PHOTO
30 07 2016
وسط توقّعات أمريكية بتعافي سعره إلى 61 دولارا السنة المقبلة
أكّد الخبير الطاقوي عبد الرحمان مبتول أنه في حال ظلت أسعار النفط في حدود 40 دولارا للبرميل الواحد، نهاية السنة الجارية، لن تتجاوز مداخيل الجزائر من صادرات المحروقات قيمة 30 مليار دولار. ويحدث هذا وسط توقعات لبنك أمريكي بتعافي سوق النفط سنة 2017 ليصل سعر البرميل الواحد إلى 61 دولارا.
توقع تقرير حديث عن الطاقة، صادر عن "بنك أوف أمريكا ميريل لينش"، أن يصل سعر البرميل من الخام إلى 61 دولارا في العام المقبل، مستدلا بتراجع حقول النفط في الدول غير الأعضاء في الأوبك بنسبة 5 بالمائة، فضلا عن دول الأوبك، على غرار الجزائر، فنزويلا وأنغولا والذي من المنتظر أن تعوّضه السعودية، ليشير إلى تراجع الإنفاق الرأسمالي العالمي على النفط والغاز بـ41 في المائة، أي 285 مليار دولار، عن ذروتها عام 2014، وهذا الانهيار في الإنفاق بدأ يؤثّر في الإنتاج، فقد وصلت معدلات الانخفاض خارج منظّمة الـ"أوبك" إلى 5 في المائة، ليتجاوز معدل التراجع الذي سجّله في عام 2009، 4.87 في المائة.
ومن جهته، أكّد الخبير الطاقوي مبتول في اتّصال بـ "المحور اليومي" أنّه في حال ظلّ سعر برميل النفط في حدود 40 دولارا والذي رجّح إلى عدم تعافيه لأكثر من 50 دولار نهاية السنة الجارية، لن تتجاوز مداخيل صادرات الجزائر من المحروقات 30 دولارا للبرميل الواحد.
وقال محدّثنا في هذا الصدد إنّ التناقضات التي عرفت مشاورات السعودية وروسيا في الفترة الأخيرة آلت إلى تشبّث كل دولة مصدرة للنفط على مواصلة الإنتاج وعدم تخفيضه، والذي يظهر من خلال تأكيد وزير الطاقة الروسي منذ حوالي أسبوع بعدم وجود أي محادثات أخرى مع السعودية أكبر منتجي النفط بالأوبك لخفض الإنتاج مجدّدا، أين هوت بسعر برميل النفط إلى 45 دولارا في ظرف قياسي لم يتجاوز اليومين، بعد أن عرف استقرارا وتعافيا في حدود 50 دولارا لمدة تراوح الشهر، ويحدث هذا في انتظار ما سيُسفر عنه اجتماع المنتدى الدولي للطاقة المقرّر عقده بالجزائر شهر سبتمبر المقبل.
وأكّد محدّثنا في السياق ذاته، بعيدا عن توقعات سوق النفط ومداخيله وكذا استقراره أو تعافيه، على ضرورة توجّه الحكومة بجدية نحو القطاعات المنتجة وتبنّي إجراءات وإصلاحات جديدة، على رأسها تشجيع الصناعات والاستثمارات التي تخلق الثروة بالنظر لضعف الإنتاجية المحلية التي يترتّب عنها استمرار استيراد عدة منتجات من السوق الأجنبية بإمكان الجزائر إنتاجها محليا وتخفيف فاتورة الواردات من الخارج، ملفتا في الوقت ذاته إلى أنّ البيروقراطية لاتزال تطغى على الإدارة الجزائرية.
ونوّه الخبير ذاته في سياق ذي صلة إلى وجود مُنافس جديد على سوق الغاز الأوربية والمتمثّل في أمريكا، مُزاحمة بذلك الجزائر باعتبار أوروبا أهم زبائنها التقليديّين.
© المحور 2016