PHOTO
من عزيز اليعقوبي وميشيل نيكولز
الرياض/الأمم المتحدة 18 فبراير شباط (رويترز) - قالت الأمم المتحدة إن طرفي الحرب في اليمن وافقا على البدء في سحب القوات من ميناء الحديدة الرئيسي بموجب اتفاق برعاية المنظمة الدولية، وذلك في أعقاب جهود دبلوماسية على مدى أسابيع لإنقاذ الاتفاق المتعثر بخصوص من يجب أن تؤول له السيطرة على مدينة الحديدة الساحلية.
كانت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والحكومة التي تساندها السعودية اتفقتا خلال محادثات في ديسمبر كانون الأول على سحب القوات بحلول السابع من يناير كانون الثاني من الحديدة بموجب اتفاق هدنة استهدف الحيلولة دون شن هجوم شامل على الميناء وتمهيد الطريق للمفاوضات بغية إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات. والحديدة هي شريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون المجاعة.
وجاء في بيان أصدره مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة "الطرفان توصلا إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل للقوات". ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن ما جرى الاتفاق عليه.
وتنص المرحلة الأولى على انسحاب الحوثين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى يقابله انسحاب لقوات التحالف من الضواحي الشرقية للمدينة حيث احتدمت المعارك قبل سريان وقف لإطلاق النار في 18 ديسمبر كانون الأول.
ويسيطر الحوثيون على الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية لمعظم المساعدات إلى اليمن ووارداته التجارية، بينما تحتشد القوات اليمنية الأخرى التي يساندها تحالف تقوده السعودية على أطرافها.
وقال بيان الأمم المتحدة إن الجانبين اتفقا أيضا "من حيث المبدأ" على المرحلة الثانية والتي تتطلب إعادة انتشار كامل لقوات الطرفين في محافظة الحديدة.
وقال مصدران مشاركان في المفاوضات، رفضا نشر اسميهما بسبب حساسية المناقشات، إن كلا الجانبين لم يتفقا بعد على جدول زمني للانسحاب أو على آلية لتولي القوات المحلية مسؤولية الأمن في الموانئ والمدينة.
وأضاف مصدر لرويترز "الأمم المتحدة لا تزال تبحث كيفية تقليص الفجوة بين الجانبين بشأن آلية اختيار القوات التي ستسيطر على المدينة".
وذكر المصدر الآخر أن أمام الطرفين سبعة إلى عشرة أيام لاتخاذ قرار بشأن أماكن إعادة انتشار قواتهما، مضيفا أن المقاتلين الحوثيين قد ينسحبوا لمسافة تصل إلى 20 كيلومترا من الميناء.
* ممرات إنسانية
أدى الخلاف بشأن السيطرة على الحديدة إلى التأخر في فتح ممرات إنسانية لازمة للوصول إلى عشرة ملايين يمني يواجهون المجاعة.
وأبلغ مصدر بالأمم المتحدة رويترز بأن الجانبين اتفقا خلال المرحلة الأولى على إعادة فتح الطرق الرئيسية التي تربط الحديدة بالعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وفي تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية.
وقال المصدر إنهما اتفقا كذلك على إتاحة الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر، التي يوجد بها نحو 50 ألف طن حبوب من برنامج الأغذية العالمي تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.
والهدنة في الحديدة صامدة إلى حد بعيد لكن لا تزال هناك مناوشات متقطعة في نقاط ساخنة على أطراف المدينة.
وأصبحت الحديدة محور الحرب العام الماضي عندما شن التحالف هجومين للسيطرة على الميناء وإضعاف الحوثيين بقطع خط الإمدادات الرئيسي لهم.
وتقود السعودية والإمارات التحالف العربي السني الذي تدخل في حرب اليمن عام 2015 لمحاولة إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أطاح به الحوثيون في أواخر 2014.
ويسيطر الحوثيون على معظم المراكز الحضرية في اليمن في حين تسيطر حكومة هادي المتمركزة في مدينة عدن الجنوبية الساحلية على بعض البلدات الساحلية.
وتضغط دول غربية، بعضها يزود التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، من أجل إنهاء الحرب التي حصدت أرواح عشرات الآلاف.
ويعتبر الصراع على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون تلقيهم المساعدة من طهران ويقولون إنهم يثورون على الفساد.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)