PHOTO
19 07 2016
الشركات التي لا تنتهج سياسة البيئة 'السحابية' ستصبح نادرة التواجد بحلول عام 2020"الحوسبة السحابية" أو ما يسمى "إنترنت المستقبل" هي البنية التحتية الحالية لجميع أنظمة الأعمال الذكية التي تبحث عن تطوير نشاطاتها بأعلى كفاءة وإنتاجية وأقل تكلفة ممكنة، حيث إن الشركات التي لا تنتهج سياسة البيئة "السحابية" ستصبح نادرة التواجد بحلول عام 2020، تماما كما هو حال الشركات التي لا تطبق سياسة "الإنترنت" في زمننا الراهن.
وكشفت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر في دراسة صدرت أخيرا، أن مفهوم "السحابة أولا" قد تطور بشكل كبير ليصل إلى "السحابة فقط"، الذي بدوره بدأ يحل محل المواقف المدافعة عن مفهوم "لا للسحابة" الذي ساد عديدا من كبريات شركات توريد الخدمات خلال السنوات الأخيرة، واليوم، نجد أن معظم الابتكارات التقنية التي تطرحها شركات التوريد قائمة على السحابة بشكل جوهري، وذلك بهدف إعادة تركيب التقنيات ضمن أماكن العمل.
وأشارت جارتنر إلى أنه بصرف النظر عن الحقيقة القائلة إن معظم المؤسسات التي لا تنتهج سياسة البيئة "السحابية"، إلا أنه في العادة تقوم باستخدام السحابة بطريقة غير معلنة أو ظاهرة للعيان، كما أن هذا الواقع سيضعف بوتيرة متنامية ومتسارعة، وبالمقابل سيرتفع معدل الاختيار الافتراضي للسحابة من أجل عمليات نشر البرمجيات، وذات الأمر سينطبق على البرمجيات المخصصة التي يجري تصميمها على نحو متزايد لمصلحة بعض البيئات السحابية العامة أو الخاصة المختلفة، لكن، هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن كل شيء سيصبح قائما على السحابة، فدوافع القلق ستبقى سيدة الموقف في بعض الحالات.
ومع ذلك، فإن الموقف المتشدد إزاء عدم الاستعانة بالبيئة السحابية سيتلاشى بالتدريج إلى حد كبير. أما البيئة الهجينة فستصبح الخيار المستخدم الأكثر شيوعا من بين أنواع السحابة، لكن هذا الأمر سيتطلب إدراج السحابة العامة في استراتيجية عامة وشاملة.
من جهة أخرى، ستتمكن شركات توريد التقنيات وبوتيرة متنامية من تعزيز قدرتها على تأمين الإمكانات السحابية القابلة للاستهلاك من قبل عملائها.
كما أنه بحلول عام 2019، فإن أكثر من 30 في المائة من استثمارات أكبر 100 شركة لتوريد البرمجيات الجديدة ستتحول من مفهوم "السحابة أولا" إلى مفهوم "السحابة فقط"، وبالفعل بدأ الموقف العام السائد حاليا والراسخ إزاء مفهوم "السحابة أولا"، المتبع من قبل جهات تصميم وإعداد البرمجيات، بالنمو تدريجيا أو الاستعاضة عنه بالمفهوم "السحابة فقط"، وهذا الأمر ينطبق أيضا على سيناريوهات السحابة الخاصة والهجينة، وسيتوافر المزيد من القدرات الرائدة لقطاع تقنية المعلومات فقط عن طريق السحابة، ما سيدفع المؤسسات المترددة أكثر نحو تبني خيار السحابة.
ورغم أن بعض التطبيقات والبيانات ستبقى مقيدة في إطار التقنيات القديمة، إلا أن المزيد من الحلول الجديدة ستكون قائمة على السحابة، ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على البنى التحتية المتكاملة.
بالمقابل، لن تستطيع المؤسسات المتزمتة إنتاج وطرح حلول انسيابية لتقنية المعلومات، وفي ظل تحول عمليات التسليم بشكل متنام نحو السحابة، فإنه يتوجب على معظم مؤسسات تقنية المعلومات إعادة تنظيم أهدافها وعملياتها لتعكس واقع الأعمال الجديد للحوسبة السحابية، التي تقوم على سياسة الابتكار والتغيير المستمر، والتكامل الشامل، ومنافسة شركات توريد الخدمات السحابية على بعض المبادرات، والانتشار الطاغي لسياسة النفوذ عوضا عن سياسة التحكم ضمن علاقات تقنية المعلومات المرتبطة بقطاعات الأعمال.
ورغم أن خدمات تقنية المعلومات الداخلية شكلت أكبر منافس بالنسبة لشركات توريد الخدمات الخارجية في تاريخها، إلا أنه في ظل التحولات التي تشهدها سياسات الإنفاق، وإعادة التنظيم الهيكلي، وواقع الأعمال المتغير الذي سبق التطرق إليه آنفا، ستتحلى شركات توريد الخدمات بالمكانة التي تؤهلها من بسط نفوذها والهيمنة.
وأشارت جارتنر إلى نمو سوق خدمات السحابة العامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 3.18 في المائة خلال العام الجاري، ليبلغ إجمالي تداولات السوق 3.879 مليون دولار، مرتفعا بذلك عن 1.743 مليون دولار سجلها خلال العام الماضي.
ومن المتوقع أن تصل قيمة تداولات قطاع العمليات التجارية كخدمة، وهو القطاع الأكبر ضمن سوق خدمات السحابة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى 3.261 مليون دولار خلال العام الجاري، أي بزيادة قدرها 6 في المائة على ما حققه في العام الماضي.
© Maqar 2016