طنجة في 28 مايو / وام / اكد معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي ان البرلمان الذي يمثل الشعب العربي في 22 دولة عربية يؤمن بأهمية العلاقات الاقليمية والدولية بين الشعوب والدول ويؤكد على اهمية الشراكة بين العالم العربي ودول حوض المتوسط في ظل التحديات التي نعيشها سويا ويرى أنها السبيل الأمثل لتخطي الأزمات التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا جميعا .
وشدد معاليه - في كلمته التي القاها اليوم بالقمة الثالثة لرؤساء الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في طنجة بالمملكة المغربية - على ان التعاون الدولي والاقليمي وبالاخص بين الدول المتوسطية التي تجمعها روابط عدة تاريخية وجغرافية ومناخية والعمل المشترك والمتكامل بين هذه الدول وممثلي شعوبها وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية من شأنه أن يحقق لشعوبنا ما تصبو إليه من أمن وسلام وتنمية ورخاء وازدهار.
واشار الجروان الى مدى أهمية هذه الدورة التي تأتي حول موضوع "جميعا من أجل مستقبل مشترك في الفضاء الأورو- متوسطي" ..مبديا ثقته أن مثل هذه الاجتماعات المهمة للجمعيات البرلمانية الفاعلة وبما تحفل به من مشاركة واسعة من ممثلي شعوب مختلف الدول المتوسطية ستسفر عن ما هو مأمول منها لما فيه خير شعوب المنطقة والعالم أجمع وبما يدعم السلام والأمن وتعزيز التكامل الاقتصادي المتعدد والتنمية المشتركة والحفاظ على البيئة.
وقال رئيس البرلمان العربي " لقد بات واضحا أن الارهاب الذي زرع في مناطق مختلفة من المنطقة يهدف الى تدمير الدول وطمس حضارتها والعبث بمقدرات شعوبها والحيلولة دون نموها وتقدمها وان البرلمان العربي إذ يؤكد وبكل قوة على إدانته الشديدة لظاهرة الإرهاب المقيتة وما يحدث من اعمال ارهابية مجرمة في الدول العربية والاوروبية خاصة ما حدث في فرنسا وبلجيكا فانه يشدد على ان تلك الاعمال بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الاسلامي السمح وأخلاقنا الأصيلة " ..مؤكدا على ضرورة العمل سويا وبجدية من أجل محاربة الارهاب والقضاء عليه على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث أن هذا الإرهاب لم يعد محصورا في المناطق التي زرع فيها بل أصبح يطال بلدان العالم أجمع .
ودعا الجروان الحاضرين كممثلين لشعوب الدول المتوسطية للعمل معا عبر جهد برلماني مشترك يبحث سبل محاربة هذه الظاهرة المقيتة وآثارها السلبية لا سيما اجتماعيا وثقافيا .
واشار الجروان الى ان البرلمان العربي يرى أهمية التنمية في الدول المتوسطية عبر عمل متكامل ومشترك بين دول المتوسط وان أهم خطوة من أجل تحقيق هذه التنمية المنشودة هي ارساء الامن والاستقرار في المنطقة وبما يسمح للتنمية والاقتصاد بالتقدم والازدهار.
واشاد معاليه بالجهود الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية في دعم الوصول الى اتفاق الصخيرات بين الاطراف الليبية وجدد دعمه لإرادة الشعب الليبي ووحدته وبرلمانه المنتخب لما فيه خير ومصلحة الشعب الليبي الشقيق ..داعيا إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ليتمكن من مجابهة ودحر الإرهاب وتثبيت الأمن والسلام والاستقرار في ليبيا.
كما اشاد بالجهود المصرية في الحفاظ على أمن وسلام المنطقة العربية والشرق الأوسط ..مؤكدا على أهمية دور مصر في المنطقة والمتوسط بما لها من ثقل تاريخي عربي ومتوسطي وفي نفس السياق اشاد بما تقوم به تونس والجزائر من جهود كبيرة لمكافحة الارهاب والحفاظ على امن وسلامة المنطقة .
واوضح الجروان ان تطبيق القرارات والمواثيق الدولية هي أهم سبل التأسيس لعالم أكثر أمنا وسلام وان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو خرق صارخ لهذه المعاهدات والمواثيق الدولية ودعا كل الأحرار في العالم الى دعم تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المنصوص عليها دوليا وأهمها بناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف .
