PHOTO
27 07 2016
أكد أن الكويت تلعب دوراً مهماً في حل النزاعات وإحلال السلام في الشرق الأوسطالكويت تستطيع أن تكون رائدة في مجال استخدام الطاقة المتجددة وأتمنى أن تكون فيلكا جزيرة خالية من الكربون
نجري الترتيبات لزيارة وزير الخارجية الكوري للكويت
842 مليون دولار حجم وارداتنا من الكويت وصادراتنا إليها بلغت 134 مليون دولار من بداية العام وحتى نهاية فبراير الماضي
الشركات الكورية تنفذ عدة مشاريع في مجال البنية التحتية بقيمة 29.2 مليار دولار
الحوار قادر على إنهاء الأزمة السورية والتدخل العسكري يزيد الأمر تعقيداً
أكد السفير الكوري الجنوبي يو يونتشول قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الكورية والتي وصفها بالتاريخية، مشيرا إلى أن البلدين تجمعهما شراكة وطيدة يعززها التقارب والتواصل الشعبي المميز على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية.
وأوضح يونتشول - في لقاء خاص مع «الأنباء» - أن بلاده تلعب دورا محوريا كجسر للتواصل بين الدول النامية والمتقدمة، لافتا إلى أن الكويت تلعب دورا مماثلا في حل النزاعات وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بدورها الانساني الرائد ومساهماتها السخية في التخفيف من معاناة المنكوبين من جراء الكوارث والحروب.
ولفت يونتشول إلى أن حجم الاستثمارات الكويتية في كوريا يبلغ 135 مليون دولار، معربا عن أمله في زيادتها عن طريق جذب المزيد من الاستثمارات في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن مدينة جنوب سعد العبدالله ستكون أول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت وفق أحدث المعايير العالمية، كاشفا عن أن الشركات الكورية تنفذ عدة مشاريع في مجال البنية التحتية بقيمة 29.2 مليار دولار، وإلى تفاصيل اللقاء:
أسامة دياب
بداية كيف ترى العلاقات الكويتية ـ الكورية؟
? العلاقات الديبلوماسية الكورية ـ الكويتية تاريخية وتتطور بشكل ملحوظ منذ بدايتها في عام 1979، حيث تقوم على شراكة قوية ووطيدة، إلا أنها تعيش الآن أزهى مراحلها في ظل التقارب والتواصل الشعبي المميز بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية وهو في رأيي أكثر ما يضيف لها ويقويها ويعطيها زخما ويدفعها دوما الى الامام.
في الحقيقة الكويت وكوريا يعنيان الكثير لبعضهما البعض وبينهما العديد من القواسم المشتركة والمتشابهة على صعيد الظروف التاريخية، بالإضافة إلى حرص القيادة السياسية في البلدين على توسيع مختلف مجالات التعاون المشترك بما يصب في صالح الدولتين ويعزز من قيمتهما على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وعلى صعيد العلاقات السياسية، نجد حالة من التوافق بين البلدين حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الاقليمية والعالمية مما يعكس عمق التفاهم بينهما، وبصفة عامة نحن راضون جدا عن التقدم والتطور في علاقات التعاون الثنائية مع الكويت.
وما تقييمكم للدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا؟
? نحن دوما نؤكد على أن كوريا الجنوبية تلعب دورا محوريا كجسر للتواصل بين الدول النامية والمتقدمة، وفي الوقت نفسه سنجد أيضا أن الكويت تلعب دورا مماثلا مهما في حل النزاعات وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن دورها الانساني الرائد ومساهماتها السخية في التخفيف من معاناة المنكوبين من جراء الكوارث والحروب، وهذا الدور، في الحقيقة، جعلها محل إشادة وتقدير مختلف دول العالم، ونأمل أن تستمر مثل هذه الجهود التي تعتبر نموذج يحتذى في العطاء.
وماذا عن أبرز مجالات التعاون بين الكويت وكوريا الجنوبية؟
? لدينا تعاون وثيق مع الكويت في مجالات عديدة مثل الطاقة والإنشاءات، والفترة الاخيرة شهدت قفزة نوعية في هذا المجال شملت توسعات في مجال الإسكان وبناء المدن الجديدة أبرزها مذكرة التفاهم لتأسيس شراكة بين الجانبين لبناء 30 الف وحدة سكنية بمدينة جنوب سعد العبدالله والتي ستكون أول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت وفق أحدث المعايير العالمية، بالإضافة إلى التعاون على صعيد الرعاية الطبية ومصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي والاتصالات والثقافة والتعليم العالي.
