PHOTO
19 08 2016
(رويترز) - جلس الصبي السوري يحدق في لا شيء وقد تملكه الذهول والصدمة وقد كان وجهه ملطخا بالدماء الممتزجة بالتراب بعد غارة جوية فيما يبدو على مدينة حلب مما أثار الغضب والقلق على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس.
وأثناء جلوسه وحيدا داخل سيارة الإسعاف حاول الصبي -الذي عرفه الأطباء باسم عمران دقنيش ويبلغ من العمر خمس سنوات- مسح الدماء من على رأسه غير واع بالإصابة التي لحقت به.
وكتبت مستخدمة على موقع تويتر تدعى تشارلين ديفيراتوردا "طفل مسكين. في عمر حفيدي. لا يمكنني أن أتخيل. لا تغادر الصورة خيالي."
وكان (هاشتاج) وسم (سيريان بوي) الأكثر تداولا على موقع تويتر في الولايات المتحدة وبريطانيا. وقالت شركة زومف التي تحلل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي إن أكثر من عشر تغريدات نشرت كل دقيقة على تويتر. ونشرت كثير من التغريدات صورا للطفل وصورا للطفل السوري أيلان كردي الذي عثر على جثته على الشاطئ في تركيا العام الماضي.
وجرى تداول تسجيل مصور لأطفال يتم انتشالهم من تحت أنقاض مبنى تعرض للقصف في حلب على وسائل التواصل الاجتماعي مما أثار حالة من الغضب والإدانة بشأن الحقيقة المفزعة للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمسة أعوام.
وكتب مستخدم على تويتر يدعى مالكولميت "ليس المهم أن تنتشر... المهم ما سيحدث حيال ذلك؟"
وكتبت سارة عاصف في تغريدة أخرى "لذا إذا تحول هذا الطفل المرعوب ذات يوم إلى إرهابي... لمن نوجه اللوم؟"
وأصبحت حلب المقسمة بين مناطق تسيطر عليها المعارضة وأخرى تسيطر عليها الحكومة بؤرة القتال في الصراع السوري.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من غارات جوية مكثفة بشكل يومي بينما تحاول القوات الموالية للحكومة استعادة الأراضي التي فقدتها لصالح المعارضة قبل أسبوعين في جنوب غرب المدينة.
وتم تصوير هذه اللقطات يوم الأربعاء في حي القاطرجي في المدينة.
ويظهر عامل إغاثة ينتشل صبيا صغيرا من تحت أنقاض مبنى ويضعه على كرسي داخل سيارة إسعاف قبل أن ينطلق عائدا إلى المكان الذي تعرض للقصف. ويجلس الطفل وحيدا مذهولا أمام طفلين آخرين جرى نقلهما إلى سيارة الإسعاف. وانضم إليهم رجل وجهه ملطخ بالدماء.
وقال المصور الحر المقيم في حلب محمد رسلان أبو شيخ الذي كان في الموقع إن عمال الإنقاذ المدنيين وعمال الإغاثة هللوا لدى انتشال عمران من تحت الأنقاض حيا مع بقية عائلته المكونة من ستة أفراد.
وأضاف لرويترز "كان في حالة صدمة ولم يكن حتى يبكي ..لقد جعلنا نبكي بينما كان هو صامتا ..يتابعنا فحسب."
كانت صورة اللاجئ السوري الغريق أيلان كردي (ثلاثة أعوام) وقد لفظت الأمواج جثته إلى شاطئ منتجع تركي قد زادت التعاطف الدولي مع ضحايا الحرب السورية العام الماضي. واجتاحت صورة أيلان الذي لقي حتفه عندما انقلب قارب لمهربي البشر يقل أسرته ولاجئين آخرين إلى جزيرة يونانية قريبة وسائل التواصل الاجتماعي وأعيد تداوله آلاف المرات.
(إعداد وتحرير محمد اليماني للنشرة العربية)
© Reuters 2016