واكد رئيس البرلمان العربي على أن قضية ما يربو على 12 مليون لاجيء سوري والوضع الانساني المتدهور للكثير منهم هي أهم القضايا التي يجب علينا العمل فيها سويا بهدف بحث سبل التنسيق والتعاون بشأن التحرك الإقليمي والدولي لضمان الحماية القانونية والإنسانية لهؤلاء اللاجئين انطلاقا من مسؤوليتنا الانسانية والتزاما باتفاقية جنيف لحماية اللاجئين .. ولهذا اصدر البرلمان العربي مبادرة في منتصف الشهر الماضي تعبر عن رؤيته من زاوية برلمانية لحماية حقوق اللاجئين السوريين من منظور إنساني- تشريعي إدراكا منا للمسؤولية الإنسانية والبرلمانية والأخلاقية لحل هذه المشكلة الإنسانية.
وتهدف المبادرة الى التعاون مع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية والمنظمات الاغاثية والحقوقية بما يخدم مصالح اللاجئين ويصون السلم والأمن الدوليين كجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات العربية والدولية المعنية والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والمفوضية الدولية لحقوق اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان ومنظمة العمل الدولية واللجنة الدولية للصليب الاحمر .
وقال معاليه ان أهم سبل هذا التعاون وأنجعه هو العمل البرلماني المشترك وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية بعيدا عن التجاذبات السياسية مع الدول المعنية بقضية اللاجئين السوريين وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية كما ان البرلمان العربي يدعوكم لضرورة العمل معه من أجل هذا الهدف الانساني الملح وبما يدعم مبادئ حقوق الانسان ويحفظ أمن واستقرار الدول التي يلجؤون اليها والعالم أجمع.
كما ادان بشدة القتل المستمر للشعب السوري الشقيق ودعا للبدء فورا في تقديم حماية للشعب السوري من جميع اشكال القصف والهجمات و ارسال المساعدات وقوافل الاغاثة للمناطق المنكوبة، والعمل بحزم وجدية من اجل انهاء معاناة السوريين المستمرة.
واشاد بالجهود المبذولة في استقبال اللاجئين السوريين في المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية لبنان والعراق وباقي الدول العربية وبعض الدول الاوروبية وما قام به مؤخرا الهلال الأحمر الإماراتي في إنشاء مخيم للاجئين السوريين في اليونان .. مؤكدا على ضرورة ايجاد حلول آنية وسريعة للوضع الانساني الراهن للاجئين السوريين في مناطق اللجوء خاصة في اليونان ومقدونيا والتعاون المشترك من خلال الدبلوماسية البرلمانية لتفعيل الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق اللاجئين.
وأعلن عن استعداد البرلمان العربي للعمل معا على ايجاد موارد لوجستية لتخفيف العبء على الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين من خلال رسالة موحدة موجهة للمجتمع الدولي من البرلمان العربي والجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط.
وقال الجروان " ان عملنا سويا من أجل شعوبنا وبهدف تحقيق أهدافنا المشتركة من شأنه أن يؤسس لمستقبل اورو- متوسطي أكثر ازدهارا وتقدما ولعل تفعيل أدوات الشراكة الاقتصادية، وفتح مجالات الاستثمار المتبادل وتسهيل التجارة البينية ودعمها بين دول المتوسط بما يفتح آفاقا أكبر للتطوير في بلداننا ،وتوفير المزيد من فرص العمل والعمل سويا عبر قوانين واتفاقيات مشتركة للحفاظ على البيئة ودعم التنمية المستدامة هي أهم النقاط التي يجب ان نركز على تعزيزها وتفعيلها في مثل هذه الاجتماعات والمحافل المهمة، كما دعا إلى عمل مشترك يهدف إلى تعزيز قيم التسامح والسلام ونبذ الطائفية والعنصرية وما تحمله من آفات بغيضة علينا وعلى مجتمعاتنا".
واكد رئيس البرلمان العربي في ختام كلمته أن البرلمان العربي يضع كافة إمكانياته للعمل مع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط لما فيه خير ومصلحة التعاون والعمل الاورو-متوسطي المشترك.
- مل - وام/حام/مصط© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2016.