02 07 2016

منافسة خاصة بين طائرات الـ«100 مقعد» الصغيرة

يبدو معرض فارنبره للطيران في ضواحي لندن والذي سينطلق في 11 يوليو 2016 فرصة ملائمة لشركات تصنيع الطائرات أو المحركات لإبراز أحدث تقنياتها في الأجواء، مع أن المعرض سيشهد أيضا العديد من الصفقات التجارية سواء للطائرات أو الاتفاقيات الفنية الأخرى.

وسيتم عرض الطائرتين ايه 320 نيو وبوينغ 737 ماكس وهما الأكثر نجاحا من الطلبيات، إضافة الى عرض طائرات من مصنعين مثل بومبارديه بطائرتها سي سيريز وامبارير بطائرتها أي 190 المخصصة للرحلات المحلية.

وفي الجانب العسكري ستكون هناك شركة لوكهيد مارتن بطائرتها سترايك فايتر بطرازين هما اف 52 ايه وإف 35 بي، رغم الأحداث السياسية التي تشهدها بريطانيا هذا العام وأبرزها الاستفتاء بالخروج من الاتحاد الاوروبي.

ولعل شركات التصنيع وخاصة عملاقي الصناعة بوينغ وإيرباص يراقبان ما يحدث في المملكة المتحدة وخاصة فيما يتعلق بخطوة الخروج، وما يعني لها ذلك من تغيرات في السياسة الاستثمارية وسلسلة التوريد وتأثيرات ذلك على عملياتها وتنافسيتها في السوق.

ولدى شركة ايرباص مثلاً استثمارات ضخمة في المملكة المتحدة ولديها عقود بالمليارات مع شركات تورد لها مكونات الطائرات بما فيها المحركات لعل أبرزها شركة رولز رويس.

عروض ويقول تقرير فلايت غلوبال حول المعرض ان الحدث سيشهد أيضا كما هو الحال في كل عام العديد من العروض الجوية التي تلفت انتباه الجمهور، سواء عروض الطائرات العسكرية أو المدنية التجارية.

ولعل عرض الطائرتين ايه 320 نيو وبوينغ 737 ماكس يعكس المنافسة الشديدة بين عملاقي الصناعة في السيطرة على سوق الطائرات من الجيل الجديد ذات الممر الواحد، حيث أعلنت كلتا الشركتين عن خطط لتسريع الإنتاج ليصل الى 60 طائرة شهريا وبمعدل طائرتين في اليوم.

منافسة

ورغم عرض الطائرة ايه 320 نيو في معرض برلين في يونيو من هذا العام إلا أن ايرباص ستعيد الكرة مرة أخرى في معرض فارنبره وتعرض طائرتها أمام الزوار وشركات الطيران وهي الطائرة التي تعمل بمحركات من برات اند ويتني والتي كانت لوفتهانزا أول شركة تتسلم وتشغل هذه الطائرة.

والمنافسة أيضا لن تكون بين مصنعي الطائرات بل أيضا بين مصنعي المحركات، حيث يتوقع ان تعمل طائرة ايه 320 نيو بمحركات أخرى ربما من صنع شركة سي أف ام.

وتنتظر شركات الطيران وخاصة تلك التي تتطلع الى الطائرة الصغيرة «ة ريجينال» طائرة بومبارديه «سي سيريز» ذات الممر الواحد ويتوقع ان تكون في المعرض في ظهورها الرابع في معارض الطيران بعد باريس ودبي وسنغافورة. ودخلت الطائرة سي سيريز 100 الخدمة في يوليو الماضي وكانت الخطوط السويسرية أول مشغل لها تبعتها طائرة سي سيريز 300 من خلال شركة اير بلطيق ومع تسارع استخدامها من قبل شركات مثل دلتا ستكتسب الطائرة مزيدا من الثقة وهي تنتظر المزيد من الصفقات في المعرض.

تصنيع

وكما هو الحال في منافسة بوينغ وايرباص تبدو شركات تصنيع الطائرات الصغيرة سعة 100 راكب تتأهب للمنافسة في المعرض للحصول على صفقات جديدة في ظل وجود الطلب على هذا النوع من الطائرات المخصص للرحلات القصيرة.

شركة امبارير المنافسة لبومبارديه تسير ضمن خططها المعتادة وقد نجحت في بدء الرحلات التجريبية لطائرتها الجديدة أي 190 للمرة الأولى في مايو الماضي. وتأمل الشركة في تعزيز مبيعاتها من هذه الطائرة التي بلغت طلبيتها حتى اليوم 270 طائرة.

أما شركة ميتسوبيشي فهي ما زالت تكافح لإنجاح برنامج طائراتها الجديدة ام آر جي التي بدأت في الطيران الاختباري منذ العام الماضي وما زالت تأمل في اجتياز 2500 ساعة من الاختبارات. وتأمل في عرض الطائرة بشكل كامل في معرض باريس من العام المقبل.

دخول الصين

ومن بعيد تبدو الصين أيضا عازمة على الدخول في سوق الطائرات الصغيرة سعة 100 راكب أو اكثر من خلال طائرتها المنتظرة ايه أر جي 21 وكذلك بالنسبة لروسيا في طائرة كوماك. وكلتا الطائرتين الروسية والصينية تستعد لدخول السوق.

ومن ضمن الطائرات التي ستعرض في الحدث طائرة ايرباص 900-350 والتي عرضت قبل عامين بألوان الخطوط القطرية وشعار ايرباص وكانت القطرية أول شركة طيران تتسلم هذه الطائرة.