هل هناك ترتيبات لزيارات رفيعة المستوى على المدى القريب؟
? الزيارات المتبادلة الكثيرة بين البلدين تعكس عمق العلاقات، وقد شهد العام 2015 زيارات رفيعة المستوى متنوعة من بينها الزيارة التي قامت بها رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك كون ـ هيه الى الكويت في مارس 2015 وعقدت خلالها محادثات رسمية مع صاحب السمو الأمير وحفلت بتوقيع 9 اتفاقيات في مجالات مختلفة كالطاقة المتجددة والرعاية الطبية والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وفي ابريل 2015، زار وزير الصحة د.علي العبيدي كوريا وعقد محادثات مع نظيره الكوري مون هيونج ـ بيو حول سبل تفعيل التعاون في مجال الرعاية الصحية خاصة فيما يتعلق بتبادل الخبرات الطبية بين البلدين.
وفي مايو 2015، زار رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم جمهورية كوريا بهدف تقوية اواصر التعاون بين برلماني البلدين.
وفي يونيو 2015، زار وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل بجمهورية كوريا يو إيل ـ هو الكويت والتقى عدد من كبار المسؤولين من بينهم وزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر ابل لمناقشة مساهمة الشركات الكورية في دعم المشاريع التنمية الضخمة بالكويت.
وفي اكتوبر من العام نفسه زارت وكيلة وزارة الاشغال م.عواطف الغنيم كوريا الجنوبية لتشرف على لجنة التعاون المشتركة الخامسة بين الجانبين الكويتي والكوري واستكشاف فرص جديدة للتعاون في قطاع الانشاء المزدهر وقدمت للشركات الكورية التي تتطلع بشدة الى العمل في الكويت المشاريع الجديدة التي تنوي الحكومة الكويتية طرحها في المستقبل.
وكذلك في نوفمبر 2015، قام وفد يتألف من ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص بالكويت برئاسة النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان بزيارة كوريا الجنوبية للمشاركة في منتدى الأعمال الكوري ـ الكويتي الذي استغرق 3 ايام بتنظيم مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت والاتحاد الكوري للتجارة الدولية، وقد لاقى المنتدى نجاحا كبيرا في تحقيق اهدافه في تعزيز الفرص التجارية بين البلدين.
أما عام 2016 فقد شهد زيارة رسمية لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات للتعاون في عدة مجالات كالإسكان والخدمات الطبية والتعليم والنفط والطاقة والغاز، كما زار وزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر أبل كوريا في مارس 2016 لتقوية الشراكة بين البلدين في مجال بناء مشاريع المدن الجديدة.
أما فيما يخص الزيارات المرتقبة خلال هذا، فنعمل الآن على الإعداد لزيارة وزير الخارجية الكوري للكويت والتي نتوقع أن تتم قبل نهاية العام الحالي.
ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
? بلغت قيمة الصادرات الكورية الى الكويت العام الماضي 925 مليون دولار، فيما بلغت وارداتنا من الكويت 8973 مليون دولار، وتعتبر الكويت ثاني مصدر للنفط الخام لكوريا بينما تعد كوريا أكبر مستورد للنفط الكويتي.
وخلال العام الحالي وحتى نهاية فبراير بلغت قيمة الواردات من الكويت 842 مليون دولار بينما بلغت قيمة الصادرات الكورية الى الكويت 134 مليون دولار، ويرجع التفاوت بين الأرقام مقارنة بالعام الماضي الى هبوط اسعار النفط في الاسواق العالمية.
ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في كوريا الجنوبية؟
? حجم الاستثمارات الكويتية في كوريا يبلغ 135 مليون دولار في مجالات مختلفة منها البتروكيماويات، حيث استثمرت شركة صناعات الكيماويات البترولية الكويتية حوالي 100 مليون دولار في مشروع إزالة الهيدروجين من البروبان بكوريا الجنوبية، وتعتبر الكويت ثاني مستثمر اجنبي في هذ المشروع الذي تنفذه شركة «إس كي غاز»، وهي جزء من شركة SK الكورية الجنوبية، كما اكتملت الاعمال الانشائية في مصنع الكيماويات البترولية بكوريا الجنوبية واقيم حفل خاص في 24 مايو لتدشين مصنع انتاج البروبيلين في مدينة اولسان على بعد 414 كلم من جنوب شرق العاصمة سيئول، ويعتبر هذا المشروع نموذجا ناجحا للتعاون في مجال الاستثمار بين كوريا والكويت والمملكة العربية السعودية، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التعاون وتعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين.
كيف تستطيعون مساعدة الكويت؟
? مفتاح نجاح كوريا الجنوبية يتمثل في تطوير مواردها البشرية وتنويع مصادر دخلها، ولذلك على الكويت أن تعمل على تعزيز ودعم مواردها البشرية بجانب الموارد الطبيعية الوفيرة التي تملكها ونستطيع أن نقدم الدعم في هذا المجال.
