماك الإماراتية مؤقتا أي إشارة لاسمه من الإعلانات بينما سحبت مجموعة لاندمارك المتخصصة في التجزئة خطا من الأدوات المنزلية التي تحمل علامة تجارية لترامب من سلسلة متاجرها.

لكن متحدثة باسم داماك قالت لرويترز يوم الخميس إن المشروعات ذات الصلة بترامب ما زالت تحمل اسمه في حين امتنعت مجموعة لاندمارك عن التعليق.

إلا أن محمد العارضي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لانفستكورب -التي لديها استثمارات بمليارات الدولارات في القطاع العقاري وغيره بالولايات المتحدة- كان مجاملا بشأن ترامب.

وقال العارضي خلال إحدى فعاليات الاستثمار يوم الأربعاء إن إنفستكورب تعرف أن "السيد ترامب" منصف لأن الشركة تنافست ضده في صفقة الاستحواذ على تيفاني ولم تكن لديه مشكلة مع فوزنا وذلك في إشارة إلى صفقة شراء شركة المجوهرات الكائنة في نيويورك عام 1984.

واستثمرت صناديق الثروة السيادية الخليجية أموالا هائلة في الاقتصاد الأمريكي.

ويتمتع جهاز أبوظبي للاستثمار بالثقل الجغرافي الأكبر بمحفظة يقدر حجمها بنحو 792 مليار دولار في أمريكا الشمالية أي ما يتراوح بين 35 و50 بالمئة. وعلى سبيل المثال فإن الجهاز يمتلك قدرا كبيرا من الأصول العقارية من بينها فنادق فخمة في مدن أمريكية كبرى.

وقال جهاز قطر للاستثمار في سبتمبر أيلول 2015 إنه سيساعد الدولة الخليجية على استثمار 35 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدار خمس سنوات.

وامتنع المتحدثان باسم جهاز قطر للاستثمار وجهاز أبوظبي للاستثمار عن التعليق على الانتخابات.

* ضبابية أمام شركات الطيران

تترقب شركات الخطوط الجوية الخليجية معرفة موقف ترامب من خلاف مع شركات الطيران الأمريكية.

وتقول مجموعة من شركات الطيران الأمريكية تضم امريكان ايرلاينز ويونايتد ايرلاينز إن شركتي طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية استفادتا على نحو غير عادل من دعم حكومي ودعت المجموعة لمراجعة اتفاقية السماوات المفتوحة التجارية مع البلدين.

وكان بعض المسؤولين التنفيذيين في شركات طيران خليجية عبروا من قبل عن تخوفهم من أن ترامب قد يقدم المصالح الأمريكية على حساب بقية قطاع الطيران العالمي.

وقال رئيس شركة طيران الإمارات تيم كلارك للصحفيين بدبي في الثامن عشر من أكتوبر تشرين الأول "من المهم جدا لأنشطتنا أن يستمر تحرير التجارة العالمية الممتد منذ حقبة كلينتون السياسية." مضيفا أن ترامب "قد يذهب إلى فرض المزيد من القيود على التجارة العالمية."

وامتنعت متحدثة باسم طيران الإمارات ومتحدث باسم شركة الاتحاد عن التعليق على نتيجة الانتخابات.

غير أن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر الذي عبر عن دعمه لترامب حتى بعد تصريحاته بشأن المسلمين رحب بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب.

وقال الباكر في بيان لرويترز "علاقتنا قديمة الأزل وكنت من أول المهنئين لترامب على موقعه القيادي الجديد الذي هو أهل له."

(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)