17 07 2016

على عادتها في الأحداث العامة على اختلاف انواعها: اجتماعية، ثقافية، رياضية، وسياسية، لعبت شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة خلال اليومين الماضيين دورا كبيرا في نقل مجريات وتطورات محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها فصيل في الجيش التركي للسيطرة على الحكم، وفي مشاركة الاخبار أولا باول بالاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة.

كما اشتعلت شبكات التواصل الإجتماعي لا سيما : فيسبوك وتويتر في الأردن والمنطقة وخصوصا ليلة أول من أمس الجمعة عندما بدأت الاحداث ليلا، حيث انشغل مستخدمو وناشطو منصات التواصل الاجتماعي بمتابعة الحدث والتعبير عن أرائهم حول ما يحصل في تركيا، لينقسموا كالعادة بين من هو مؤيد ومعارض، مع وقوف كثيرين إلى جانب إرادة الشعب التركي، الذي نزل للشارع في ساعات متأخرة ورفض محاولة بعض قيادات الجيش التركي الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد.

بيد ان ما ظهر واضحا على منصات التواصل الاجتماعي، وتسليطها الضوء على مجريات محاولة الانقلاب الفاشلة، ما لعبته تقنيات " الفيديو" و"البث المباشر" من دور كبير في نقل الأحداث والاخبار في اللحظة، وهي التقنيات التي لا تترك مجالا للشك والريبة كما كان يحدث من قبل على هذه الشبكات عندما كان المستخدمون يعتمدون على المحتوى النصي أو الانتظار وقتا طويلا لحين تصوير فيديو لبثه عبر منصاتها.

الدور الكبير الذي لعبته تقنيات "الفيديو" والبث المباشر" تجلّى في جانبين، الأول: عندما ظهر الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" عبر تطبيق للهواتف الذكية هو تطبيق " فيس تايم" لاجهزة الايفون متصلا بقناتين تلفزيونيتين عالمية وتركية كاسرا بذلك سيطرة الإنقلابيين على مقر التلفزيون الحكومي وبثه لبيان قال انه سيطر على الحكم.

لقد اعتمد " اردوغان " وانصاره على تقنيات الاتصالات الحديثة من مكان تواجده، وخاطب تركيا مرتين عبر تطبيق "فيس تايم" من خلال قناة "سي ان ان تركيا"، وفي المرة الثانية تحدث من خلال قناة تركية هي " قناة ان تي في"، حيث دعا الشعب التركي إلى النزول إلى الشوارع والميادين للحفاظ على الديمقراطية، معتبرا ان ما يحدث هو خروج لفصيل صغير من الجيش.

وفي الجانب الثاني لعبت تقنيات الفيديو والبث المباشر دورا كبيرا في نقل احداث من قلب تركيا عندما بث ناشطون اتراك الاحداث في مختلف انحاء تركيا بالفيديو، عبر تطبيق " فيسبوك لايف " ، وتطبيق "بيرسكوب" التابع لتويتر، وكان يظهر ذلك من خلال موقع " facebook.com/livemap" الذي كان يظهر الفيديوهات التي تبث من مواقع مختلفة لنشاطين في تركيا كانوا ينقلون الاحداث اولا باول وهو الامر الذي ينفي الاخبار التي جرى تداولها حول حجب فيسبوك وتويتر ويويتوب في تركيا.

وتظهر ارقام غير رسمية حصلت عليها "الغد" من مصادر مختلفة بان عدد مستخدمي الإنترنت في تركيا بشكل عام بلغ 50 مليونا بنسبة انتشار تصل إلى 60 % من عدد السكان، ويبلغ عدد مستخدمي فيسبوك حوالي 44 مليونا.

وأعلن رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، يوم أمس السبت أن 161 شخصا قتلوا في محاولة الانقلاب على حكومته والتي أسفرت عن اعتقال 2839 جنديا بشبهة المشاركة في المحاولة، كما أعلن رئيس الأركان التركي بالنيابة أوميت دوندار إحباط محاولة الانقلاب التي استهدفت الدولة مساء الجمعة، متوعداً بمحاسبة المسؤولين.

إلى ذلك قال المستشار والمدرب في مضمار الإعلام الاجتماعي خالد الاحمد بان تقنيات الفيديو والبث المباشر لعبت دورا كبيرا في نقل احداث تركيا ليل الجمعة، كما ظهرت اهمية وسائل الإعلام الحديثة وتوجهاتها في ظهور الرئيس التركي اردوغان مخاطبا شعبه عبر تطبيق " فيس تايم" ليكسر حاجز سيطرة الجيش على التلفزيون الرسمي.

وأكد بان ناشطي السوشيال ميديا الاتراك كانوا يبثون فيديوهات من قلب الحدث لما يجري، وهو تطور كبير لم نكن نشهده في سنوات سابقة، حيث ظهرت أهمية مثل هذه التقنيات في معرفة الاحداث بسرعة ومن قلب الحدث.

واشار إلى نشاطات كبيرة شهدتها منصات التواصل الاجتماعي في الأردن خصوصا ساعات بداية الحدث حتى صباح يوم أمس السبت، حيث انشغل الأردنيون من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في متابعة تطورات الاحداث في تركيا إلى حين تكشفت الأمور مع فشل محاولة الانقلاب على النظام في تركيا.

وأكد الاحمد أهمية الظهور بايجابية على شبكات التواصل الاجتماعي، وعدم نشر أو مشاركة أو اعادة نشر الاخبار الا بعد التأكد من صحتها وموثوقية المصادر لا سيما في مثل هذه الاحداث، حتى لا نسهم في نشر الاشاعات.

كما اشار إلى أهمية التحاور بايجابية بعيدا عن الحدية بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما في الامور والاحداث التي ينقسم فيها الناس بين مؤيد ومعارض.

© Alghad 2016