إيرباص مترددة تجاه تعديل طائرة إيه 1000-350

تبدو شركة ايرباص حاليا غير راغبة في إنتاج أنموذج اكبر لطائرة ايه 1000- 350 وهي تتحفظ على ذلك لاعتبارات تشغيلية.

وبرزت تصريحات من إدارة الشركة ممثلة بالرئيس التنفيذي للشركة فابريس بريجيه والرئيس التجاري للعملاء جــون ليهــي تؤكـد ان الشركة لن تلجــأ حاليــا الــى هــذا الخيــار.

وكان بريجيه قد أبدى تحفظه أمام الصحفيين خلال «أيام الابتكار» التي دعت إليها ايرباص 150 من الصحفيين من العالم، مشيرا الى أن وجود مثل هذه الطائرة تؤثر على الطلب على طائرات 1000-350 الحالية والتي تبلغ سعتها 350 مقعدا، والتي تقوم ايرباص حاليا بتطويرها.

وبدوره أثار ليهي عددا من الأسئلة حيال جدوى إنتاج الطائرة 1000-350 المحسنة أو ذات السعة الأكبر في ظل وجود 3 طائرات في السوق تتسع لنحو 400 مقعد وهي 350 الحالية والبوينغ 8-747 إضافة الى البوينغ 9-777 التي تقوم بوينغ بتطويرها ويتوقع ان تدخل السوق في العام 2020.

وكانت بوينغ تدرس إنتاج طائرة جديدة ملائمة «للسوق المتوسط» وأجرت مشاورات فعلية مع سلسلة التوريد رغم ان الطائرة لن تكون في السوق قبل عام 2025.

وفي حال لم تظهر أي من الطائرتين ايه 350 المحسنة وطائرة السوق المتوسط من بوينغ فهذه لن تكون أول مرة تسقط فيها الشركتان خططا مماثلة، فقد حدث ذلك بالنسبة لطائرة بوينغ سونيك كروزر وطائرة ايرباص 900-380.

ويقول محللون أن كلتا الشركتين تتبنى موقفا براغماتيا تجاه إنتاج الطائرات الجديدة نظرا لحجم الطلبيات الضخمة من الطائرات التي يتوجب تسليمها لشركات الطيران .

10% تراجع في أعداد السياح البريطانيين بسبب الخروج من الاتحـاد الأوروبي

يقول بيتر موريس كبير الاقتصاديين في فلايت غلوبال إن هناك تأثيرات متوقعة على قطاع الطيران والسياحة جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولعل المستهلك سيكون في صميم هذه التأثيرات.

ويشير موريس ان تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة تصل إلى 25 % قد تنعكس على أعداد السياح البريطانيين الى الخارج، حيث يتوقع تراجع أعدادهم بنسبة تصل الى 10 %. كما أن بطء الاقتصاد البريطاني المتوقع في عام 2017 سيعمل على تخفيض الإنفاق على أعمال السياحة والسفر.

وقال ان شركات الطيران ستعمل على إعادة توازن شبكاتها الأوروبية تباعا وهو أمر سينعكس مباشرة على المستهلك أي أن الأسعار سترتفع مع تراجع مستوى الخدمات.

وكانت بريطانيا خلال العقود الماضية أبرز المستفيدين من وجود السماء الأوروبية الموحدة وصدرت تصريحات من مسؤولي الطيران فيها تسعى الى بقاء بريطانيا ضمن هذا السوق رغم الخروج من أوروبا.

ويوضح أنه من السابق لأوانه معرفة التأثيرات الفعلية على قطاع الطيران لكن الأمر المؤكد ان هناك الكثير من التغيرات التي يتوجب البدء بها والتي ستشكل تحديات فعلية لقطاع الطيران والسياحة داخل داخل المملكة المتحدة.

وكانت أبرز التأثيرات الفورية تراجع أسهم شركات الطيران ومنها «آي ايه جي» التي تملك الخطوط البريطانية والخطوط الايبيرية بنسبة 25 % وتراجع سهم ايزي جيت بنسبة 18.5 % وحتى لوفتهانزا بنسبة 10 %.

وتوقع التقرير ان تظهر نماذج جديدة للأعمال في مجال الطيران مدفوعة بالتغيرات المتوقعة جراء تغيير الاتفاقيات بين بريطانيا ودول الاتحاد. وكان من نتائج دخول بريطانيا في أوروبا ان تراجعت تكلفة النفقات وتراجع أسعار التذاكر وهي أمور يتوقع ان تتغير خلال السنوات المقبلة.

وأشار الى أن النقل الجوي وخلال العقدين الماضيين كان من أبرز محركات الاقتصاد في أوروبا، وخاصة فيما يتعلق بخلق الوظائف وتعزيز السياحة وخاصة العائلية منها. وعلى سبيل المثال فإن شركات التوريد مثلاً التي كانت تعمل في سوق يصل أعداد سكانه الى 440 مليونا مع أوروبا فإنها الآن ستتعامل مع سوق حجمه 60 مليوناً فقط.

وعند الحديث عن شركات الطيران البريطانية فإن شركة مثل آي ايه جي التي تمتلك اليوم الخطوط البريطانية وحصة في ايرلنغوس الايرلندية وتمتلك أيضا الخطوط الايبيرية، إضافة الى حصة في فيولنج للطيران الاقتصادي. فإنها مجبرة اليوم على إعادة النظر في شبكة وجهاتها والتركيز اكثر على مقرات هذه الشركات في دبلن ومدريد وتعمل أيضا على تطوير اير لنغوس أكثر.

© البيان 2016