الكويت تستطيع أن تكون دولة رائدة في مجال استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، فعلى سبيل المثال لدينا جزيرة جيجو وهي من المناطق المميزة في كوريا ونموذج في إدارة البيئة ونحاول أن نجعل منها جزيرة خالية من الكربون، وأتمنى أن تكون جزيرة فيلكا يوما ما جزيرة خالية من الكربون ومثال يحتذى به في الحفاظ على البيئة.
كيف ترون الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها المنطقة؟
? نتابع ما يحدث على الصعيدين الاقليمي والدولي ونبذل جهودا حثيثة بالتعاون مع المجتمع الدولي من أجل المساهمة في حل العديد من الأزمات والصراعات الاقليمية والدولية، أما فيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط فلا يمكن أن نخفي قلقنا تجاهها خاصة في العراق وسورية وليبيا، ولا بد أن تلتزم جميع الأطراف بمبادئ واهداف ميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ليعود الهدوء والاستقرار للمنطقة.
هل تعتقد أنه بالإمكان التوصل لحل على صعيد الأزمة السورية في القريب العاجل؟
? لست متأكدا ان كان ذلك في القريب العاجل ولكنني دائما أميل إلى التفاؤل، حيث إنني على يقين بأنه دوما هناك مخرج من كل أزمة، وأتمنى أن تتمكن أطراف النزاع نفسها من التوصل إلى حل بتغليب المصلحة العامة، فالحوار ولا شيء غيره قادر على إنهاء الصراعات، أما التدخل العسكري فيزيد الامر تعقيدا وعادة لا تدوم نتائجه طويلا وسرعان ما تندلع الاشتباكات مرة أخرى، ما أود أن أؤكد عليه هو أننا ندعم إرادة الشعب السوري، فالسوريون أنفسهم هم من يقررون مصيرهم وبالسبل الديموقراطية.
ما ابرز جهود بلادكم في محاربة الارهاب؟
? الارهاب أضحى مشكلة عالمية ولا توجد دولة بمنأى عنه، ولذلك نتعاون مع المجتمع الدولي ونشارك في المؤتمرات العالمية وندعم كل الجهود العالمية المناهضة للإرهاب.
14 شركة كورية
كشف السفير الكوري خلال اللقاء عن عدد الشركات الكورية التي تعمل على أرض الكويت ويبلغ عددها 14 شركة تنفذ عدة مشاريع في مجال البنية التحتية كالطرق السريعة والجسور ومحطات الكهرباء والمستشفيات ومشاريع معالجة البيئة وتبلغ قيمة هذه المشاريع نحو 29.2 مليار دولار، وعلى سبيل المثال تقوم الشركات الكورية حاليا بتشييد جسر الشيخ جابر الذي يعتبر من أطول الجسور البحرية في العالم وتبلغ تكلفته 2.6 مليار دولار.
علاوة على ذلك، قام ممثلون عن ثلاث شركات كورية جنوبية من ابرزها شركة هيونداي للهندسة والانشاءات في شهر مارس 2016 في الكويت بتوقيع عقد لبناء مشروع إنشاء مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور بقيمة 2.93 مليار دولار.
150 مواطن كوري يعملون بالكويت
أشار السفير الكوري إلى أن تعداد الجالية الكورية الجنوبية في الكويت يبلغ نحو 1500 مواطن، لافتا إلى أن معظمهم يعملون كمهندسين ويساهمون في المشاريع الحكومية الكويتية مثل مشروع جسر الشيخ جابر الاحمد ومشروع الوقود البيئي، معربا عن سعادته لأن افراد الجالية الكورية يتمتعون بالسمعة الحسنة بسبب مثابرتهم وإخلاصهم في العمل.
التبادل الثقافي بين البلدين
شدد السفير الكوري على أهمية التبادل الثقافي بين كوريا والكويت كونه يشكل قاعدة صلبة لدعم أواصر التعاون الثنائي، مشيرا إلى حرص السفارة على تنظيم العديد من الانشطة الثقافية المتنوعة بهدف تشجيع ودعم العلاقات الثقافية وتعريف الشعب الكويتي بالثقافة الكورية الغنية والمتنوعة، ما يوفر فهما أفضل للشعبين الصديقين.
الكويتيون لا يحتاجون إلى «فيزا»
أكد السفير الكوري أن الكويتيين لا يحتاجون الى فيزا لزيارة بلاده ويحصلون عليها بمجرد الوصول إلى المطار، موضحا أن بلاده تتمتع بإمكانيات سياحية هائلة في مختلف مجالات السياحة سواء الترويحية أو العلاجية وغيرها.
© Al Anba 2016